سلسلة أحداث ومواقف.. زواج غريب (الحلقة 13)

سلسلة أحداث ومواقف.. زواج غريب (الحلقة 13)
عبد الكريم جبراوي

 

حكى الحاج بوشعيب ذات يوم لأبنائه قصة زواجه من أمهم، فقال:

كانت والدتي في عرس في القرية، وكانت النسوة والفتيات يتسابقن للرقص على أهازيج الأغاني المحلية، ومن بينهن فتاة رشيقة أعجبت والدتي فجمعت عنها كل ما تحتاجه من معلومات قبل أن تغادر منزل العرس، وعند مجيئها للبيت أخبرت والدي بما كان ورغبتها في خطبة تلك الفتاة لي.

 لم يمانع والدي، وإنما تحمس هو الآخر للفكرة لا سيما وأنه كان من عشاق الأعراس لدرجة أنه كان يحضر جميع أعراس قريتنا والقرى المجاورة، وقد يتجاوزها لقرى أخرى متى وجد الرفيق.

 أخبرتني والدتي بالأمر فكدت أطير فرحا، خصوصا لما أفصحت لي عن الخطيبة التي سبق لي أن رأيتها ذات يوم تصفع قرينا لها استفزها بكلامه بجوار مطحنة القرية، وصرت أتمنى أن تطوى الأيام طيا شوقا ولهفة.

 كان يوم الخطبة، فقامت والدتي ووالدي بالواجب، حيث اصطحبا معهما عمي وزوجته وخالتي، وحملا معهما كيس سكر هدية وخروفا، وقضوا هناك يوما كاملا كنت فيه أصعد إحدى الروابي المشرفة على الطريق كل وقت وحين أستطلع قدوم والدي لأتعرف خبر القبول من عدمه، وظللت على تلك الحال حتى انتصف الليل إذ حضرا وبشراني بالخبر الذي أنتظره وبتاريخ الزفاف.

 أحسست أني بدأت أنسلخ من عالم الطفولة والاندماج شيئا فشيئا في عالم البالغين، ونفرت العزاب وصرت أجالس المتزوجين حتى قبل العرس.

 اقترب موعد العرس، وأخذت أعباء التهيئة والاستعدادات تتكاثر: شراء وإحضار اللوازم وإعدادها وتخزينها، طلاء الحيطان الخارجية للبيت وصباغة غرفه ومرافقه، التعاقد مع فرقة الموسيقى والغناء وتهيئ الفضاءات واستقدام الأفرشة ونصب الخيام، وكان ذلك اليوم يوما متميزا في كل شيء لا تكاد تفارقه الأهازيج والزغاريد.

   غير أن ما لا يمكن نسيانه هو أنه ساعة وصول العروس حدث أمر غريب كان التعامل معه بكل ذكاء وحنكة، فقد كانت العروس أخت التي جرى الحديث والتوافق بشأنها، وكان الرضى بالأمر الواقع أمرا محتوما.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *