سلسلة أحداث ومواقف.. الكنز والزوجة (الحلقة 14)

سلسلة أحداث ومواقف.. الكنز والزوجة (الحلقة 14)

 كان رجل في القرية يملك منزلا كبيرا ورثه من أبيه الذي كان يشتغل قيد حياته في تجارة الذهب والفضة، وكانت زوجته العاقر التي تزوجها بعد وفاة أم أولاده تخشى أن يتنكر لها أبناؤه بعد وفاته، خاصة وأنهم كلهم متزوجون ويقيمون بمدن بعيدة.

 ذات يوم مرض الرجل وأوفد زوجته لوحدها إلى السوق ولم يرافقها كالمعتاد، وبينما هي في خيمة الخضار الذي اعتاد زوجها أن يجلس عنده، سألها الخضار عن حال زوجها ومعاملة أبنائه لها، ثم أسر إليها بسر بعد أن استأمنها، وأخبرها أن في بيت زوجها كنز من الذهب والفضة، وأنها إن وافقت على استخراجه فإن النصف لها والنصف الباقي بينه وبين الفقيه.

ترددت الزوجة في الأول، غير أنها سرعان ما تداركت الأمر ووافقت شريطة التخطيط لحيلة تمكن الفقيه من ولوج البيت دون أن يرفض زوجها أو يرتاب أهل القرية في شأنه، وهداها تفكيرها إلى اغتنام فرصة مرض الزوج والحاجة لفقيه يعالجه.

رجعت المرأة إلى البيت ومعها فقيه ومرافقه، وقدمتهما إلى زوجها الذي رحب بهما وأجلس الفقيه إلى جواره، وبعد الأكل والشرب شرع الفقيه في ترديد جملة من التعويذات وفي تبخير المكان بما جلبه معه من بخور، حتى إذا اقتربت الشمس من المغيب، ودّعهما الفقيه وركب السيارة وذهب على أساس العودة بعد بضعة أيام للتأكد من شفاء الرجل.

علم سكان القرية أن الرجلين اللذين حضرا بسيارتها أحدهما فقيه جاء لعلاج الرجل المريض، بينما زوجته ظلت كاتمة للسر تنتظر عودة الفقيه للشروع في البحث عن الكنز في كل مرة يحضر فيها عندهم، حتى كانت المرة الرابعة، حضر الفقيه وكان معه رجل وامرأة، ومكثوا في المنزل يومين كاملين ولم يغادروا إلا قبيل فجر اليوم الثالث.

وعندما حضر حمال الحليب وطرق الباب عدة مرات ولم يجبه أحد، خاصة وأن الباب كان شبه مفتوح مما جعله يستعين بالجيران لمعرفة سبب عدم إجابة الرجل وزوجته، حيث دخلت ابنة عم الرجل لتجد الرجل وحده منهما ممددا على سرير، فظنت أنه ميتا، لكنها ما إن حركته حتى استفاق مذهولا مذعورا، وانتفض كمن كانت فوقه أكياس حبوب ثقيلة يبحث حواليه وينادي زوجته التي لم يجد لها أثرا بالبيت.

بحث عن زوجته وعن الفقيه ومرافقيه كل أرجاء البيت فلم يجد لهم أثرا، ما عدا ثقبا في حائط الحظيرة وأجزاء مهشمة لجرة طين قديمة، فأدرك أن الأمر خطير ويستوجب إخبار رجال الدرك للبحث في النازلة والكشف عن سر اختفاء زوجته.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *