الزوايا و الأضرحة في مخيال المجتمع المغربي

الزوايا و الأضرحة في مخيال المجتمع المغربي

مصطفى طه جبان.

لازالت الزوايا و الأضرحة، تشكل جزءا مهما في المتخيل الشعبي للمغاربة، رغم تراجع دورها في الحياة اليومية للمجتمع.

مجموعة من الطقوس تختلف من ضريح إلى آخر، حسب الهدف من الزيارة، بعض الأبحاث وصلت إلى تراجع بعض الشعائر التي يزاولها الزوار، و تفادي بعض السلوكيات التي تجعل من الولي، وسيطا بين العبد و الله، من خلال تقديم الذبائح، و الهدايا للمشرفين عن هذه الزوايا.

دراسات، تشير إلى انه بالموازاة مع الانتشار التدريجي للمبادئ الإسلامية في خانتها الرسمية، عرف تراجع كبير لإشعاع الأضرحة على عدة مستويات، فعلى مستوى الطقوس، أصبحت هذه الأخيرة مفتقدة إلى الكثافة التي يمكن بالإسناد إليها، اكتشاف رمزية الطقس و دلالاته المختلفة، و منها طقس قراءة دلائل الخيرات، هذا من جهة.

من جهة ثانية، فقدت الزوايا و الأضرحة دورها في استقبال الوافدين، عكس ما كان عليه معمولا به في الماضي، من توفير السكن، و الأكل، و الشرب لهم، حيث أصبحت الزيارة تستغرق فقط بعض الدقائق المعدودة.

و على الرغم من تراجع الإقبال، مازال الاعتقاد بالمعجزات، و القدرات الخارقة للأولياء، مستمرة في بعض الزوايا و الأضرحة، يظهر جليا في ممارسة بعض الطقوس، أن الديني و السحري مندمجان كليا في عملية العبادة، و من مظاهر ذلك، استمرار الاعتقاد بالعين الشريرة، و الجن، و العلاج، و اللعنة، و غيرها من بقايا الممارسات السحرية الموجودة داخل المعيش الديني للمغاربة.

بعض الدراسات، ذهبت إلى أن التوحيد الصارم، الذي جاء به الإسلام، لم يمنع من ظهور الاعتقاد في الأولياء، إذ كانت هناك ضرورة في ما يبدو تقتضي ظهور وسطاء يردمون تلك الهوة، و يملؤون الفراغ الذي يفصل بين الناس و ربهم، حيث أصبحت بالنسبة إلى الكثير، دين الحياة اليومية، إذ أن معتقدات الزوايا، تشمل تصورا للغيب يجعله حاضرا بكيفية غير مباشرة في المواقف الحياتية، كما تزود هذه المعتقدات الحاملين لها، بصورة ضمنية بنوع من التحكم في الأشياء، الغير المعروفة في حكم الغيب.

هذه الدراسات، التي سلطت الضوء على حضور الأضرحة و الزوايا في المشهد التديني، لم تستطع تحديد خريطة انتشارها في مختلف مناطق المغرب.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *