إيموزار كندر: استفحال ظاهرة المقاهي المحتضنة لمستهلكي المخدرات والقمار، أمام صمت الجهات المسؤولة؟

إيموزار كندر: استفحال ظاهرة المقاهي المحتضنة لمستهلكي المخدرات والقمار، أمام صمت الجهات المسؤولة؟

إدريس أمعضور

هو السؤال الذي لم يستطع احد أن يطرحه لأسباب عدة، منها المبرر وغير المبرر، وغالبا ما نكون هنا بصدد مقاهي أصبحت تتناسل بشكل يثير جدلا سواء على مستوى الجهة المخولة بمراقبة هذه المقاهي أو العمل على تطبيق القوانين الجاري بها العمل انطلاقا من الصلاحيات المخولة للمجلس البلدي بقوة قانون الشرطة الإدارية بالمدينة ومكافحة الأنشطة المشبوهة والتي تشكل خطرا حقيقيا على المنظومة الاجتماعية بكاملها أو الأطراف المستفيدة من استمرار التواجد المشبوه خاصة هذا النوع من المقاهي لأن ذلك قد يعني قراءات مختلفة للقاعدة، وما خفي كان أعظم ، وكيف تتعامل الجهات الأمنية مع جميع المظاهر المرتبطة بها.

وفي سياق تقصي الظاهرة أو محاولة الحصول على معلومة قد تكون بسيطة من قبيل معرفة هوية صاحب المقهى أو السبب عن الصمت عن هكذا ظاهرة، فتكون الأجوبة عبارة عن سيناريوهات ومبررات لأشخاص يعتقد أنهم لهم سلطة ما! وعليك أن تكون حذرا فتلك مقهى فلان، أو تابع لحزب العضو الفلاني وبطبيعة الحال لا مجال للتعرض لها أو حتى الحديث عنها، لنجد أنفسنا أمام منطق غير مقبول في دولة تعززت فيها سلطة القانون ولا شيء غير القانون.

لكن تواجد الاختلالات المعروفة محليا وطغيان المحسوبية والزبونية الفاحشة قد يعطي فرصا لشريحة اجتماعية تعتمد ممارساتها على خرق القانون ومن ثم يكون ممكنا ممارسة الابتزاز باستعمال النفوذ من خلال التغاضي، ولكن ذلك كله لابد أن يكون له مقابل في حدود ما وبطرق ما وأشكال ما.

تعاطي المخدرات، ترويج المخدرات، القمار هي من أهم الأنشطة الرئيسية لبعض هذه المقاهي والتي تتواجد في المجال الترابي لمدينة إيموزار كندر وما أرشدنا إلى التساؤل ماذا عن عشرات المدمنين جعلوا من هذه المقاهي مقرهم ومثواهم الأخير؟

تواجد مستمر ومكثف، مثابرة في تعاطي الشيشا والمخدرات، عشرات الطاولات كل واحدة منها يتقاسمها أربعة أو خمسة أشخاص يشربون سجائر الحشيش والشيشا، يجلسون في مأمن دون إحساس بأن كل الأجواء التي هم فيها تعتبر خارجة عن القانون.

لا أحد يكترث أو بمعنى آخر قد يكون الأمر مرتبطا بضمانة ما، قد تجعلهم في مأمن عن متابعة، مما يحيلنا إلى السبب عن الصمت، وربما مثل هذه المقاهي قد تفرخ ظواهر أخرى قد تكون اشد خطورة ومستعصية عن الحل.

ظاهرة أخرى قد لا تقل خطورة ولكنها الكابوس المرعب والمدمر للأسر، وهي مقاهي القمار التي استولت على أرزاق الناس والتي تمثل الحالة الشاذة في مدينة يعيش سكانها نسبة من الهشاشة، والغريب في الأمر أن من يرتاد هذه المقاهي هم من جميع المستويات الاجتماعية وهي التي أصبحت عاملا رئيسيا في تأزيم الوضع الاجتماعي للأسر، وقد استقينا مجموعة من الاعترافات من ربات بيوت يعشن شظف العيش بامتياز ويعود المشكل في جوهره إلى تعاطي الآباء للقمار.

وقد نطرح السؤال هل هناك إمكانية لكي يحمي القانون هذه الأسر؟ وهل هناك أسلوب ما يأخذ قوته من القانون للتصدي لهذه المقاهي التي استحوذت على حياة الناس، واستحوذ أربابها على أرزاق الناس؟.

تلك هي إذا المقاهي المشبوهة التي لا تراعي الوضع المجتمعي الهش للبنية الاجتماعية بالمدينة، ولا مستقبل ابنائنا وبناتنا المتوجهين لمدارسهم، ولا أخلاق ولا أدبيات للتعامل معها سوى تطبيق القانون، للتخفيف أو استئصال أوضاع اجتماعية قد تقودنا إلى ما هو أصعب وأعقد، علما أنها تخرج أفواجا من المواطنين قد تكون نظرتهم للحياة جد محدودة وضيقة إلى ابعد الحدود، يحكمها التعاطي ثم التعاطي للمحذرات والشيشا والقمار، فكل استئصال ومجلسنا وسلطتنا ….؟؟؟

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *