ألا تعذرون وزيرة عن العشرين درهما ؟؟؟

ألا تعذرون وزيرة عن  العشرين درهما ؟؟؟

 
عبد الكريم جبراوي 

 ألا تعذرون وزيرة عن ” العشرين درهما ” ؟؟؟ وقد سبقها من جعل الخبز الذي يباع في السوق بـ1,20 درهما يضر بمن يستهلكه ، ومن ” استصغر ” قيمة مبلغ تقاعد البرلمانيين وحددها في ” جوج فرانك ” التي بموجب ” التصنيف ” الأخير للفقر يجعلها في خانة جد متأخرة من خاناته ، ..

ألا تعذرون وزيرة عن ” العشرين درهما ” ؟؟؟
 فمن يربح ” عشرين درهما ” في اليوم إنما يتحصل عليها ولا يربحها ، وشتان ما بين الربح والتحصيل لأنه أصلا لا يوجد في تراتبيات سلاليم الأجور بالمغرب من يتقاضى هذا المبلغ ” الكبير” مقارنة له بسابقته المحددة في ” جوج فرانك ” وبالتالي فهو ضعفه ألف مرة ..

    ألا تعذرون وزيرة عن ” العشرين درهما ” ؟؟؟

    ” العشرون درهما ” هي ” العشر ” بضم الميم والشين وفي منطوق الزكاة بعد بلوغ النصاب وتمام الحول – ولو أنه لا حول ولا قوة إلا بالله – ، يتلوها ” ندر ” بنون الجمع وبغير حليب أبيض صاف بهجة فقط للناظرين ، ثم ختامها ” هما ” من الهموم التي تنهال على رؤوس المواطنين تباعا مرة بالفعل المحتوم وأخرى بالقول المنغوم …

    ألا تعذرون وزيرة عن ” العشرين درهما ” ؟؟؟

    إن من يتحصل على ” العشرين درهما ” يتقاضى التعويض ” عوضا ” من الله على بؤس حاله وضيق ذات يده ، له ” التعويض ” حسرة في قلبه ودموعا لا يستطيع أن يذرفها أمام أبنائه ، بل منهم من ” يتفنن ” في ابتداع أشكال وصيغ للحصول على ” تعويضات ” خارج الأخلاق والقوانين بالنصب والاحتيال والسرقة والنهب والتدليس …

   ألا تعذرون وزيرة عن ” العشرين درهما ” ؟؟؟

     ” العشرون درهما ” في اليوم ليس ” المتحصل ” عليها فقيرا ، لأن الفقير ” يمتلك نقودا ” ولكنها لا تكفي احتياجاته الأساسية ، وبالتالي فـ” المتحصل ” على ” العشرين درهما ” تكفيه لسد ” اجتياجاته الأساسية ” من مأكل وشرب وسكن ولباس وتطبيب وتعليم لأبنائه وترفيه وتنقل ومطالعة وتواصل وهي عشر ” احتياجات أساسية ” نصيب كل واحدة منها درهمان فهل تكفي خبزتان بدرهمين لأسرة من أربعة أفراد على الأقل ؟ ، عفوا كبار القوم لا يأكلون الخبز خوفا من البدانة ” وما يذكر إلا أولو الألباب “..

    ألا تعذرون وزيرة عن ” العشرين درهما ” ؟؟؟

    من يربح ” العشرين درهما ” ويحملها في جيبه مساء يطوف بها جنبات السوق بحثا عن أرخص ما فيها ، يقف أمام الجزار يرمق اللحم فلا يقربه ، وأمام بائع الفواكه فيكتفي بشم رائحتها عن بعد دون اقتنائها لصغاره لأن الخضر فقط ابتلعت ثلثي ” العشرين درهما ” وما تبقى منها ثمن قطع سكر وحبات شاي وقطرات زيت مائدة وتوابل كلها بالتقسيط ، أما بم يؤدي فاتورة ماء وكهرباء وواجب كراء في آخر الشهر فعلمها ربما عند من جعل ” العشرين درهما ” دخلا ينأى بصاحبه عن خانة الفقر ، وما يوفره منها لشراء كسائه وكساء أفراد أسرته وتنقلهم على متن حافلة من وإلى المدرسة أو شراء دواء أو أدوات ولوازم مدرسية وتثقيف وتواصل وترفيه و… فأمر تفسيره عند الوزيرة التي لم تعذروها … 

Jabraoui2013@yahoo.com

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *