الأستاذ أحمد نهيد قامة قضائية فريدة، و صاحب مسار مهني حافل بالعطاء

الأستاذ أحمد نهيد قامة قضائية فريدة، و صاحب مسار مهني حافل بالعطاء
مريم رزقي

يعتبر الأستاذ أحمد نهيد الرئيس الحالي للدائرة الاستئنافية بالجديدة أحد قيدومي قضاة المغرب، الذي أدار مساره المهني بحنكة كبيرة، خولته من تبوأ مكانة مرموقة بين قامات قضائية كبيرة بالمغرب.

السنوات الطوال لتقلده منصب رئيس المحكمة الابتدائية والتي أدارها بحنكة، مكنته من التفوق في إدارة المرحلة الاستئنافية بحنكة أكبر.

ومعروف في المغرب، أن العديد من الولايات لا يمكن أن يتقلد مناصب محاكمها إلا الراسخون في القضاء، وهكذا أُسندت له الدائرة الاستئنافية بمراكش، و بعد نجاحه الكبير، تقلد منصب الدائرة الاستئنافية بالجديدة…

الجريدة ربطت الاتصال بممثل الهيئة الوطنية لحقوق الانسان بجهة الدار البيضاء سطات خصوصا، نظرا لأن مكاتبهم بإقليم الجديدة سبق وأن أصدروا بيانا شديد اللهجة ضد رئيس محكمة الاستئناف بالجديدة السابق بتاريخ 16 نونبر 2020 تحت عنوان : ” خمس مكاتب حقوقية تصدر بيانا تنديديا برفض الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بالجديدة تسلم المراسلات والشكايات”.

وذكرت المكاتب الحقوقية الخمس الموقعة على البيان أنذلك، أنهم عقدوا اجتماعا خصص لتدارس ومناقشة تصرفات ما يقع بالكتابة الخاصة للرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بالجديدة السابق.

و أضافوا، أنه سبق للمكتب المحلي للهيئة الحقوقية بالجديدة أن تلقى العديد من الشكايات بشأن رفض الكتابة الخاصة للرئيس الأول بمحكمة الاستئناف بالجديدة – السابق – تسلم الشكايات والمراسلات التي ترد على كتابته بأمر منه، حيث يتم رفض تسلم أي مراسلة موجهة إلى الرئيس الأول، وإن تسلمتها الكتابة يرفضون التوقيع في النظير على التسليم؟…

لكن هذه المكاتب الحقوقية للهيئة الوطنية لحقوق الإنسان بالجهة، عبروا عن ارتياحهم الكبير للطريقة التي يدير بها الرئيس الحالي للدائرة الاستئنافية بالجديدة الأستاذ أحمد نهيد، للتعامل مع المتقاضين بجميع أصنافهم..

و أكد ممثل الهيئة الحقوقية، أن الاستراتيجية المتبعة للرئيس الحالي لا يمكن وصفها إلا بغير المسبوقة في استقبال جميع المرتفقين من المتقاضين على قدم المساواة، والانصات لجميع شكاويهم أو تظلماتهم – حسب تصرح ممثل الهيئة الحقوقية –.

خمس مكاتب حقوقية تصدر بيانا تنديديا برفض الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بالجديدة تسلم المراسلات والشكايات

رابط البيان الذي أصدرته المكاتب الحقوقية ضد الرئيس الأول السابق بتاريخ 16 نونبر 2020 عبر جريدة بلا قيود

وأضاف، أنه يمكن لأي مواطن التقدم إلى الكتابة الخاصة للرئيس الأول بمحكمة الاستئناف بالجديدة حاليا، وطلب مقابلة الرئيس في موضوع يخصه، فسيجد بابه مفتوحا على مصراعيه وينصت للجميع، وهذه الثقافة التي كانت تنقص الدائرة الاستئنافية بالجديدة قبل مجيئ الأستاذ نهيد.

وفي اتصال الجريدة بمختصين في القانون، أكدوا أن هناك لبسا وخلطا يقع للعديد من الناس الذين لا يفهمون في التنظيم القضائي المغربي.

فالرئيس الأول لمحكمة الاستئناف، ليست له أي علاقة مباشر مطلقا بصدور الأحكام، فهو لا يترأس هيئات الحكم، ولا يدخل للجلسات، ولا يصدر الأحكام، ولهذا علاقته بالمحكمة هي علاقة رئيس ومرؤوس، فهو جهة وصل بين المجلس الأعلى للسلطة القضائية و الدائرة الاستئنافية التي تتبع له، فمثلا استئنافية الجديدة تتبع لها محكمتي سيدي بنور والجديدة، وما ينضوي تحتمها، وبالتالي يدير العلاقة بين رئيسي المحكمتين، و التنسيق مع الوكيل العام بصفته كذلك رئيس النيابة العامة بالدائرة الاستئنافية التي تقع في دائرة نفوذه والمجلس الأعلى للسلطة القضائية، ويترأس السنة القضائية..

ولهذا يجب تصيح المفاهيم، الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف أي كان، لا علاقة له بصدور الأحكام القضائية مطلقا، فمن يصدرها هم هيئات الحكم، وهم من يتحمل المسؤولية عن ما يصدر عنهم من أحكام، وإن كان هناك من تظلم من المتقاضين، فالرئيس يرفع ذلك إلى الجهات المختصة، وهي التي تتخذ ما تراه مناسبا، لأنه لايسمح للمتقاضين الدخول عند القضاة، فقط عند الرئيس، لتظل الأحكام مستقلة عن أي تأثيرات..

وهكذا يظل الأستاذ أحمد نهيد رئيس محكمة الاستئناف بالجديدة صاحب سمعة طيبة، فهو رجل هادئ، قليل الانفعال، له حنكة كبيرة في القضاء وفي إدارة المحاكم، يدير المسؤولية بتروي وحكمة، و له صيت كبير على المستوى الوطني خاصة الأوساط القضائية حسب مصادر الجريدة.

والمثير و الفريد في الأستاذ أحمد نهيد، أنه ختم مساره المهني بمناقشة أطروحة الدكتوراه بتاريخ 29 يوليوز 2022 بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية التابعة لجامعة شعيب الدكالي، في موضوع: “صعوبة تنفيد الأحكام في القانون المغربي” دراسة مقارنة.. تحت إشراف الدكتورة: سعيدة المجيدي.

وهو بذلك يعطي القدوة لطلبة العلم وللجميع أن طلب العلم ليس له حدود، وأن العزيمة والإرادة يتفوقان على كل الصعاب…

الأستاذ أحمد نهيد يظل كبيرا في عيون الجميع، لكن وتبعا للقاعدة الفقهية “الشاذ لا حكم له”. دائما هناك من يبني أحكاما على مجرد الظن، وكما قال تعالى : “وما يتبع أكثرهم إلا ظنا، إن الظن لا يغني من الحق شيئا” . (الأية 36 من سورة يونس).

فهنيئا للأستاذ أحمد نهيد على هذا المسار المهني الحافل بالعطاء و العلم..

الأستاذ أحمد نهيد وهو يناقش أطروحة الدكتوراه بتاريخ 29 يوليوز 2022

جانب من حضور مناقشة الدكتوراه للأستاذ أحمد نهيد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *