كلميم.. فرقة “كنكا” للفن والتراث الشعبي نظمت مهرجانها السنوي في ظل التهميش و اللامبالاة من قبل الجهات المسؤولة (تقرير)

كلميم.. فرقة “كنكا” للفن والتراث الشعبي نظمت مهرجانها السنوي في ظل التهميش و اللامبالاة من قبل الجهات المسؤولة (تقرير)

كلميم جماعة القصابي/ فريق بلا قيود

بجماعة القصابي “دكاوست” والتي تبعد قرابة 11 كلم جنوب مدينة كلميم، صادفت صحيفة بلا قيود فرقة تسمى: “كنكا للفن و التراث الشعبي”.

الفرقة التي تمد لعقود من الزمن، والتي ظلت محافظة على تراثها و موروثها الشعبي. و أسست جمعية تسمى : “كنكا للفن و التراث الشعبي” سنة 2014، والتي كانت تسمى قبل ذلك “نوار المدينة” وشاركت في عدة أنشطة محلية و سباق المدن منذ ثمانينيات القرن الماضي.

و حسب معلومات حصلت عليها الجريدة، فإن الفرقة الخاصة بهذا الفن والموروث الثقافي، كان يديرها محمود بالموذن مقدمها خلال ثلاثينيات القرن الماضي، وبعده محمود بن حمادي خلال ثمانينيات القرن الماضي، وبعد وفاته كذلك أخذ زمام الأمور رئيسها الحالي بوسحاب نجار..

وقد شاركت في العديد من الأنشطة المتعلقة بالفن والثقافة على مدار السنة، و متى وجهت إليها الدعوة من قبل الجهة المنظمة فإنها لا تتخلف عن المشاركة.

الفرقة بدأت مهرجانها الثقافي السنوي بجماعة القصابي “دوكاوست” إقليم كلميم بعد منتصف ليل 25 غشت 2022 ،والذي يمتد على مدى أسبوع كامل. ووجهت الدعوة لكل من قيادة الجماعة، والمجلس الجماعي والدرك الملكي، لكن مصادر تقول: في غالب الأحيان لا يلبون الدعوة، فقط عناصر الدرك الملكي هم من يأمنون الأنشطة..

وبعد البحث والتحري مع جهات مهتمة بالمنطقة والتي أكدت للجريدة، أن هذه الفرقة التي تمتد لعقود من الزمن تكافح من أجل البقاء بإمكاناتها الذاتية، و بمساعدة القرى المجاورة، والتي تقدم دعما عينيا، كالسكر و الشاي وأمور أخرى يتم بيعها من أجل استمرار هذا الموروث الثقافي الموروث أبا عن جد، إلا أن كل تلك الإمكانات هي جد متواضعة و تبقى محدودة جدا.

مصادر الجريدة فضلت عدم الكشف عن هويتها، تقول: أن جمعية “كنكا للفن والتراث الشعبي” قدمت ملفا متكاملا إلى الجهة، والمجلس الإقليمي والولاية… إلا أنها لم تتلق أي دعم أو استجابة مطلقا؟

وأضافت المصادر، أن المجلس الجماعي للقصابي كان يدعم بعض الأنشطة قبل فترة كوفيد 19 ، إلا أنه مع كوفيد توقف الدعم.

الجريدة صادفت كذلك حسن الداودي أستاذ باحث في تاريخ و عادة و ثقافة وتقاليد المنطقة، وعضو جماعي بمجلس القصابي بإقليم كلميم لأكثر من 30 سنة. أكد للجريدة، أن هناك فسيفساء داخل الإقليم، بحيث نجد مجموعة من الفرق تحافظ على التراث، ومن بينها :”كانكا”، وتوجد في الصويرة ومراكش، وتتشارك مع فرقة “كناوة” بمراكش في نفس الإيقاع، وطرح المتحدث فكرة الاتحاد بين كل هذه الفرق، مادام لديها نفس الأداء، ونفس الفن.

المتحدث ألقى بالمسؤولية، على مجلس الجهة، و المجلس الإقليمي، تم البلدية و الجماعة المحلية في عدم تقديم العون والدعم لهذا الموروث الثقافي.

حسن الداودي أستاذ باحث في تاريخ وفن وثقافة وتقاليد المنطقة

وأضاف المتحدث، أنه لسوء حظ هذه الفرقة أنها تتواجد بجماعة القصابي وهي جماعة متوسطة الدخل، و تعيش على ضريبة القيمة المضافة..

هذا النوع من الفن لديه أشخاص ملوعين به، و لديه محبيه، ولديه أشخاص مستمرين في حمل مشعله، وتوارثوه أبا عن جد، وحتى الأطفال الصغار يتهيأون للحفاظ عليه، وهناك أشخاص من الجالية المغربية كانت حاضرة لهذا النوع من الفن وتتابعه عن كثب.. فلماذا يتم تهميشه؟ يضيف المتحدث.

الأستاذ الداودي أكد للجريدة، أنه بدون تقديم الدعم، فإنه يصعب الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الفني.

و في رده عن سؤال عن مصدر اسم “كنكا:، أوضح أنه جاء من الصوت الذي يفرزه العود الذي يضرب به الطبل الكبير حيث يحدث صوت “كنك”.. و الفرقة، تسمى فرقة “كنكا” أو العبيد، لأنها الفن يمارس من قبل أشخاص من ذوي البشرة السوداء..

نجار بوسحاب رئيس فرقة كنكا للفن و التراث الثقافي

المقر الرئيس للجمعية بجماعة القصابي، هو منزل يمتد لقرابة القرنين من الزمن، و له تاريخ حسب ما أكد للجريدة الأستاذ الداودي، و هي البناية الوحيدة بواد النون التي ظلت تحمل العلم البريطاني إبان الاستعمار الفرنسي والإسباني، و هناك وثائق اطلعت عليها الجريدة تؤكد ذلك، و قد وقع المسؤول عن الدار وثيقة حقوق الانسان مع بريطانيا سنة 1914.

المنزل يتواجد بموقع استراتيجي، وظل متحف لأنه يضم وثائق وصور ذات طابع تاريخي.

وحمّل المتحدث المندوبية الجهوية للثقافة بجهة كلميم واد النون المسؤولية كذلك، لأنها لم تقم بواجبها في التواصل مع الجمعية وتسجيل ذلك عبر وثائق الوزارة حتى تظل تستفيد كباقي المكونات الثقافية و الفنية..

و قارن المتحدث بين المجلس الجماعي لكلميم الذي منح فرقة “كانكا” بكلميم 120 ألف درهم، في حين أن جمعية لها نفس الأهداف لم تستفد ولا من سنت واحد؟؟

ووجه المتحدث نداء إلى رئيس جهة كلميم واد النون، ورئيس المجلس الإقليمي، بحكم انتمائهما لجماعة القصابي، ومن أبناء المنطقة، أن يتدخلا لبرمجة دعم مالي لجمعية: “كنكا للفن و التراث الشعبي”، إسوة بباقي الجمعيات التي تستفيد من دعم سخي..

مقر جمعية كنكا الذي يمتد لقرابة قرنين من الزمن

ختاما:
وبالرجوع إلى هذا النوع من الفن والموروث الثقافي، نجده يعيش نوعا من الحظ، ففي الصويرة مثلا يحظى هذا النوع من الفن برعاية خاصة و السهر المباشر من قبل المستشار الملكي أندري أزلاي الذي يحضر في كل مهرجان، وكم ستكون هذه الفرقة محظوظة لو أن المستشار الملكي أندري أزولاي اهتم كذلك بهذا الفرقة أو ضمها إلى فرقة الصويرة مادام الأمر يتعلق بنفس الفن ونفس الموروث الثقافي، أو تتدخل سلطات الجهة والعمالة، و الجهات المنتخبة عبر الجهة، ومندوبية وزارة الثقافة، لتقديم الدعم حتى تستمر هذه الجمعية في المحافظة على موروثها الفني والثقافي.. لا أن تظل في التهميش و اللامبالاة القاتلة، في حين يصرف دعم سخي عن جمعيات لا ندري ما هو النشاط الذي تقوم به، فقط لأنها محظوظة ولها من يدافع عنها؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *