الوكيل العام الذي لم ينصف كما يجب

الوكيل العام الذي لم ينصف كما يجب
بلا قيود

في أواخر يوليوز 2021 تم تعيين الأستاذ عبد السلام أعدجو وكيلا عاما للملك بمحكمة الاستئناف بالجديدة قادما إليها من مدينة خريبكة.

الأستاذ عبد السلام، منذ حلوله بمحكمة الاستئناف بالجديدة أحدث “ثورة” حقيقة على العديد من المستويات العملية، حسب ما تتبعه بلا قيود منذ قدومه، رغم المدة القريبة التي قضاها على رئاسة النيابة العامة بالجديدة.

فالمحاضر التي كانت ترسل إلى الضابطة القضائية خاصة الشرطة، والتي كانت تتطلب وقتا طويلا من الإجراءات الإدارية حتى تصل إلى وجتها، تم اختصارها بسرعة كبيرة، فالمساطر كانت توجه مثلا إلى دائرة معينة، كان لابد من وضع المسطرة لمكتب الضبط بإدارة الأمن الإقليمي بالجديدة، وبعد ذلك يتم توزيعها إلى وجهتها، تم اختصار ذلك بإرسال المسطرة إلى الدائرة الأمنية المعنية مباشرة، بل الأكثر من ذلك، أنه في حال وصلت المسطرة إلى الدائرة المعينة وتبين لها أنها ليست صاحبة الاختصاص، يكفي الاتصال بالأستاذ المداوم من أجل إعطاء التعليمات إلى إرسالها إلى الدائرة المعنية، وهكذا تم ربح العديد من الوقت واختصار الأيام و الأسابيع العبثية التي كانت تمر منها المساطر والإجراءات من أجل وصولها إلى وجهتها..

بل الأكثر من ذلك، فرض نوعا من الهيبة على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالجديدة، على جميع المستويات. فالكل أصبح يتحسس من جنبه، بعض الأطراف تنتمى إلى مهنة مكملة للجسم القضائي و التي كانت تصول وتجول وتعبث ، أصبحت تحسب خطواتها بشكل دقيق، لأن الأستاذ عبد السلام لا يرحم أمثال هؤلاء، و كان عليهم فعلا أن يحتاطوا خوفا منه. أما تعامله مع الشرطة والدرك بإقليم الجديدة، فكان بالجدية المطلوبة دون السماح بالتهاون صيانة لحقوق المتقاضين والمرتفقين..

حضور الأستاذ عبد السلام أعدجو مناقشة أطروحة الدكتوراه للأستاذ أحمد نهيد رئيس محكمة الاستئناف بالجديدة

الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالجديدة السابق عبد السلام أعجو كفاءة قضائية وقامة قانونية ذو حنكة وخبرة كبيرتين.. كان على النيابة العامة أن تستفيد من خبرته في ميدان النيابة العامة، وأن تكرمه أحسن تكريم، عرفانا لما قدم على مدى سنوات خلال مشواره المهني من تفان وخدمة للعدالة..

الأستاذ عبد السلام أعدجو لم ينصف كما يجب، لكن التأريخ لا يسجل إلا للعظماء، رغم تعيينه محام عام بمحكمة النقض..

لم تربطنا به أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد، في الماضي أو الحاضر، ولكن كلمة حق في رجل تفانى في خدمة العدالة، وخاصة النيابة العامة وأعطى الكثير، ولم يكن يخاف في الله لومة لائم. ولكنه لم ينصف، فهذه كلمة للتأريخ، لأنه لا يمكن أن نسمح بأن يظلم مرتين، لكن إعلاميا يجب أن نقول كلمة حق في حق رجل كرسه حياته لخدمة العدالة..

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *