الجديدة: من المسؤول عن هذه الجريمة؟ مواطنون يعيشون وسط المياه العادمة ؟؟

الجديدة: من المسؤول عن هذه الجريمة؟ مواطنون يعيشون وسط المياه العادمة ؟؟
حالة من البؤس الشديد يعيشه سكان حي التعاونية بأولاد افرج

إبراهيم عقبة

تطرقنا عبر مقالات عديدة عبر صحيفتي “بلاقيود” و”العلم” عن البناء  العشوائي، وقلنا أن هناك جهات مستفيدة استفادة حقيقية من التستر وحماية ورعاية البناء العشوائي، خاصة بقيادتي أولاد افرج و أولاد بوعزيز الشمالية، وتنضاف إليهم قيادة الحوزية، القانون واضح، رجال السلطة مسؤولون مسؤولية مباشرة عن تحرير محاضر وهدم البناء العشوائي، لكن عدم قيام القُواد بهذه المناطق بواجبهم ينم عن سوء نية… الكتابة عن موضوع البناء العشوائي ليس وليد هذه المرحلة، فقد كتبنا عنه في 2002 ولم نتوقف يوما عن الكتابة عنه..

ونلقي نظرة في المستجد على مستوى القانون، ذلك أن جريدة “الأحداث المغربية” لعدد يوم الخميس 07/09/2017 ذكرت أن وزارة الداخلية تواجه خروقات البناء.. وجاء في المقال: أن وزارة الداخلية ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، أصدرتا دورية مشتركة أسندت من خلالها مسؤولية تحرير محاضر مخالفات البناء إلى ضباط الشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة، ومنعت بالتالي رؤساء الجماعات ورجال السلطة من تحرير هذه المحاضر، كما منعت وكالة التعمير من إنجاز محاضر مخالفات البناء. وتروم مضامين الدورية الموجهة إلى الولاة وعمال العمالات ورؤساء مجالس الجماعات والمفتشتين الجهويين للتعمير، تفعيل مقتضيات القانون رقم 12-66 المتعلق بمراقبة وزجر المخالفات في مجال البناء والتعمير.

ولئن صحت هذه المعلومة فإنها ستوجه ضربة قوية لجال السلطة خاصة القُواد، ) جمع قائد(، لكن، هل ضباط الشرطة القضائية سيكونوا أحسن من رجال السلطة؟ الجواب ستجيب عنه الأيام القادمة.

إننا عندما نكتب عن ظاهرة من الظواهر إلا لأنها تشكل خطرا عن المواطنين، البناء العشوائي يجعل الناس يعيشون مآسي مستمرة وغير متناهية، وقلنا مرارا أن السماح بالبناء العشوائي بهذه الطريقة يخلق كارثة إنسانية وبيئية، يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى الذين يقع على عاتقهم التطبيق السليم للقانون، ونخص بهم القُواد، جولة بسيطة في قيادتي أولاد افرج وأولاد بوعزيز الشمالية يظهر جليا أن تجار البناء العشوائي ارتكبوا جريمة نكراء لايمكن أن تمر دون محاسبة إن كنا فعلا في دولة الحق والقانون، وإن كنا فعلا أمام خطاب العرش الذي حث المسؤولين عن اقتران المسؤولية بالمحاسبة، الصورة المنشورة رفقة هذه المادة، تاريخ أخذها  02/09/2017، وهي من قيادة أولاد افرج وسط حي سكاني عشوائي، يعيشون وسط مجاري من المياه العادمة ؟؟ لأن هذه المنازل العشوائية ليس لها مجاري صرف صحي وبالتالي كل المياه العادمة تخرج أمام منازلهم وتتحول إلى كارثة بيئية يستنشقها السكان على الدوام،

وهذا ينطبق على دوار أولاد ساعد التابع ترابيا لجماعة مولاي عبد الله، فجولة من هذا الدوار في اتجاه الحي الصناعي “قرب السد الأمني” سيقف المرء عن مأساة حقيقة من المياه العادمة المنتشرة في جميع الإتجاهات والتي يستنشقها المواطنون يوميا، فمن ياتُرى يتحمل ذلك؟ وهل سيسمح لهؤلاء المسؤولين الإنتقال إلى أماكن أخرى يُشرفون عليها ينهجون فيها نفس السياسة دون أن تطالهم المحاسبة؟ نقول وبملئ الفم، هناك خلل في هذا البلد العجيب؟ هذا البلد الوحيد الذي ينهج فيه المسؤول سياسة الأرض المحروقة وتتم ترقيته؟ وكنموذج ، العامل السابق لإقليم الجديدة معاذ الجامعي الذي قضى 8 سنوات عجاف، وبدل تقديمه إلى المحاكمة تمت ترقيته إلى والي ؟؟ هذا الموضوع سوف نتاوله بتفصيل في موضوع مستقل.

المياه العادمة يستنشقها السكان صباح مساء

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *