اتحاد النقابات المستقلة للصحة بالمغرب يحذر من خوصصة قطاع الصحة

اتحاد النقابات المستقلة للصحة بالمغرب يحذر من خوصصة قطاع الصحة

ذكر اتحاد النقابات المستقلة بالمغرب في بيان توصل بلا قيود بنسخة منه، أنه عقد بصفة طارئة  الأربعاء 6 مارس 2024 بالمقر المركزي اجتماع لأعضاء المكتب الوطني لقطاعات الصحة العضو في اتحاد النقابات المستقلة بالمغرب وذلك من أجل النظر في بعض المستجدات والقضايا المطروحة قطاعيا ووطنيا والتي تحظى باهتمام الرأي العام ليس فقط المهني بل والوطني على حد سواء.

 و أضاف البيان، أنه انطلاقا من مسؤوليتها التاريخية والدستورية كمنظمة مهنية مواطنة تسعى لخدمة الصالح العام عبر التنبيه والمطالبة بتنزيل كل إصلاح ضروري والتنديد بكل اختلال يمس بالمنظومة الصحية وبمكتسباتها وبذلك النزوح التدريجي الغير المعلن في اتجاه خوصصة هذا القطاع مما جعل الجميع يشعر بظهور بدايات لنوع من الإهمال في تدبير برامج صحية وقائية أساسية وحيوية كتلك التي تهم صحة الأم والطفل، وهو في حقيقة الأمر مخاطرة بصحة وسلامة الأجيال القادمة.

 و ذكر البيان، أنه لا ينبغي أن يغيب على أي أحد أن منطق الخوصصة الذي تسير على منواله حاليا المنظومة الصحية سوف يجعل حتما و بالأساس على تقديم خدمات علاجية مؤدى عنها سواء بالأداء المباشر أو عن طريق الطرف الثالث المؤدي.

 و أشارت النقابة،  أن  هناك قضايا بالغة الخطورة أصبحت الآن مطروحة على الساحة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ظهور موجات من الأمراض المعدية لدى الأطفال والرضع ،كان يعتبرها الجميع  إلى وقت قريب شيئا من الماضي، وذلك بفضل البرامج الصحية الوقائية التي انطلق العمل بها مند عقود  خصوصا في مجال البرامج الصحية المتعددة والمتنوعة التي تهدف إلى محاربة الأمراض والوقاية منها وفي كل المناطق النائية منها والنائية…

  لقد كانت المنظومة الصحية العمومية دائما بالرغم من كل الإكراهات تقوم بأدوار طلائعية في مجال مراقبة ومحاربة كل أشكال الأمراض المتنقلة وغير المتنقلة وخير دليل على ذلك دورها الكبير وتضحياتها الجسام التي قدمتها أثناء جائحة كوفيد19.

 و في الأخير، أعلنت النقابة المستقلة، بأنها تنادي بأعلى صوتها لكل الذين يخططون ويعملون في السر والخفاء على تحويل هذا القطاع الاجتماعي والإنساني إلى قطاع تجاري 100%، تتلاقى فيه المصالح العامة بالمكاسب الشخصية مثلما يتم تدبير قطاع المحروقات أو غيرها من المواد والسلع الاستهلاكية. لأنه من الخطورة بمكان أن نضع صحة المواطن وسلامته النفسية والبدنية في خانة حصيلة محاسبية بمنطق الربح والخسارة. فلا شيء يعادل ضمان ظروف صحية ملائمة لكل أبناء الأمة.

وطالبت من المسؤولين ا أن يفكروا ألف مرة قبل الإقدام على المتاجرة بهذا القطاع العمومي الإنساني البالغ الأهمية، فمن شأن ذلك أن يؤدي إلى التراجع عن كل المكتسبات التي تم تحقيقها في الماضي.

 و تنادي النقابة المستقلة مرة أخرى بضرورة تدعيم هذه المنظومة بكل الوسائل وتحفيز مواردها البشرية والاستجابة لمطالبها المشروعة والمتفق بشأنها، إذ من غير المنطقي أن يوافق الوزير الوصي على تلك المطالب لتبقى في النهاية معلقة على مستوى الحكومة، فذلك يعتبر استهتارا بأخلاق الحوار واستخفافا بالفرقاء الاجتماعيين والمهنيين الذين حضروه وصادقوا على محاضره.

 و أضافت النقابة، أنه لم يعد هناك بالإمكان المخاطرة بهذا القطاع أو محاولة إدخاله في نفق من الاحتقان والتوتر اللذان من شأنهما عرقلة مسار الإصلاح به وإعادة هيكلته، وهو الورش الذي يتطلب دون شك مشاركة وانخراط الجميع من أجل تنزيل غاياته وتحقيق أهدافه وإنجاح برامجه، عكس ذلك سوف تكون منظومتنا الصحية على موعد مع الانحدار في مؤشراتها المختلفة سواء تلك المتعلقة بالتغطية العلاجية أو تلك المرتبطة بالوقاية من الأمراض السارية..

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *