إفران : زيارة ميدانية للمجال الغابوي قام بها المرصد الإقليمي للصحافة والإعلام رفقة المديرية الإقليمية للمياه والغابات

إفران : زيارة ميدانية للمجال الغابوي قام بها المرصد الإقليمي للصحافة والإعلام رفقة المديرية الإقليمية للمياه والغابات

إفران : محمد الخولاني

 بطلب من المرصد الاقليمي للصحافة والإعلام للقيام بزيارة ميدانية للغابة للوقوف عن كثب عن احوالها العامة بعدما خرج الى العلن صيحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي –على قلتها- طبعا تتحدث عن اند ثار الغابة ونهبها مما خلق نوعا من الهول والوجل في قلوب الجميع،  الطلب لباه مجيد الشويتر المدير الاقليمي للمياه والغابات بإقليم افران. وحدد موعدا لذلك .

 وقبل التطرق الى المحطات التي تمت زيارتها وكذا الغابات المحمية التي تشرف على حمايتها وتدبيرها تعاونيات لابد من الاشارة بايجاز الى الثروة الغابوية التي تزخر بها المنطقة ووظائفها المتعددة  وادوراها الكبيرة في مختلف الميادين والمجالات.

 يتميز المغرب عن الباقي بتنوعه المناخي والبيئي لموقعه الاستراتيجي مابين البحر الابيض المتوسط والمحيط الاطلسي والصحراء  وسلاسله الجبلية حيث يتوفر على غطاء نباتي جد مهم  تمثل فيه الغابة  4700 صنف  نباتي  و9 ملايين هكتار من الحلفاء و106  اصناف من الاحياء  البرية منها 13 نوع من الثدييات الكبرى  كالقردة والرث وأخرى انقرضت كالأسد والنمر وبعضها قل كالضبع   و326 صنفا من الطيور البعض منها مهدد بالانقراض ان لم ينقرض والغابة في الاقليم تغطي ما يقارب 116000 هكتار  بما يمثل ./.33 على الصعيد الوطني و تقلصت نسبيا عبر السنين الماضية لعدة عوامل من  ضمنها طبيعية: كقلة التساقطات  والجفاف ، وأخرى بشرية كزحف العمران  وإحداث مشاريع سياحية وفيلات صيفية وبنيات تحتية او بسبب الحرائق التي تجتاح بعض المساحات احيانا اما بفعل متهورين او بسبب الحرارة المفرطة التي تظهر احيانا واستغلالها في خشب التصنيع والتدفئة وغيرها  وتعد مخزونا وراثيا حقيقيا لتنوعها البيولوجي فضلا عن ان شجر الارز يكون اكبر احتياطي في العالم  -48687 هكتار- ولا يذكر اسم مدينة افران إلا مقرونا باسم شجرة الارز  وأجمل غابة الارز بالمغرب هي الموجودة بين افران وازرو. ومساحة البلوط الاخضر 44299 هكتار والزان : 2938 هكتار والصنوبر الحلبي 2938 اضافة الى انواع اخرى تقدر 17765 هكتار .. وكانت الغابة تعد موردا اساسيا للجماعات القروية  حيث تؤمن لها موردا هاما قدر  ب 30  مليون درهم سنويا كما توفر  فرصا للشغل. وللغابة كما هو معلوم دور اساسي في الحفاظ على النظام البيئي والتوازن البيولوجي ووقاية الماء والتربة  ومحاربة التصحر وحفظ الجينات وحياة الوحيش كما توفر ما يقارب 30000 وحدة علفية سنويا وحوالي 6000 من حزاز الصخر تستغل لصنع مواد التجميل  موجه للتصدير.  كما تستقطب عشاق التنزه والاستغوار وكذا هواة القنص والصيد لتنوع نباتاتها وحيواناتها ومواقعها الطبيعية الخلابة ومناظرها الجذابة التي تسر الناظر وتجذب الزائر. وللحفاظ على هذه الموارد الطبيعية بادر ثلاثي متكون من العمالة والمياه والغابات والوكالة الفرنسية للتنمية بإعداد مشروع يهدف الى المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة للساكنة المحيطة او المجاورة للمناطق الغابوية  محوره  مجالات الفلاحة والحيوان والسياحة والغابة وهو المنتزه الغابوي. كما عملت المياه والغابات على ادماج الساكنة والمجتمع المدني في عملية المحافظة على الثروة الغابوية من خلال عمليات التحسيس والتوعية وخلق تعاونيات ومدها بالوسائل  والمنح بغية خلق غابات محمية  ومحصنة من كل اتلاف او تدمير وتشجيعهم على الاستعانة بأنشطة اخرى مدرة للدخل مع توفير وحدات العلف للماشية وتوزيع افرنة للتدفئة وطبخ الخبز ولكل استعمال  مفيد القصد من ذلك التخفيف من الضغط على الغابة من خلال الرعي الجائر واستعمال الخشب وحطب التدفئة مع تحفيزهم على المساهمة في تخليف الغابة وقد نجحت نسبيا في تحقيق الاهداف المتوخاة من هذه البرامج والمشاريع  وبتعاون مع السلطات ،وبدا الوعي بأهمية الحفاظ على الموروث الطبيعي يسود وينتشر في اوساط جيران الغابات وساكنو المناطق الغابوية وأضحوا يساهمون في حراستها وحمايتها  قدر الامكان من النهب والعبث وان كانت هناك محاولات  لنهبها ، لكنها تظل حالات  استثنائية ومحدودة. بل ذهبت بعض التعاونيات الى ابعد من حراستها الى غرس  اشجار وسقيها ذلك ما سجلناه  خلال الزيارة الميدانية التي قام بها اعضاء المرصد الاقليمي للصحافة والإعلام رفقة المدير الاقليمي للمياه والغابات مجيد المشتير  و ادريس محبوب  رئيس مصلحة التنمية بالمنتزه الغابوي الى بعض المواقع الغابوية المحمية والغير المحمية بطلب من المرصد الاعلامي حيث لاحظنا ان احدى التعاونيات بجماعة تيزكيت وبالضبط عين الحناش لجأت الى الاستعانة بعمال وبهائم لحمل الماء ونقله وسط غابة محمية لسقي شجيرات بعد ان عرف الاقليم شح الامطار والثلوج خلال السنوات التي خلت وهذا العام ايضا وكانت هذه المنطقة مرتعا خصبا لصنع الفحم سرا وخفية عن الانظار  من اشجار هذه المحمية إلا ان يقظة حارس المياه والغابات وبتعاون مع اعضاء التعاونية وحراسها قضوا بشكل تدريجي على هذه العادة التي ينشط اصحابها كلما اقترب عيد  الاضحى ووضع حد لهذه الاعمال غير المسئولة وغير المرخص لها قانونيا. وفعلا تمكنوا من مواجهتها بحزم معرضين انفسهم للخطر المحدق بهم. وخلال تواجدنا بإحدى الغابات المحمية لاحظ الجميع بروز شجيرات بالأماكن الفارغة وإعشاب نباتية  متنوعة لكون هذا الفضاء المحمي لم تلجه الماشية ويمنع الرعي به بفضل اعوان الحراسة المنتسبين للقطاع او للتعاونيات.وتوقف الوفد الاعلامي بالمحطة الاولى الواقعة بين ازرو وتمحضيت بالنقطة  الكيلو مترية 15 وبالطريق الوطنية رقم 13 وهي النقطة الغابوية 96 وتقدر مساحتها ب1207  هكتار حيث تسهر على حمايتها تعاونية اكدال والتي تستفيد من دعم يصل الى 301750 درهم سنويا جزء منه يخصص لأجور حراس الغابة المنتسبين للتعاونية نظرا للخصاص المهول في الموارد البشرية لدى ادارة المياه والغابات .اذ ان حارسا غابوبا تابعا لقطاع المياه والغابات  مكلف بحراسة ما يفوق 5000 هكتار .ويبلغ عدد التعاونيات والجمعيات الناشطة في المجال الغابوي 10 والتي تعقد شراكة مع الادارة وتستفيد من دعم سنوي يقدر ب2 مليونين درهم ولا زال مرشحا للصعود  خاصة  عند الفصل في الاراضي السلالية والجماعية وفض النزاعات حول من له الاحقية في الاستفادة ومن ذوي الحقوق.علاوة على  صدور قانون يسمح لهم بالمشاركة والاستفادة من الصفقات العمومية التي تعلنها مصالح المياه والغابات وهو امر محفز لهم. كما قدم الوفد الاداري والتقني  عرضا مسهبا حول مراحل غرس اشجار الارز ونموها والظروف المناخية ونوعية التربة ومدى تأثير الكائنات الحية بشرية وحيوانية  حيث تساهم القردة بعد انقراض الاسود  خلال المواسم الجافة وقلة الاعشاب تلجا الى التغذية بعشبية تحتوي على مكونات تساعد الحيوانات على ضمان قوت مغذي يحتوى على عناصر غذائية كاملة ومفيدة مما يسبب في هلاك شجرة الارز وموتها تدريجيا. وهذا النوع من الاشجار ينتسب لفصيلة الصنوبريات الدائمة الاخضرار ومتوسط الحجم مابين 30 و35 متر وفي حالات محدودة يصل الى 40  مترا ويتراوح قطر جذعها مابين 1.5 و2 متر وطول الورقة مابين 10 و25 ملم .وتستغل اشجاره للزينة وللنجارة وصنع ادوات منزلية ومكاتب ادارية وهي من اجود الاشجار وله خاصيات ومزايا متنوعة. اما المحطة الثانية من الجولة الميدانية  والتي تقع بمنطقة تسمى تهبريت  بالطريق الوطنية 13 في اتجاه تمحضيت.حيث تقوم جمعية رعوية بتنظيم الرعي بجوانب الغابة محافظة على المجال الغابوي وتساهم في تدبير عملية استغلال الغابة بشكل عقلاني مع  تنقية الاشجار المضرة بالأشجار الغابوية.كما اشار المدير الاقليمي  الى ان المندوبية السامية  للمياه والغابات تضع اقليم افران  من بين اولى اهتماماتها من حيث اعادة تأهيل غابات الارز ومواصلة تخليف شجرة الارز بوثيرة 1000 هكتار سنويا مصحوبة بعمليات تقنية لتأهيل بقية التشكيلات الغابوية وبرامج لتجهيز هذه المناطق ولتسهيل مراقبة الغابات  من ايدي العابثين بها. رغم ان العقوبات الزجرية عن المخالفات غير مجدية في كل الاحوال وليست حلا في حد ذاتها بينما التحسيس والتوعية وتوفير  ظروف العيش الكريم والبنيات التحتية وفرص شغل بديلة بإمكانها المساهمة بقسط كبير في المحافظة على الموروث الغابوي والطبيعي للمنطقة.

وتظل ضرورة تعزيز القطاع بالوسائل البشرية والمادية واللوجستيكية امر ملح علاوة على  تعجيل وثيرة تخليف الغابات ومراقبتها بشكل صارم وإسهام شركاء اخرون في حماية الغابة والمحافظة عليها. وعقد لقاءات تواصلية  وتوفير البنيات التحتية والعيش الكريم وخلق فرص شغل وتنمية مستدامة من طرف كل الشركاء والدوائر ألمسئولة..

ifran 02 6cf17

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *