أحلام الشعب البسيطة “الجزء الثاني“بلا قيود
- التفاصيل
- المجموعة: ركن بلاقيود
- نشر بتاريخ الإثنين, 29 يوليوز 2019 00:32
- كتب بواسطة: أحمد المعطاوي

أحمد المعطاوي
الحرية السالبة: أو الحرية الشخصية في عصرنا أي الحقّ الطبيعيّ للإنسان باتخاذ قراراتٍ معينةٍ في مسرح حياته
الحرية الموجبة : هي الحرية المعطاة للإنسان حتّى يستطيع ممارسة الحرية الشخصيّة
الحرية الخارجيّة : هي الحرية التي لها علاقةٌ بالظروف الاجتماعية والسياسية المحيطة بالفرد
الحرية الداخليّة : هي الحرية التي تنبع من نفس الشخص الداخلية
الحرية الفرديّة : هي حرية قول وإبداء الآراء الشخصيّة ووجهات النظر المختلفة
الحرية الاجتماعيّة : هي الحرية التي يجب أن يتمتّع بها أفراد المجتمع بالكامل.
في غياب الحرية تغيب أشكالها أيضا والمتمثلة في حرية التعبير، في حرية العبادة والإعتقاد، في حرية المسكن والحركة، في حرية العمل.. ويا للأسف تضيع حتى حدودها الدينية والأخلاقية والثقافية.
وأكاد أجزم أن الشعب، هذا الشعب وإن تحدى حتى يحظى بحريته فإنه سيظل غير مصدق أنه دخل أرض الحرية الموعودة، لشدة ما استعبد حتى ألف العبودية، كما يألف غير المتنور قصوره الذي يصير طبيعة ملازمة له نتيجة الجبن والكسل وعدم الجراءة على استخدام فهمه الخاص بتعبير إيمانويل كانط
أيها الشعب ذو الأحلام البسيطة التي هي كوابيس الآخرين، تذكر أن العبودية لله وحده
ثالثا: في العدالة الاجتماعية
العدالة كمفهوم أخلاقي وسياسي تعني الحق، أو القانون، ويُعرّف قاموس أكسفورد الإنجليزي الشخص العادل بأنّه الشخص الذي يفعل كلّ ما هو أخلاقي
وبعودتنا إلى مفهوم العدالة عند المعلم الأول أرسطو نجده يحددها في معاملة الحالات المتشابهة بالطريقة نفسها، وينضوي عنده تحت مفهومها توزيع الثروة أي الإنصاف فيما يتلقاه الناس، والعدالة الرجعية أي معاقبة الشخص على ما قام به سابقاً
والعدالة الاجتماعية عند ـ الشهيد ـ سيد قطب ـ رحمه الله ـ هي فرع من أصل كبير الذي هو مجمل التصور الإسلامي عن الألوهية والكون والحياة والإنسان، وبإدراك هذا التصور ندرك أنها عدالة إنسانية شاملة لكل جوانب الحياة الإنسانية ومقوماتها، تمتزج فيها القيم المادية بالقيم الروحية، والإنسان في الإسلام وحدة لاينفصل فيها الحسي عن الروحي بخلاف المسيحية التي تكبت نزعاته لتطلق أشواقه أو الشيوعية التي تنظر إلى الكون والإنسان بعين المادة وحدها، ولهذه العدالة الاجتماعية في تصور سيد قطب ثلاث
أسس متمثلة في:
أولا، التحرر الوجداني: الذي به تنتفي الوسائط بين الله والإنسان لكي يمتلئ بشعور أنه على اتصال كامل بالله ولا يتأثر هذا الشعور بالخوف على الحياة أو الرزق أو المكانة، وشعور الخوف هذا خبيث يدعو الفرد إلى الإحساس بالذل والتنازل على كثير من كرامته والكثير من حقوقه والكثير من حريته
ثانيا، المساواة الإنسانية: ليس لفظا وصورة بل معنى وروحا، كاملة غير محدودة بجنس أو عرق أو ديانة
ثالثا، التكافل الإجتماعي: يقول الشهيد سيد قطب في كتابه العدالة الإجتماعية: الإسلام يمنح الحرية الفردية في أجمل صورها والمساواة الإنسانية في أدق معانيها، ولكنه لا يتركهما فوضى، فللمجتمع حسابه وللإنسانية اعتبارها وللأهداف العليا للدين قيمتها. لذلك يقرر مبدأ التبعة الفردية في مقابل الحرية الفردية ويقرر إلى جانبها التبعة الجماعية التي تشمل الفرد والجماعة بتكاليفها. وهذا ما ندعوه بالتكافل الإجتماعي
بالإضافة إلى محورين أساسيين تعتمدهما هذه العدالة لترتقي سلم الواقع هما: سياسة الحكم وسياسة المال، أي" التشريع والتوجيه في تحقيق العدالة الكبرى في كل حقل من حقول الحياة" بهذا نادى الشهيد قطب
وتبقى العدالة الإجتماعية كنظام يعمل على تحقيق المساواة بين أفراد المجتمع الواحد ليعيش كل فرد حياة بها كرامة وحرية، وإنه يتحقق هذا النظام بوافر المحبة وبسط السبل لإحياء الكرامة، وإنه لا يتحقق هذا النظام في غياب الحرية
الكرامة حين ترد إلى الشعب والحرية والعدالة الاجتماعية يتخيلها الآخر المغرور غرور قارون أنها تعريه من أوراقه تعرية شجرة من أوراقها ومعلوم أن تعرية الشجرة من أوراقها يقتلها
ألا أيها الآخر لكي لا ترى أحلام الشعب كوابيس تقض مضاجعك المخملية فلا ترى أن الشعب وسيلة/مطية لتحقيق مآربك سواء الرفيعة بالنسبة لك أو الوضيعة، بل عليك أن ترى ذلك الشعب الغاية، الغاية السامية، السامية التي تشغل خيالك بجد وليس بهزل، التي تستحق بالفعل العدالة والكرامة والحرية
هنا فقط تنال النوم بوداعة على سريرك الحرير بلا كوابيس وعلى إيقاع موج من نعيم أحلام وردية زاخرة بالحرية
وختاما، اللهم أعطنا القوة لندرك أن الخائفين لا يصنعون الحرية، والضعفاء لا يخلقون الكرامة
تذكر أيها الشعب، إن كان ثمن الكرامة والحرية فادح، فإن ثمن الذل أفدح.