
أسفي/أحمد قيود
لا أحد يجادل في أهمية الدور الذي يلعبه التراث المادي واللامادي في تأكيد وترسيخ الأهمية الحضارية والمواقف التاريخية التي جعلت من أسفي مدينة تتبوأ مكانة مرموقة بين مختلف المدن التاريخية على الصعيد العالمي. الأمر الذي يستوجب إيلاء هذا التراث ما يستحق من أهمية حفاظا عليه وحماية له من صروف الدهر، حتى يظل ذلك الوهج الحضاري مستمرا في الزمان والمكان.
لكنه حين تصير الأمور إلى غير وجهتها وتصبح المسؤولية عبثا تضيع الأمانة. هكذا ومنذ سنة 2010 ونحن نتأسف عما تتعرض له أهم معلمة تاريخية بأسفي "قصر البحر" بأسفي المصنف ك: تراث عالمي.
هذه المعلمة التي كانت تعرف صيانة دائمة في سنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضي وخاصة على مستوى الواجهة المستقبلة لأمواج البحر والتي كان يتم دعمها سنويا بأكياس الخرسانة المائية، لتعرف بعد ذلك إهمالا تاما سواء من طرف الوزارة الوصية أو المجالس المنتخبة الأمر الذي نتج عنه سقوط جزء كبير من أحد أبراجها والحائط المجاور له، وتسرب مياه البحر إلى بهوه عبر شقوق أحدثها ضغط الأمواج الدائم.
ورغم عدة شكايات من طرف المجتمع المدني والمهتمين بتاريخ المدينة، وعدد من المنابر الإعلامية المختلفة، فإن قوة وجبروت كل الجهات المسؤولة قد عجزت عن إيجاد حل لإنقاذ هذه المعلمة التي لا زالت أطرافها تتساقط يوما بعد يوم.
إن إنقاذ هذا الصرح، يعتبر من أولويات أي مخطط يمكن أن تعتمده وزارة الثقافة والشباب، وإن بقيت الأمور على حالها فعلينا جميعا الإسراع بإلقاء آخر نظرة على الأطلال المتبقية لأنه قد نستيقظ يوما ما لنتأسف حينما لا يفيد الأسف على ضياع معلمة بكاملها.