وطننا.. طائر العنقاء المنتظر

وطننا.. طائر العنقاء المنتظر
يوسف السعدي

يوسف السعدي

ما يحدث على الساحة السياسية العراقية حاليا، ما هو إلا جولة الفصل بين قوى لها رؤى متضاربة ومتقاطعة، وهذا واضح من خلال مسارات التي تسير بها كل جهة، فطرف يلتزم بالقانون والدستور، وطرف آخر يريد إما تحقيق جميع مطالبة، أو حرق الشارع من خلال الفوضى.

مستغلين في ذلك غليان الشباب لانعدام الخدمات وفرص العمل، لكي يتم تحقيق مكاسب أكثر، و هناك تجارب سابقة تثبت ذلك، لأن الفوضى تصنع قادة مزيفين، فهم لا يملكون التاريخ والحنكة والدراية، والقراءة الواعية للتاريخ والحاضر واستقراء المستقبل، لكي يستطيعوا من خلالها قيادة الجمهور الواعي، ليساعدهم على تنفيذ مشروعهم، لانهم لا يملكون مشروعا بالأساس.

مشروعهم الوحيد، هو الاستمرار بخلق الفوضى، والصراعات والانفلات الأمني والسياسي، والاستمرار بتنفيذ أوامر محركيهم، ليستمر هؤلاء بنفوذهم الكاذب،  الذي يصنعون من خلاله ثروات هائلة، فهم تجار حروب وأزمات، لذلك على كل عراقي تهمه مصلحة العراق ومستقبله أبناءه كفرد، الوقوف بوجه هذه المشاريع الخبيثة، التي تظهر واضحة من خلال القوانين التي تقدمها، بمظهر الوطنية ومصلحة الشعب، لكنها تدس السم بالعسل، لكي تستمر الفوضى التي هي استمرار لنفوذهم وقوة لهم، لانهم بدون الفوضى ينتهون ولا يبقى لهم دور.

إن هؤلاء الأشخاص الانتهازين، هم كالسرطان في جسد كل أمة، السنن الإلهية والتاريخ، ونحن متأكدون أنهم سوف ينتهون لا محاله، لكن الوعي الشعبي ومن خلال تكاتف أبناء البلد، ووقوفهم بوجه هذه المشاريع، يسرع في استئصال هذا السرطان من جسد بلدنا العراق، لانهم كلما بقوا أكثر في هذا الوطن الجريح، زاد انتشاره أكثر، وبالتالي يصعب استئصاله، لأنه تعمد أكثر، ولا يتم استئصاله الا بعملية كبرى، وتكون فترة الشفاء بعدها طويلة ومؤلمة.

لذلك يجب تكاتف جهود محبي الوطن من أجل أن ينهض العراق، طائر العنقاء العظيم، من رماده سالما معافى بأسرع وقت، وهذا يحتاج إلى وعي بخطورة المخطط، وشجاعة في مواجهته.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *