واحد من المغاربة..

واحد من المغاربة..

كان موقفه من حكومة الطبيب النفسي السيد سعد الدين العثماني مبهما ملتبسا كموقف معظم المغاربة، حكومة جاءت محتشمة بعد تردد -حكومة كخطيب غوغول"شخصية يملؤها التردد" -البلوكاج/تردد، هذا البلوكاج الذي أسال كثيرا من مداد الأيام والكلام، الذي أساء أكثر إلى وجه المغاربة..

المغاربة الذين يشبهون شخوص الروائي التشيكي فرانز كافكا في التأخر في المواعيد..

 فجاءت حكومتهم متأخرة عن موعدها.. فلا أخرها الله عن وعودها العادلة ،إن كانت، اللهم آمين

حكومة أثتث على غير وفاق -حكومة بستة أحزاب- كأنها أثتث بليل

لم يكن صاحبنا يستطيع أن يؤمن بحكومة أثتث في مدى غمضة عين وانفتاحها بعد بلوكاج طويل، طويل حتى الينابيع كشعر رسولة أنسي الحاج شاعر لبنان، لم يؤمن صاحبنا بها كباقي المغاربة، لكنه في الآن نفسه لم يكن مقتنعا اقتناعا بأن ذلك كله خطأ هذه الحكومة بالذات

ظن أن الفساد أراد أن يغطي بغربال واسع العيون شمس رياح التغيير التي تهب من كل الجهات

-تغيير نظرة الأنانية المستعلية إلى الشعب الذي شوه وجهه الألم والهوان في زمان أنا، أنا، أنا ومن بعدي الطوفان.. الشعب الذي مزق جيبه، الفضفاض الخالي الوفاض، السميك من ثقل نصف الفرنك (تذكر أن جوج فرانك تساوي 8000 درهم).. الذي يعيش عيشة (الذبانة في البطانة) بتعبير ناس الغيوان

-تغيير الكوجيطو الفاشل:" أنت تخسر إذن أنا أربح"

-تغيير الاجتماعي والسياسي والوجداني في الإنسان والإنسان المغربي بالذات الذي يعاني.. الذي يشتهي وينتهي لقصر ذات اليد، لقصر كم قميص الحرية الملطخ بالعض والجور والمرقع والمثقوب، الحرية عندنا قميص درويش في فيلم مصري بالأبيض والأسود، أتذكرون مثل ذلك الدرويش؟

-تجديد النظرة إلى المغربي رجلا كان أو إمرأة، أنه يدان: عليا وسفلى، أنه متن وحاشية. المغاربة سواسية

-ليس الآن- بل سواسية في غياب الفساد

-تغيير الإنسان المغربي المعلق بحبل الإحباط وحال اليأس من الساسة والسياسة

-تغيير المغربي الذي يتألم على نحو لا يطاق، المغربي المغلوب على أن يغضب من القلب، المغلوب على أن يدعو فيقول "رب أني مغلوب فانتصر"، المغربي المفتوحات جراحاته على الآخر، جراحات المغربي لا تندمل ولا يمكن أن تندمل في سيادة الفساد للأسف، وفي غياب الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية للأسف ثلاث مرات

-تغيير العقل الذي يبحث عن وسائل النجاة بدل البحث عن قيم جادة ترده إلى جادة الصواب

-تغيير حال الماشين في نومهم على وجوههم الذين يحسبون أنهم يحسنون..وما هم بالمحسنين إطلاقا، إنهم فقط مصاصو دماء

-تغيير المغربي النصف ميت، النصف ضاحك، النصف في كل شيء، والنصف الآخر ضاع في إنتظار الذي يأتي ولا يأتي ضياع يتيم في مأدبة لئام

ظن صاحبنا..
السؤال: فهل خاب ظنه؟ 
الجواب:………………
 وكشك ديكارت، شك صاحبنا في فعل حكومتنا المبجلة الماركة المسجلة في تاريخ حكومات العالم.. لما كانت بداياتها بلوكاج، هل تستطيع فعل شيء ياترى؟.. فهتف به هاتف، ليس في المنام، بل في الآن -آن الشك- لا تشك في الحكومة حتى ترى صنيعها.. وما عسى يكون صنيعها، أجاب في قرارة نفسه الشاكة، و"صنع بالمغرب" منقوش على بابها..
 حصل وحدثه الهاتف مرة أخرى قائلا: "يا بني، إذن: شك وصل فلربما يهطل من الغيب مطر مطر مطر فيبعث الأمل، ولو مجرد أمل..ويكون عكس ما يضمرون، أو "إذا شاء أن يهلكهم أفقدهم رشدهم" فكرة لأوروبيدوس استشهد بها تولستوي في روايته الحرب والسلام، استشهد بها الهاتف لصاحبنا، الذي هو واحد من المغاربة
 تساءل صاحبنا أيضا: وهل حكومتنا ستستخدم نصف مواهبها لتخدع نفسها والمغاربة مرة أخرى، وتستخدم النصف الآخر لتبرر هذا الوهم؟.. لا هاتف أجاب، ترك الجواب كعلامة استفهام، ترك المسكين معلقا…

بلا قيود

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *