نجية الوشيني.. كأول امرأة بدكالة تدير الشأن المحلي، و استطاعت أن تفرض نفسها ك: معادلة صعبة في أي انتخابات محلية

أجرى الحوار : صحيفة بلاقيود الإلكترونية

سبق لجريدة بلاقيود، أن أجرت عدة لقاءات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس كل سنة، مع نساء من وزارة الداخلية و المحاماة و سيدات الأعمال..

وهذه السنة ستحط الرحال بمدينة أزمور مع سيدة معروفة لدى الجميع شيبا وشبابا، و نساء و أطفالا.. إنها نجية الوشيني الأستاذة وسيدة الأعمال و النائبة الأول لرئيس المجلس الجماعي لأزمور وربة البيت..

تعتبر نجية الوشيني من النساء الرائدات والفاعلات على عدة مستويات، فهي أم لها بنت تتابع دراستها بالتعليم العالي، اشتغلت  في التدريس سنة 1983 بالبئر الجديد .. وبعد ذلك تقلدت سنة 1985 منصب مديرة مجمع الصناعة التقليدية و الشؤون الإجتماعية بأزمور لمدة 16 سنة ، و أبلت البلاء الحسن، ومن بين أهم المنجزات التي حققتها خلال تقلدها هذه المسؤولية تأسيس تعاونية أم الربيع للنسيج و الخياطة النسائية.. حيث انفردت بالطرز الأزموري لتحصل على ماركة مسجلة “علامة السبع” وحصلت على الطابع الرسمي لذلك وهو ما يميز الزرابي الزمورية وطنيا ودوليا… لتلتحق سنة 1998  بالشبيبة والرياضة بأزمور..

ونظرا لأنها تعتبر من الرموز البارزة أنذلك، فقد كانت من مؤسسي حزب الاتحاد الدستوري إلى جانب مجموعة من الزعماء على رأسهم ـ المرحوم ـ المعطي بوعبيد ، وـ المرحوم ـ عبد اللطيف السملالي.. تقلدت منصب كاتب عام لمنظمة المرأة الدستورية ، وعضو المكتب الوطني للشبيبة الدستورية، و عضو اللجنة التنفيذية، إلى أن وصلت بنضالها أن تصبح عضو المكتب السياسي بالحزب برئاسة الأمين العام محمد الأبيض..

وفي سنة 1992، تم انتخابها عضوة للمكتب التنفيذي لجمعية دكالة و رئيس لجنة الشؤون الإجتماعية.. وقد تركت بصماتها ذات الطابع الاجتماعي على مستوى دكالة قاضبة..

ابتداء من سنة 1997 ، قررت خوض غمار الانتخابات البلدية، و التي كانت تجري بالاقتراع الفردي وهو أمر ليس سهلا في وقت كان حضور النساء في العملية الانتخابية بدكالة شبه منعدم، وهكذا ترشحت إلى جانب أستاذها في النضـال ـ المرحوم ـ عبد اللطيف السملالي الذي فاز برئاسة بلدية أزمور، لتكون نجية الوشيني أول امرأة تدير الشأن المحلي بإقليم الجديدة والذي كان يضم سيدي بنور كذلك، كنائبة للرئيس في مجلس كله ذي طابع ذكوري..

وفي سؤال الجريدة عن مدى إحساسها وهي تتحمل مسؤولية تدبير الشأن المحلي وفي مجالس تعرف صراعات طاحنة.. أجابت، أنها شعرت بجسامة المسؤولية داخل مدينة عريقة وذي رصيد تاريخي مهم.. و أنها استطاعت بحنكتها أن تتأقلم مع المناخ السياسي السائد.. لتقرر اتخاذ قرار المغادرة الطوعية من سلك الوظيفة العمومية سنة 2005..

قضت ستة سنوات كانت كافية للحصول على تجربة مكنتها من الفوز في أربع انتخابات متتالية سنة 1997 و سنة 2003  و 2009 و سنة 2015 وهي آخر انتخابات جماعية جرت بالمغرب، وهكذا أصبحت نجية الوشيني معادلة صعبة في أي انتخبات جماعية بمدينة أزمور لايمكن تجاهلها..

 كما أنها مستشارة بمجلس جهة البيضاء سطات، و حظيت بشرف لقاء ـ المرحوم ـ الحسن الثاني، ومحمد السادس..

تقول نجية الوشيني، أن علاقتها مع مكونات المجلس و السلطات المحلية و باقي التكتلات الحزبية كانت مبنية على التوازنات بين الجميع، و إن كان ذلك لايخلو من صراعات أحيانا، وكانت العملية يشوبها مد وجزر. لا إفراط ولاتفريط…

 تقول إحدى الهيئات التي زارت أزمور، أن أغلب النسوة بالمدينة يعتبرن نجية الوشيني نموذج المرأة الفاعلة في المجتمع، ولها وزن عند الجميع.. وإن كان الأمر لايخلو من بعض الاستثناءات يطبعها عامل الحقد والظغينة من قبل بعض الأشخاص..

نجية الوشيني النائب الأول للرئيس، مكلفة بقطاع التعمير الذي يعتبر من أصعب القطاعات داخل جميع المجالس المنتخبة، لأن الذي يديره يرقص فوق رؤوس الأفاعي، ورغم ذلك تقول الوشيني، أنها حققت عدة إنجازات بمدينة أزمور، منها إنجاز تصميم التهيئة للمدينة ، و إعادة هيكلة ثلاثة دواوير والتي تم إلحاقها بالمدار الحضر سنة 2009 في التقسيم الإداري الجديد أنذلك، وهم على التوالي: دوار “دراعو” و الذي أصبح يسمى حي النور، و دوار “توانسموس”  والذي أصبح يسمى حي السلام، و حي للارقية الجيلالية ، وذلك بغلاف مالي فاق ثلاثة ملايير ونصف سنتيم، ممولة من قبل وزارة الاسكان وبلدية أزمور..

بالاضافة إلى توسيع المدينة عمرانيا، وتغيير “تنطيقها” من فئة سفلي و طابق إلى سفلي وطابقين، إلى ثلاثة طوابق، ونجحت المدينة في أن يكون لها نصيب من السكن الاقتصادي الذي كان أعلن عنه صاحب الجلالة.. و أضافت النائبة الأول للرئيس، أن التعمير هو المورد الأكبر لمداخيل الجماعة..

و في جواب عن سؤال الجريدة عن الأسباب الكامنة وراء انتمائها إلى حزب الاستقلال، أجابت، أنه نظرا لظروف المدينة ومن أجل جلب مزيد من الاستثمارات و المشاريع إلى مدينة أزمور، ونظرا لتوافق الرؤى مع بعض الوجوه الاستقلالية وعلى رأسها النائب البرلماني عن مدينة الجديدة مبارك الطرمونية الذي وجدت فيه السند والمعين.. فقد قررت الانتماء إلى حزب الاستقلال ، غير متناسية ماكان يجمعها مع مناضلي الاتحاد الدستوري الذين ربطتها بهم علاقة طيبة..

وهكذا أصبحت كاتبة فرع حزب الاستقلال بمدينة أزمور و عضو اللجنة المركزية.. الشيء الذي مكنها من إقناع جميع أعضاء المجلس الجماعي لأزمور الذين كانت معهم في الحزب السابق بالانتماء إلى حزب الاستقلال من أجل تشكيل تكتل وحدوي بما فيهم  الأستاذ زكرياء السملالي.. فكانت المفاجأة أنهم في سنة 2009 حققوا فوزا ساحقا بحصول تكتل حزب الاستقلال 17 مقعدا من أصل 29 ، مما مكنهم من تشكيل أغلبية مريحة..

تقول نجية الوشيني ، أن رأسمالها الحقيقي و الذي تؤكد عليه هو : رضى الوالدين والذي تعتبره مفتاح النجاح..

نجية الوشيني، توفق بين العمل السياسي، و تدبير الشأن المحلي اليومي، والعمل مع المصالح الخارجية المتعددة، ولاتلو جهدا في الانصات إلى هموم ومشاكل المواطنين، و تدبير شؤون بيتها وخاصة ابنتها الوحيد التي تأمل ـ بعد أن حصلت على شهادة الإجازة في اللغة الانجليزية ـ أن تحصل على شهادة عليا..

كما تأمل أن تحقق الحد الأدنى من القضايا الهامة لساكنة مدينة أزمور ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، وكلها أمل أن تكون عند حسن ظن الجميع ويديها ممدوتان للجميع، ومكتبها مفتوح للجميع..