منظومة التعليم بالمغرب اكبر ضحايا ضعف التسيير و التخطيط و تغييب مسطرة المحاسبة و المساءلة

منظومة التعليم بالمغرب اكبر ضحايا ضعف التسيير و التخطيط و تغييب مسطرة المحاسبة و المساءلة

الحديث عن منظومة التعليم وواقعها هو حديث جفت حوله أقلام، و بحت بالكلام عنه حناجر،و ملت من تناوله و الدندنة عليه نفوس، و حال دار لقمان لم تبق على حالها بل ازدادت حالها من سيء إلى ماهو أفظع من السوء.

و مسمار آخر دق في نعش التعليم بالمغرب و اليد التي حملت المطرقة هي حكومة السيد العثماني الذي طالما رفع الحزب الذي ينتمي اليه شعار المظلومية،و الدفاع عن حق الشعب في الصحة و التعليم و العدل .. لكن سياسة الحكم ،و اكراهاته تنسي كل عتيد ما كان يصدح به من شعارات أظهرت الحقيقة المرة أنها لم تكن إلا مرحلة، لكسب ود الناخبين و منهجية لحصد المقاعد و تحقيق المصالح.

خفضت الحكومة في إطار قانون المالية للسنة الحالية،ميزانية عدد من الوزارات من بينها وزارة الصحة و التعليم،بحيث انخفضت ميزانية الصحة بنسبة 1.16 في المائة (14.114.752.000 درهم سنة 2017)، فيما "التربية الوطنية والتكوين المهني" تقلصت ميزانيتها بنسبة 2.42 في المائة (44.646.498.000 درهم سنة 2017)
كما لو ا ن هذه القطاعات حققت أهدافها و ما تم تخفيضه في ميزانيتها هو فائض عليها ما عادت بحاجة له،و الحمد لله الوضع سليم و صحتنا و تعليمنا بأفضل حال.

عجبا كيف أن من يفترض بهم أن يعملوا لصالح هذا الوطن،و فوضهم الشعب لخدمة مصالحه،يبرهنون في كل مناسبة صغيرة كانت أو كبيرة أنهم يضعون أمام أعينهم اعتبارات أخرى ،صالح الشعب لا يدخل في خانتها، كل الحناجر تصدح بشعار ربط المسؤولية بالمحاسبة، لكن الواقع يبين لنا وضعا آخر و منطقا آخر لا يمت لهذا الشعار بأية صلة و من أراد البرهان،فليتسلح بالصبر و يتابع مسلسل البرلمان بغرفتيه،سيرى عجبا و يسمع طربا يثقب طبلة الأذن بأرقام و إحصاءات في كثير من الأحيان يظهر لنا أنها تخص بلدا آخر غير بلدنا الحبيب.

الحديث ذو شجون،و لائحة الملاحظات تطول و لا حياة لمن تنادي،و على ذكر الحياة أسوق تجربة سنغافورة البلد الذي انتعش و نما و تبوأ مراتب متقدمة عالميا في مختلف المجالات لأنه راهن في نهضته على التعليم و لا شيء غير التعليم.

قد نجحت سنغافورة نجاحاً باهراً فيما سعت إليه من إصلاح نظام التعليم لديها وتطويره، و هذه بعض الأسباب التي مكَّنت سنغافورة من تحقيق هذا النجاح الباهر في بناء منظومة تعليمية من الطراز العالمي انطلاقاً من أساس هشٍّ في زمن قصير،
"اختار لي كوان يو رئيس الوزراء ذائع الصيت كثيراً من الشخصيات الأكفاء في سنغافورة للعمل في الحكومة، وبذلك توافر بين يديه فريق عمل ناجح من الدرجة الأولى لصنع القرارات وتنفيذها (لقد تلقى كثير من العاملين المدنيين في حكومة سنغافورة تعليمهم في أرقى جامعات العالم، ويحصلون على رواتب تعادل تلك التي يمكن لهم كسبها في القطاع الخاص).
"حرصَ لي كوان على اطلاع الحكومة على طيف واسع من التجارب العالمية الرائدة والاستفادة منها قبل الشروع في رسم سياسات حكومته، بحيث تعكس سياسة سنغافورة تلك السياسات والممارسات الأكثر فاعلية في العالم.
"حرصَ لي كوان على أن تولي بلاده درجة مماثلة من الرعاية الخاصة لتطوير السياسات الحكيمة وتنفيذها بدقة وتأنٍ في آنٍ معاً. وقد ثابرت سنغافورة في السير على هذه الخطى
و هناك عاملٌ آخر جدير بالذكر؛ إذ تتفوق سنغافورة على معظم البلدان الأخرى في توخي الحذر الشديد عند تبني سياسات جديدة؛ وذلك للتأكد من أنها قد صُممت لتتكامل مع السياسات الجارية على أرض الواقع، أو أن السياسات ذات الصلة كلها تتغير، بحيث تعزز آثار هذه السياسات والممارسات بعضها بعضاً بأي حال من الأحوال، الأمر الذي يولِّد أنظمة متينة شديدة الفاعلية. ويُعد هذا أمراً واقعياً على نحو لافت في ميدان التعليم.

و صدقت العرب حين قالت:الحديث إليك و اسمعي يا جارة

 

بلاقيود بلاقيود بلاقيود بلاقيود

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *