ملاحظات حول القمة اليابانية الافريقية “تيكاد 8 “

ملاحظات حول القمة اليابانية الافريقية “تيكاد 8 “

د.محسن الندوي: رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية

الملاحظة الاولى- اذا كان رئيس تونس غير معني باستدعاء أعضاء المؤتمر ، باعتبار أن أهم أعضاء الهيكل التنظيمي ل: “تيكاد” منذ تأسيسه 1993 هم حكومة اليابان، و المفوضية الافريقية، لكنه ارتكب خطأ جسيما مع المغرب باستقباله زعيم “البوليزاريو” بنفسه شخصيا استقبال “رؤساء الدول” والجلوس معه في باحة استراحة المطار وراية “البوليزاريو” هناك فذاك خطأ جسيم من رئيس تونس اتجاه المغرب.

المغرب الذي يقف الى جانب تونس في السراء والضراء ويعتبر تونس بمثابة الأخت الصغرى لدرجة تجول الملك محمد السادس في شوارعها في عز أزمتها لبعث الاطمئنان في نفوس التونسيين بأن المغرب معكم دائما.

الملاحظة الثانية- “البوليزاريو” حضر في مؤتمر الياباني الافريقي (تيكاد 6) بالموزمبيق 2017، حيث أن الموزمبيق البلد المضيف للمؤتمر فرضت حضور “البوليزاريو” في الاجتماع التحضيري ، لذلك أعرب وزير الخارجية الياباني غضبه، ووعد : أن اليابان ستحل هذه المشكلة التنظيمية، وذكر أن المؤتمر الوزاري القادم ومؤتمر القمة، سيعقدان في اليابان، و أن مثل هذه الحوادث لن تتكرر مرة أخرى.

لكن “البوليزاريو” حضر في مؤتمر تيكاد 7 باليابان2019 بعد الرسائل التي أرسلتها اليابان ومفادها أن وجود البوليساريو وغيابها واحد. ورغم تأكيد الدبلوماســـية اليابانية أياما قبل بدء المؤتمـــر عـــدم اعترافها بهـــا، ودعمها للمغرب في قضية الصحراء. ولكن اليابان لم تلتزم بوعدها وحضر “البوليزاريو” في اليابان.

إذن التساؤل، ما الدور الذي لعبته وزارة الخارجية المغربية لمنع “البوليزاريو” من الحضور خصوصا في المدة بين 2017 و 2019 التي لم تستطع وزارة الخارجية التأثير على الاطراف المعنية لمنع حضور هؤلاء ؟ خاصة أن اليابان لا تعتبر ان البوليزاريو “دولة” و لها شرعية دولية أممية، وبالتالي يسهل على وزارة الخارجية اقناع اليابان من هذا الجانب.

الملاحظة الثالثة – بالنسبة لمؤتمر تيكاد8 بتونس-2022 ، حضر البوليزاريو مرة أخرى وعلى طائرة جزائرية، ومختبئا وراء وفد بوروندي في نفس الطائرة.

وبخصوص مؤتمر تيكاد8 الذي سبقه لقاء تحضيري في شهر مارس 2022 ، والتساؤل الذي يطرح نفسه لماذا لم تعمل وزارة الخارجية المغربية على :
-الاتصال المكثف مع كل الاطراف المعنية واقناعها بعدم حضور البوليزاريو خاصة اليابان الدولة الأساس في تيكاد التي تقول بأنها لا تعترف بالبوليزاريو، والتي وعدت سابقا كما ذكرنا سلفا بعدم حضور البوليزاريو؟

-الاتصال بالمفوضية الافريقية مع استغلال الوزارة لعضوية المغرب لمجلس السلم والامن للاتحاد الافريقي.

– الاتصال بتونس الدولة المضيفة في المدة الفاصلة بين اللقاء التحضيري وبين يوم انعقاد المؤتمر (من مارس 2022 الى غشت 2022) من أجل ثنيها عن أي استقبال رسمي للبوليزاريو وتذكيرها بأهمية هذا الموضوع بالنسبة للمغرب أولا، وبالنسبة للعلاقات المغربية التونسية.

إذا كانت الدبلوماسية الملكية ارتقت كثيرا بعلاقات المغرب الاقليمية والدولية، إلا أن وزارة الخارجية دورها ضعيف ودون المستوى المطلوب، وينبغي إعادة النظر في ميكانزمات عملها وتجديدها حتى تستطيع تحقيق منع تغلغل البوليزاريو وتجميد حركتها في الملتقيات الدولية والإقليمية التي تكون أوروبا طرف فيها او اليابان، أو العرب أو الصين… ومنها مثلا العمل على منع حضور البوليزاريو في تيكاد 9.

الملاحظة الرابعة- إن المؤتمر الياباني الافريقي: يمكن اعتباره مؤتمر خيري وليس اقتصادي، لأنه ـ للأـ ،ـ مازال الشرق والغرب ( اليابان مثالا )يستغلون دول العالم الثالث مثل الدول الافريقية مؤتمر تيكاد 8 القمة اليابانية الافريقية المعنية مثالا :
أولا – إن رئيس وزراء اليابان (الدولة المعنية اساسا) لم يحضر شخصيا بدعوى أنه أصيب بكوفيد19 ، ويخطب فيهم عن طريق الانترنت، أليست إهانة للدول الافريقية الحاضرة في هذا المؤتمر؟

طيب، إذا كان الرئيس الياباني، مصاب بكوفيد 19، لماذا لم يعمل على تأجيل المؤتمر مادام أن اليابان هي صاحبة الشأن في هذا المؤتمر وهي المؤسسة له اساسا في عام 1993؟

ثانيا -يبدو أنه ليست هناك أية شراكة بين اليابان والدول الافريقية، وإنما هناك القوي يمد يد المساعدة للضعيف، ويرمي له بحفنة مساعدات ومنح، 30 مليار دولار ستُسلمها اليابان على مدى ثلاث سنوات للدول الافريقية، ومبالغ مالية أصغر للأمن الغذائي الافريقي.

فمتى سترتقي الدول الافريقية إلى دول تقف الند للند مع الدول الصاعدة والكبرى؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *