مجموعات غنائية امازيغية واحواش تبحث عن “الشهرة “في غابة الشلال بناحية المحمدية

مجموعات غنائية امازيغية واحواش  تبحث عن “الشهرة “في غابة الشلال بناحية المحمدية

روبورتاج من إعداد بازغ لحسن

 

فنان ":نريد فنا امازيغيا خالصا يخلو من التقنيات الموسيقية التي تشوه اصالته "

تقديم : يتجه الباحثون عن الفن الامازيغي إلى غابة الشلال للاستمتاع بقضاء نهاية الأسبوع في أجواء تحتفي بالتراث الامازيغي ،وبعفوية تامة ترى الرجال والنساء والشباب يرقصون على نغمات امازيغية وهم في نشوة تامة يترنحون يمنة ويسرة تماشيا مع الطقوس والإيقاعات التي تتغير بين الفينة والأخرى حسب الميزان الفني للأغنية لإرضاء جميع الادواق الحاضرة . وعندما تمضي بين أشجار الغابة وصخب الموسيقى يعلو على صخب الجمهور ،تتملكك الرغبة في مشاركتهم هذا الاحتفال الممتع .حيث الكل يعبر عن ذاته بتلقائية وحرية تامة .

داخل الغابة

تتقدم السيارات وسط الأشجار الكثيفة لغابة الشلال ،في ازدحام طبيعي بعد أن جاء الناس من مختلف مناطق المغرب للاستمتاع بقضاء يوم جميل مليء بالبهجة رفقة أطفالهم ،يركنون سياراتهم ثم يسيرون مشيا على الأقدام تحت أشعة الشمس وأثناء سيرهم تراهم يتوجهون نحو المجموعات الغنائية وسط جلبة عظيمة ،كل حسب ميولاته الفنية .

حشود من الناس تتجمهر حول المجموعات الغنائية ،بانشداه ناحيتها ،لتتفاعل بحركات جسدية مع اللحن الامازيغي ،كتعبير عن الانسجام بين الكلمات الامازيغية وبين الناس على مختلف مشاربهم حيث تجدون يومؤون برؤوسهم تناغما مع العزف ليرفع أفراد المجموعة الغنائية من الإيقاع إرضاء للجمهور ،يصفق بعضهم في كل وقفة

ووصلة غنائية والبعض الآخر ينسحب متوجها نحو مجموعة أخرى كي لاتفوته الفرصة مشاهدة مختلف أنواع المعزوفات التي كانت نابعة من تراث امازيغي محض وهناك من اتخذ من الكاميرا أو المصورة وسيلة لاسترجاع ذكريات يومه بغابة الشلال الحافلة بالغناء الامازيغي .

يقول احمد المدن مواطن ينحدر من مدينة تافراوت :"إن العامل الأول والأساسي الذي يدفع الناس إلى زيارة غابة الشلال في آخر الأسبوع ،هو الانتماء المشترك إلى الجذور الامازيغية ،وكذا الحاجة الماسة إلى الامازيغية والى استرجاع الأجواء المفعمة بالتراث الامازيغي ،"

فيضح أن الحنين إلى البيئة الأصيلة للفرد تخلق لديه الرغبة في الاستئناس بأناس تجمعه معهم قواسم مشتركة يضيف احمد المدن قائلا :إن غابة الشلال ليست إلا فضاء رحبا يحاول من خلاله المواطن الامازيغي الحقيقي تمثيل واقعه الذي   يبعد عنه بعدة كيلومترات ،معبرا

بذلك عن علاقته الوطيدة بتاريخ أجداده والتشبث بتقاليده القديمة "

الاحتفال الامازيغي

يخصص عامة الناس وقاتا لزيارة غابة الشلال بهدف الترويح عن النفس بعد أسبوع شاق من العمل ،فتشكل مشاهدة بعض الفرق الموسيقية خاصة الامازيغية فرصة للتملي بأجواء البهجة والحبور ،حيث اتخذت الفرق من الغابة فضاء للتعريف بخصائص الفن الامازيغي لدى مختلف شرائح المجتمع المغربي .

يقول الحاج عرفة رئيس فرقة أحواش شباب انزيون التي تأسست سنة 2003

"إننا نحاول أن نحيى داخل غابة الشلال الفلكلور الامازيغي المغربي مجانا ،وان كنا نحن كفرقة تتكبد مصاريف التنقل من مالنا الخاص ،لكن يبقى هدفنا الأسمى تقديم هدية في المستوى للجمهور الحاضر .تتطلع مجموعة الحاج عرفة إلى إبراز مواهبها الفنية الامازيغية لإثبات ذاتها ووجودها لدى الجمهور المتعطش الذي دأب على الفرجة والمشاركة في الاحتفال الامازيغي .

أما احمد الكوماري التزنيتي 30 سنة والذي بدا العمل في مجال الغناء الامازيغي منذ سنة 1989 يعترف بكل مصداقية أن الهم الأول الذي يأتي به إلى غابة الشلال ناتج عن حاجته إلى زبناء يحيون حفلاتهم وأعراسهم بمجموعته الموسيقية فيقول :لاانكر أنني مواطن  يغار على تراث تاريخه وأجداده لكن همنا الأساسي هو إثارة انتباه الناس إلى أنشطتنا الفنية ،حتى نحصل على موارد مالية تمكننا من العيش كباقي فئات المجتمع ،ويضيف قائلا "اليوم أصبح كل شيء سهلا ،لكن من الصعب استرجاع القيمة الفنية التي كان التراث الامازيغي يمتاز بها ،حيث امتزجت عناصر الموسيقى الامازيغية بخصائص أخرى دخيلة عن الفن الامازيغي "ويشاطره الرؤى محمد الناصري أنظام وشاعر امازيغي بالقول "نريد فنا خالصا يخلو من الأصوات المحبوكة التي تستعين بالتقنيات الموسيقية ،لتشوه بذلك أصالة الصوت الامازيغي الفريد من نوعه ،كما نريد استعمال الأدوات التقليدية كالبنذير والقراقب وان يكون الإيقاع الموسيقي الامازيغي محضا .

يقول الداهومي العربي عضو في مجموعة أحواش :مجموعة أحواش تختلف تماما عن المجموعات الأخرى لأنها لاتزال تستعمل الأدوات التقليدية مثل "البندير "و"الطبل "وترتدي زيا موحدا يتكون من الجلباب والبلغة الامازيغية ويصل عدد أفرادها إلى 21 فردا ليبقى التعبير عن الذات بغض النظر عن انتمائها التاريخي والجغرافي هو الحافز الأول لتجسيد مكامنها في شكل إبداعات غالبا ماتتوحد مع الحمولة الثقافية والفكرية التي يتشبع بها الفرد داخل المجتمع المغربي .

بازغ لحسن 0661963996

bazighehakama@gmail.com

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *