قسم جراحة العظام بالمستشفى الإقليمي بالجديدة خارج الخدمة إلى إشعار آخر والإدارة لاتبالي

قسم جراحة العظام بالمستشفى الإقليمي بالجديدة خارج الخدمة إلى إشعار آخر والإدارة لاتبالي

 

سبق وأن تطرقنا إلى الفوضى العارمة التي يعيشها المستشفى الإقليمي محمد الخامس الذي غدى حديث الخاص والعام نظرا لما يقع فيه من تسيب وفوضى قليلة النظير.. وذكرنا أن عددا من الأطباء لايأتون إلى العمل أو يأتون متأخرين, ومنهم فئة تسكن في المصحات الخاصة.. وتحدثنا عن الشهادات الطبية التي تنجز ولازالت في الغرف المظلمة..وقسم الولادة وما تتعرض له النساء الحوامل..

لكن هذه المرة نحط الرحال بقسم جراحة العظام وما أدراك ما جراحة العظام, هذا القسم الذي يرقد فيه المرضى المصابين بالكسور على مستوى الأرجل أو الذراع … فبمجرد وصولهم يستعملون لهم الجبس ويتركونهم لمدد تتراوح بين الأسبوع  و15 يوم بدون إجراء العملية الجراحية وهم يتجرعون مرارة المرض والألم ويَستغيثوا ولايُغاثوا ويَستنجدُون ولايُستَنجَدون وتظل عائلاتهم تنتظر الذي لايأتي أمام المستشفى أياما معدودات ينامون أمام المستشفيات ومنهم من يذهبون في المساء ويرجعون في الصباح رغم بعد المسافة لأن منهم من يتنقل لأكثر من 60 كيلومتر مجيئا ومثلها إيابا.. ناهيك عن ما يتعرضون له على أيدي الأمن الخاص (وهذا موضوع طويل سوف نتطرق إليه لاحقا) القلوب قست والإدارة غائبة تماما عن الوجود, وهي أضعف من أن تَحُث الأطباء على الإلتزام بعملهم ولا تستقبل شكاوى المرضى وذويهم, اتصل بجريدة "العلم" بالجديدة الأسبوع الماضي عائلتان: الأولى لها ابن صار له أكثر من أسبوع كل يوم يقولون للمريض "لاتفطر" غدا ستكون العملية ويستمر الحال لأكثر من أسبوع بدون إجراء العملية.. والعائة الثانية لها ابن به كسور على مستوى الأرجل والأيدي يرقد بالقسم أكثر من عشرة أيام قابلتهم "العلم" أمام مصحة خاصة.. فكان للقصة نوع من "البيع والشراء" الطبيب الذي كان يماطلهم نجح في الأخير لإصيادهم كطريدة نزلت من السماء, حيث اتفق معهم على إجراء العملية في مصحة خاصة و المفضلة لديه, وهذا الدكتور ذاع صيته وكثرت شُهرتُه ومعروف لدى الجميع باصطياد الطرائد ولامن يتصدى له بل يتمادى يوما بعد يوم.. الحقيقة التماطل غير المبرر سببه شرذمة من الأطباء ليس لها ضمير تصطاد طرائدها للمصحات الخاصة, وأغلب المرضى الذين خرجوا من المستشفى الإقليمي تَعبا من الإنتظار الطويل..وجدوا أنفسهم أمام نفس الأطباء الذين رفضوا إجراء العملية لهم بالمستشفى العمومي  يقومون لهم بالعملية الجراحية بالمصحات الخاصة دون تماطل وبسرعة البرق؟؟ لأن لهم نصيب من الغنيمة, إنها التجارة بالبشر..وهناك ممرضة معروفة هي صلة الوصل بينهم أحيانا.. هذه الممرضة التي يعرف الجميع كيف تتعامل مع المرضى واستدراجهم ناهيك عن أنها تعتبر نفسها صاحبة الحل والعقد.. الذين يرقود بقسم جراحة العظام ينتظرون الذي لايأتي, منهم من أعياهم الإنتظار وخضعوا لنزوات أطبائهم والذي لايجدون ما يقدمونه للمصحات الخاصة ينتظرون الفرج, لكن الذين عُهد إليهم بالسهر ومراقبة المستشفى في سبات عميق وغير معنيين بالفوضى والتسيب الذي يقع بالمستشفى, لذلك يطالب جم غفير من المواطنين والمجتمع المدني من وزارة الصحة التحرك العاجل وإرسال لجن التقصي للوقوف على حجم الإهمال والتفريط وحجم الأطباء الذين يصطادون المرضى من المستشفى العمومي إلى المصحات الخاصة وإدارة المستشفى المنغلقة على نفسها حتى يتم وضع حد لهذه المهزلة, وحيث أنه لايمكن حجب الشمس بالغربال فاللجنة مطالبة بمراجعة سجل عدد الوافدين إلى قسم جراحة العظام والذين قضوا أكثر من أسبوع ولم تُجر لهم العمليات وأعياهم الإنتظار وَوَقًعت عوائلهم على إخراج مرضاهم من القسم دون علاج إلى مصحات خاصة؟ وماهو سبب كل ذلك التماطل؟ ومن الأطباء الذين قاموا بإجراء العمليات لهم بالمصحات الخاصة؟ سيجدون أن الذين أجروا العمليات أكثرهم يشتغلون بالمستشفى العمومي وسيقفون عن ما عجزنا عن صرد؟  

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *