غليان بعد رفض فرنسا منح التأشيرة لقرابة 70% من المغاربة بمن فيهم أطر عليا

غليان بعد رفض فرنسا منح التأشيرة لقرابة 70% من المغاربة بمن فيهم أطر عليا

تواصل حكومة أخنوش الصمت إزاء رفض السلطات الفرنسية منح تأشيرة الدخول للعديد من المواطنين المغاربة، بمن فيهم شخصيات سياسية، وأطباء ورجال أعمال، ومثقفون وفنانون وكوادر عليا، وذلك على خلفية أزمة صامتة بين البلدين.

مصادر القدس العربي قدرت عدد التأشيرات المرفوضة بالنسبة للمغاربة بحوالي 70 في المئة، فيما تربح فرنسا عن كل تأشيرة 100 يورو، سواء قُبلت أو رفضت من طرف قنصليات فرنسا.

و وصلت القضية إلى البرلمان المغربي، حيث وجهت النائبة فاطمة التامنى عن فدرالية اليسار سؤالاً إلى وزير الشؤون الخارجية بخصوص التأشيرة الفرنسية ورفض الطلبات دون مبررات منطقية، مع استخلاص مبالغ مالية ضخمة.

وأوضحت، أن منع أطباء مغاربة من حضور مؤتمر طب العيون في فرنسا أثار استياء كبيراً لديهم، نظراً لعدم وجود أسباب منطقية للرفض، بالإضافة إلى حرمان العديد من المغاربة من التأشيرة دون مبرر معقول، مع العلم أن القنصلية تستخلص واجبات التأشيرة.

ولاحظت النائبة البرلمانية أنه يبدو أن فرنسا تتجه نحو خفض منح التأشيرات في المستقبل، وهو منطق يلفه الكثير من الضبابية وعدم الوضوح، خصوصاً مع استمرار السفارة الفرنسية في تحصيل الرسوم والواجبات المفروضة وجني مبالغ ضخمة دون معالجة الملفات المطروحة، كما أن بعض المواعيد الخاصة بالطلبة الراغبين في متابعة دراساتهم بفرنسا تمد إلى سبتمبر، بالإضافة إلى الملاحظات التي تبديها القنصليات في بعض وثائق التأشيرة، مما يكلف الكثير من الوقت.

وتساءلت فاطمة التامني عن الإجراءات المتخذة من طرف وزارة الخارجية لتصحيح هذا الوضع لحماية طالبي التأشيرة من الإهانة التي يتعرضون لها من جهة، وتقديم ما يمكن من المساعدات فيما يخص التأشيرة الخاصة بالطلبة وفي آجال معقولة، حتى لا يعيق تأخير التأشيرة عملية الالتحاق بمدارسهم..

صحيفة المساء اشارت في افتتاحياتها …اليوم نجد أن أطراً مغربية محترمة تتعرض للإهانة من طرف السلطات الفرنسية أثناء سعيها للحصول على تأشيرة المستعمر السابق الذي ما زالت له أياد طويلة تحافظ على مصالحه الاقتصادية ببلادنا، دون أن تقابل هذه المصالح بأدنى احترام للمغاربة”.

وأضافت: مناسبة هذا الكلام ما يحدث لأطر مغربية قررت المشاركة في تظاهرات علمية أو ثقافية بفرنسا، لكنها ووجهت بالرفض غير المبرر للسلطات القنصلية الفرنسية دونما أدنى مراعاة لأي حد أدنى لأي شيء.

وتابعت الصحيفة نفسها تعليقها: إن ما يحدث للمغاربة من طرف المصالح القنصلية الفرنسية في المغرب إهانة بجميع المقاييس، ويستوجب الرد عليه بجواب يتناسب وحجم الإهانة التي يتجرعها آلاف المغاربة اليوم. وتساءلت: ما معنى أن يدخل المواطنون الفرنسيون بسهولة ويسر إلى بلادنا، وأن تحظى المصالح الاقتصادية الفرنسية بالأولوية فيما لا تقيم باريس أدنى اعتبار للمغاربة؟

وطالبت صحيفة المساء وزارة الخارجية بأن تتحرك بسرعة في الاتجاه الصحيح من خلال البحث مع السلطات الفرنسية لحل هذا الملف، حتى وإن تطلب الأمر المعاملة بالمثل، لأن الأمور وصلت حداً من العجرفة لم يعد مقبولاً، وفق ما جاء في الافتتاحية.

وتساءلت إعلامية: :ألم يكف حكومة أخنوش أنه ولأول مرة في تاريخ العلاقات الفرنسية المغربية ترفض قنصليات فرنسا منح التأشيرة لوزراء مغاربة سابقين ولمسؤولين من المكتب الشريف للفوسفات ولرجال أعمال من الاتحاد العام لمقاولات المغرب كانوا ينوون المشاركة في المعرض الدولي للتكنولوجيا؟

و أضافت الإعلامية، أن رئيس الحكومة، لا يبالي بالموضوع ولا يحرك ساكناً، وكأنه يتوفر على جواز سفر دولة عظمى يقوده لأي وجهة يرغب في الذهاب إليها دون مراعاته للآخرين.

جون أفريك تناولت القضية، في عددها الأخير، بالقول إن ثمة شعوراً بـ: الإهانة لدى كثيرين في المغرب، تجسده شهادات على شبكات التواصل الاجتماعي، منتقدة سلوك الدبلوماسية الفرنسية في مواجهة العدد المتزايد لرفض طلبات التأشيرة التي يواجهها المواطنون المغاربة.

وأعطت الأسبوعية مثالاً على ذلك بمغربي أب لفتاتين تحملان الجنسية الفرنسية، عاش خمسة عشر عاماً في فرنسا، وأراد الذهاب إلى هناك مع أطفاله خلال العطلة الصيفية. وأوضح سفيان ـ وهذا اسمه ـ أن “هذه هي المرة الرابعة التي يتقدم فيها للحصول على تأشيرة شنغن قصيرة الأجل، والمرة الأولى التي يتم رفضها”. وغرد على تويتر غاضباً: أنا محروم من الحق في السفر، وهو حق أساسي.

و اعتبر كثيرون من المغاربة أن فرنسا تنصب على أموال المغاربة، لأن لعملية شبيهة بعملية اليناصيب، في حال تم رفض التأشيرة فإن 100 يورو لا تسترد…؟؟؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *