خنيفرة : حطب التدفئة، عملة نادرة في أوقات البرد القارس بقرية توجكالت

خنيفرة : حطب التدفئة، عملة نادرة في أوقات البرد القارس بقرية توجكالت

مع كل فصل شتاء، يصبح الحطب عملة نادرة لا غنى عنها لضمان استمرارية الحياة في وقت تنخفض فيه درجات الحرارة إلى أدنى مستوياتها في قرية توجكالت الصغيرة، بضواحي خنيفرة.

وهكذا، يصبح جمع حطب التدفئة عملية لا محيد عنها، يقوم بها سكان المناطق الجبلية لمواجهة المناخ الجليدي الذي يعم هذا الجزء من المملكة حاليا.

وتعرف منطقة توجكالت الجبلية، خلال هذه الفترة بالذات، انخفاضا شديدا في درجات الحرارة، تزيدها موجات الصقيع وتساقط الثلوج تعقيدا، مما يدفع سكان هذه القرية إلى استخدام وسائل التدفئة التقليدية، ولعل أكثرها استخداما هو حطب التدفئة، الذي يتم جمعه من غابات أشجار البلوط الأخضر المطلة على حاضرة قبائل زيان.

نظرا للإقبال عليه خلال فصل الشتاء، يصبح حطب التدفئة عملة نادرة، مما يستدعي الحفاظ عليه في الوقت الذي تكون الساكنة الهشة في حاجة ماسة إلى التدفئة.

ويعتبر إقليم خنيفرة من المناطق الغابوية المهمة بالمملكة، حيث تغطي الغابات مساحات تصل إلى 526 ألف هكتار، أي ما يعادل حوالي 40 في المائة من المساحة الإجمالية للإقليم.

ويشكل فصل الشتاء تحديا كبيرا لساكنة إقليم خنيفرة، حيث تبدأ الاستعدادات لمواجهة قساوته مع بداية فصل الخريف.

وتعمد الأسر الفقيرة التي تقطن بالدواوير الجبلية إلى جمع الحطب وتخزينه إلى جانب بعض المدخرات من الحبوب والقطاني وزيت الزيتون والشاي والسكر، تحسبا لما يحمله الموسم من مفاجآت، من قبيل الأحوال الجوية السيئة والعواصف التي من المحتمل أن تؤدي إلى قطع الطرق المؤدية إلى هذه الغابات.

في تصريح ، أكد محمد من ساكنة داور آيت لحسن آيت حدو، أن ساكنة هذه المنطقة، التي تقع على علو من أزيد من 1600 متر، تعاني من موجات البرد القارس خلال فصل الشتاء، مما يدفعها الى التوجه إلى جمع الحطب قصد التدفئة طيلة هذا الفصل.

من جهته، أوضح رئيس المنطقة الغابوية لتوجكالت، عبد الرحيم سكا، أن حطب التدفئة يتم تنظيمه بعدة حالات، مذكرا أن المصالح الغابوية تقوم بتنظيم سمسرة لإقتناء بعض الحصص الغابوية لقطعها وبيعها للساكنة المعنية، مضيفا أن هذه الطريقة تعتبر أكثر فعالية في مكافحة الاتجار بالأخشاب.

وشدد المسؤول الغابوي، في هذا الصدد، أن المصالح الغابوية تقوم بجولات تمشيطية من أجل الحد من ظاهرة الحطب غير المقنن وتقوم بتحرير مخالفات في حق المخالفين للقانون حفاظا على الثروة الغابوية التي تزخر بها المنطقة.

وأضاف أن المصالح المختصة في إقليم خنيفرة تعمل على معالجة العديد من المشاكل المتعلقة بحطب التدفئة في الدواوير المعرضة لموجة البرد (نحو 49 دوارا)، موزعة على 9 جماعات ترابية.

كما أشار إلى مجموعة من التدابير والإجراءات الاستباقية التي يتم اتخاذها لتحديد المناطق المعرضة لموجة البرد، والتعبئة الشاملة لجميع الوسائل اللوجستيكية والموارد البشرية، وذلك بهدف فك العزلة عن المنطقة وتحديد النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من القصور الكلوي والتكفل بهم.

ومن بين هذه الإجراءات، ذكر المسؤول الغابوي تزويد الساكنة بحطب التدفئة، وهي طريقة تعتبرها السلطات المحلية ناجعة لتوزيع الحطب بشكل منصف على الأسر المعنية والتي تكون في أمس الحاجة، بالإضافة إلى مكافحة أي استغلال غير قانوني لمجال الغابوي.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *