حول تسمية مدينة سطات

حول تسمية مدينة سطات

محمد جنان : كاتب /صحفي

إن المواطن السطاتي أو بالأحرى الباحثين في تاريخ المدينة، كلما أرادو بواسطة الاستقراء والتقصي وضع اللمسات العملية على أحداث تاريخية بعينها، يلاحظون أن تاريخ سطات قبل المولى اسماعيل لم يكن واضحا بالقدر الذي يريده الباحثون.

فقبل هذه الفترة كانت “عين سطات” وهي المحطة الرئيسية لتجمع سكان المزامزة ، حيث كان يعقد السوق الرئيسي وكانت آنذاك القبائل تقتسم الأراضي المجاورة للعين.

وفي عهد القائد الحاج المعطي، وبالضبط في عهد السلطان المولى الحسن الأول، شيدت وحدات سكنية وتجارية على جانبي الطريق الرئيسية، كما كانت للمدينة في تلك الفترة ثلاثة أبواب تغلق ليلا وتفتح صباحا وهي 1- باب مراكش 2- باب قيصر 3 – باب برشيد.

هذه المدينة التي يرجع تأسيسها حسب الباحثين إلى عهد السعديين أواسط القرن 17 والتي تحدث عنها الفرنسيون بإسهاب في تقاريرهم السرية والعلنية فوصفوا موقعها ومميزاتها عندما دخلوا المدينة حوالي سنة .1906.

وقد قال عنها احدى الجنرالات بأنها كانت عبارة عن انزالات تغطي عدة جهات بالمدينة وبقرب القصبة انتصبت أحياء صغيرة عرفت هي أيضا بأسماء مؤسسيها أو ساكنيها ،بالإضافة الى أنها بنيت قرب مصدر مياه في مكان تلتقي فيه القوافل القادمة من الجنوب والمتوجهة إليه، وكانت هذه المنطقة غنية التربة كثيرة العيون ،مما جعلها مرحلة استراحة القوافل ومكانا ملائما لتخييم الحركات السلطانية منذ القديم ،فكانت المنطقة عبارة عن “انوالة” تبيت فيها القوافل فيلجؤون الى “زطاط” لحمايتهم طول الطريق المتربة ،ثم كانوا يستريحون قليلا في منطقة إنزالة العظم التي هي الطريق الرابطة بين البيضاء ومراكش حاليا والتي لم تعبد إلا سنة 1929.

ومن خلال ما جاء به أحد المستكشفون (شارل فوكو) الذي قال ينبغي أن يكون “الزطاط” ذكرا وله ما يكفي من القوة حتى يفرض احترامه على الآخرين.

و كانت مهنة “الزطاط” آنذاك شائعة خصوصا على تراب الرحامنة التي كانت القوافل تعاني الأمرين أثناء عبورها ،حيث أن الثمن الذي يتقاضاه “الزطاط” الذي يخفر المسافر كما قال أحد الباحثين في كتابه “بين “الزطاط” وقاطع الطريق” هو أقرب الى رسم المرور (péage) ومن هنا انطلق اسم مدينة سطات الذي هو تحريف لكلمة “زطاط” من “الزطاطة” وتعني الحماية، وبالتالي أداء الضريبة على هذا العمل الذي كان يسديه آنذاك رجالا أقوياء مقابل تأمين القوافل حتى تعود سالمة إلى حال سبيلها ليبقى معنى “زطاط” هو القدرة على ايجاد المخرج المناسب في الظروف الصعبة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *