حماية التلاميذ بمحيط مؤسساتهم التعليمية ضرورة اجتماعية ملحة

حماية التلاميذ بمحيط مؤسساتهم التعليمية ضرورة اجتماعية ملحة

عبدالفتاح المنطري: كاتب صحافي

كفانا استهتارا بالمسؤولية الاجتماعية:

تعلو أصوات الفعاليات المدنية وطنيا في كل موسم دراسي لتنادي بضرورة تشديد المراقبة وزجر أصحاب الدراجات النارية ومروجي المخدرات الذين ينتشرون بمحيط المؤسسات التعليمية، وكذا الدخلاء من النشالين وأصحاب السوابق العدلية والمتحرشين و من لا شغل له سوى ترصد ومطاردة القاصرات والقاصرين.

وتثير هذه الظواهر المشينة قلقا لدى آباء وأولياء أمور التلاميذ خاصة من جنس الأمهات لما زرع الله فيهن من عواطف جياشة وخوف تجاه فلذات أكبادهن و خصوصا أن الكثير من التلاميذ باتوا يتعاطون المخدرات بسبب ترويجها بالقرب من مؤسسات تعليمية، فيما أضحت التلميذات فريسة للتحرش من طرف غرباء عن المؤسسات التعليمية.

وقد سبق أن أكد نور الدين عكوري، رئيس فيدرالية جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بالمغرب للعموم بأن ظاهرة انتشار الدراجات النارية بمحيط المؤسسات “أصبحت تؤرق بال الأسر والتلاميذ، إذ تسببت في حوادث خطيرة، هناك من توفي بسببها”.وأن “هذه الظاهرة تسيء للمدرسة المغربية، وهو ما يستوجب تعزيز المراقبة من طرف المصالح الأمنية، وعدم السماح للغرباء بالتطاول على المؤسسات ومحيطها”، مضيفا أنه “رغم المجهودات المبذولة من طرف مصالح الأمن، مازلنا أمام انتشار المخدرات وأقراص الهلوسة، التي يقوم أصحابها باستقطاب زبائن من التلميذات والتلاميذ، وهناك من بات يستغلهم في عملية ترويجها”.

ودعا عكوري إلى وجوب أن يكون هناك زجر قوي في هذا الجانب لهؤلاء، وأن تكون الأحكام قاسية في حق كل من ثبت تورطه في بيع الممنوعات وترويجها بالمدارس ومحيطها، لكونهم يدمرون مجتمعا برمته”.

كما ألح رئيس فيدرالية جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بالمغرب على الأساتذة بأن يقوموا بأدوارهم في مراقبة التلاميذ والإشعار بالأخطار المحدقة بهم، مؤكدا أيضا على أهمية دور الأسر في التبليغ عن مثل هذه الظواهر المضرة بالتلاميذ بالمؤسسات التعليمية.

رسالة تحسيسية:

و أقرب نموذج للاستهتار بقيم المؤسسة التعليمية من طرف دخلاء ونشالين ومتحرشين ممن يتسكعون بمحيط المؤسسات التعليمية، ما تشهده أحيانا الثانوية التأهيلية للاعائشة بالرباط والتي تربعت منذ زمن بعيد على عرش النظام التعليمي الثانوي بالعاصمة الإدارية لهذه المملكة السعيدة، إذ في غياب كاميرات مراقبة خصوصا عند الأبواب و حراس غير كافين بمحيط المؤسسة، يتعرض التلاميذ لا سيما الإناث منهم إلى السرقات والمطاردات والتحرشات من قبل أولئك الدخلاء على المؤسسة، وفي هذا الصدد، تولى آباء وأمهات التلاميذ توجيه رسالة تحسيسية إلى مدير المؤسسة، يعرفونه فيها بمدى خطورة ما يتعرض له التلاميذ إناثا وذكورا من اعتداءات ، وسرقات عند باب المؤسسة لحظة المغادرة من طرف دخلاء يترصدونهم عند خروجهم .

و طالبوا بتعزيز الأمن بمحيط المؤسسة حفاظا على فلذات الأكباد وهم في معظمهم قاصرون و أبناء أسر..

حماية التلميذ من العنف تضمن جودة التعليم:

فما من شك أن الأطفال أكثر الفئات الاجتماعية ضعفا في مواجهة العنف الذي يطالهم حتى داخل الإطار المدرسي وتنعكس نتائجه السلبية بشكل ملحوظ على أدائهم الأكاديمي وتحصيلهم العلمي.

ومن أبرز مظاهر العنف المسلط على التلاميذ نجد ذلك القائم على النوع الاجتماعي أو الجنس في المدارس وما حولها وهو يمنع الملايين من الأطفال في العالم من تحقيق النجاح في مسيرتهم التعليمية.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *