حكومة الكلام الذي لا يسمن ولا يغني ..

حكومة الكلام الذي لا يسمن ولا يغني ..

أحمد المعطاوي

يوم أصبح عثمان رضي الله عنه خليفة صعد إلى المنبر.. فانتظر الناس ما يقول بلهفة.. فصمت هو وطال صمته، حتى استبد بهم حال من الوجد. وظل هو ينظر إليهم حتى آخر المجلس دون أن ينبس ببنت شفة كما يقال.. وعندما هم بالنزول قال:" إنكم إلى إمام فعال أحوج منكم إلى إمام قوال"

في زمن كثرة الكلام والقيل والقال هذا، يا ليث كل سياسي ومسؤول ممن يسمي نفسه سياسي ومسؤول من الفحول أن يتواضع ويضع اليد على الفخد ويسند الركبة الى كلمة سيدنا عثمان رضي الله عنه ويتعلم أن الفعل أبقى وأنفع والكلام كان ولايزال كضريع لا يسمن ولا يغني من جوع..

ذهبت حكومة كان رأسمالها كلام وجاءت أخرى بعد أخذ ورد، بعد مد وجزر، بعد كلام.. فهل يا ترى سيكون رأسمالها أيضا كلام.. هل كل حكوماتنا المبجلة شعارها وحليب رضاعها كلام..كلام..كلام على إيقاع رقص..رقص..رقص بتعبير الروائي الياباني هاروكي موراكامي..

أعني بالكلام، فضول الكلام لأن كما قال إبن القيم رحمه الله:" الضرر يأتي من فضول الكلام وفضول النظر.."

تقول مارجريت تاتشر: "عندما تحتاج إلى الكلام اطلب ذلِك من الرجال، وعندما تحتاج إلى الأفعال فعليك بالنساء"
 فهل إذا أثتث حكومتنا بالنساء سنرى أكثر مما سنسمع.. هل لأن نسبة الرجال في الحكومة هو السبب الكبير في جعلها حكومة من كلام، كلام على ورق.. هل لأن في الحكومة الحالية ارتفاع نسبة النساء مقارنة بما سبقها يجعلها أكثر فاعلية.. اللهم آمين

يا قوم، يا ناس، يا أمة تملك من بحار العالم بحرين ومن السهول خيرها ومن الجبال.. ومن الصحاري ماشاء الله، ومن الأنهار أنهارا تجري عبر أرضها الحرة، أمة تملك الشمس وتمشي في الظل.. تملك دستورا مكتوبا وتمشي بدستور غير مكتوب، تملك سواعد وتعشق الكلام.. 
.. نريد أفعالا لا أقوال .. نريد سياسيا إنسانا، إنسانا فعالا لا قــوالا

الشعب يريد أفعالا أكثر وكلاما أقل، ألا يقول المثل خير الكلام ما قل ودل؟ 
 الشعب لا يريد (الدق والسكات)، الدق يعني الضرب.. الضرب على القفا كأن هذا الشعب لا يفهم، وبسهولة يرضى بالضحك على ذقنه هذا الشعب، الضرب على…..(املأ الفراغ قارئي العزيز) إذا قال الشعب لا للفساد، الضرب بالتخويف مما جرى بالجوار وبالجيران، بالضرب في الجيوب فلربما يخرس هذا الشعب، فربما يتوب من أن ينهض مرة أخرى لينادى حرية..حرية، كرامة..كرامة، وعدالة إجتماعية..
.. باختصار، الشعب يريد أن يحيا إنسانا كما ولد إنسانا وأن تكون حكومته إنسانية

إذا انتصر الفعل على الكلام، انتصر النور على الظلام، انتصر الظل المسمى حكومة على حكومة الظل، انتصر الإنسان في السياسي  عكس ما جرى في رواية مزرعة الحيوان لجورج أورويل..

بلا قيود

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *