ثانوية بن طفيل (بأولاد يعيش) بني ملال: من معرض العلوم إلى الاحتفاء بالتراث!

ثانوية بن طفيل (بأولاد يعيش) بني ملال: من معرض العلوم إلى الاحتفاء بالتراث!

06 n a512f

بقلم :ذ.معروف عبد الرحيم
و بمشاركة كل من: ذ.مصطفى بورزمات و ذ.أشرف الغالمي

في إطار تنزيل البرنامج الثقافي التربوي ،وقعت أندية ثانوية بن طفيل الثقافية العديد من الأنشطة الثقافية ، بصبيب كرونولوجي غاية في الكثافة و الغزارة ،و لضيق المجال المسموح به ، نكتفي بذكر اثنين منها على سبيل المثال لا الحصر ،و نعتذر على تعذر سرد الباقي من الأنشطة .

  معرض العلوم في نسخته الأولى :

قام نادي العلوم بثانوية ابن طفيل التأهيلية بالمديرية الإقليمية لبني ملال بتنظيم نشاط تحت عنوان  »معرض العلوم النسخة الأولى-« وذلك من 08 إلى 16 مارس 2019. ويهدف هذا المعرض إلى:

التعريف بتاريخ العلوم عن طريق عرض كرونولوجيا بعض الاكتشافات كالمراحل التاريخية التي طبعت اكتشاف ADN, بالإضافة إلى ذلك تم عرض السيرة الذاتية لبعض العلماء البارزين وكذا أبرز اكتشافاتهم واختراعاتهم و على سبيل المثال لا الحصر تم التعريف ب Rosalind franklin و Nireinberg و Doppler و الجزري  و ابن سيناء…..

تبسيط المفاهيم العلمية عن طريق تكليف التلاميذ بإعداد نماذج مبسطة لمواضيع في مختلف التخصصات العلمية كالكيمياء والبيولوجيا والرياضيات…..

إنجاز قاعدة معلوماتية لنباتات المؤسسة حتى يسهل التعريف بها وتصنيفها

تشجيع التلاميذ على الابتكار والابداع

تمكين التلاميذ من التواصل مع الأخرين عن طريق شرح وتقديم مشروعاتهم لزوار المعرض

المتدخلون في معرض العلوم النسخة الأولى-

المشرف على المعرض: الأستاذ شراف لغليمي

لجنة التنظيم : الأستاذة بوشرة أشاما والأستاذ إبراهيم بوقدير والأستاذة مليكة فائق والأستاذ شراف لغليمي والتلميذة سراب إيمان وبن خوة ياسمين ولبنى لبدن

التلاميذ المشاركين: تلاميذ الثانية باك علوم الحياة والأرض وتلاميذ الجذع مشترك علوم 1 و 2

خلال الأسبوع الذي نظم فيه المعرض تم وضع بطاقات تقنية لنباتات المؤسسة تحمل الاسم العلمي والشائع وكذا أصل النبتة. ويهدف هذا النشاط إلى وضع قاعدة معلوماتية مرجعية لنباتات المؤسسة حتى يتمكن التلاميذ من اكتساب معرفة شاملة عن أسماء النباتات وتصنيفها. وتعد هذه المبادرة كحل جدري للمشاكل التي تواجه تلاميذ الجذع مشترك علمي أثناء إعدادهم للمعشبة.
08 n 410de
اختتم المعرض بتنظيم حفل تم خلاله توزيع الجوائز والشواهد التقديرية على المشاركين؟، وفي بادرة ملهمة أعدت بعض التلميذات المشاركات كعكة تحمل العدد π وقيمته التقريبية وذلك احتفالا باليوم العالمي لπ الذي يصادف 14 مارس من كل سنة.

الاحتفاء بالتراث من خلال تنظيم ” أيام التراث ” :

بمناسبة شهر التراث ،نظمت ثانوية ابن طفيل التأهيلية –أولاد يعيش-، و ذلك بتنسيق مع مركز “معابر للدراسات في التاريخ و التراث و الثقافة و التنمية بجهة بني ملال خنيفرة “،و بتأطير العديد من الأطر التربوية و الإدارية بالمؤسسة و في مقدمتهم السيد رئيس المؤسسة ، و بمشاركة فعلية وميدانية للتلميذات و التلاميذ، نالت إعجاب جمهور الزائرين لهذا المعرض المميز، الذي أبرز تنوع التراث المادي المغربي الأصيل .

وُزعت التحف التراثية إلى مجموعات ، رُتبت وفق كل مجال على حدة :

الوثائق و الصور القديمة : حيث تم عرض العديدة من الصور الفتوغرافية التي أخذت بآلات تصوير قديمة – بالأبيض و الأسود – و التي أبرزت جمالية المكان و الزمان ، و أصالة ذلك الإنسان .

كما تم عرض لوحات فريدة تاريخية ، تصف و تؤرخ للمناخ الاجتماعي لتلك الفترة التاريخية .
02 n 7b7d4
الملابس و المفروشات التراثية :

تضمن المعرض أنواع كثيرة من الألبسة كالجلباب و السلهام و كذلك عدد من المفروشات التي تؤرخ للزمن الجميل : كالزرابي و الحايك المغربي الأصيل ، وصفوة من نتاج النسيج المغربي القديم .

و قد أبانت التلميذات و التلاميذ عن براعة لافتة في تقديم شروحات حول ماهية تلك المنتوجات، و كيفية استعمالها، و مقاومة بعضها للانقراض من حيث الاستعمال.
024 n 3dd7d
الأدوات و الأواني و الآلات …:

تضمنت هذه المجموعة تحفا تراثية غاية في الجمال ، و دقة في فن الصناعة التي امتاز بها الصانع المغربي عبر التاريخ ،حيث تم عرض آلات صغيرة كمنجل صغير لقطع الأعشاب (وهو مصنوع من منجل مكسر) ،وقد لفت انتباهي تدخل أحد الأساتذة الكرام بمثل شعبي يؤرخ لهذه الآلة (لي تهرس ليه منجله يردو محشا)…

وكذلك تم نصب آلة النسيج المنزلي آنذاك (المنسج) و التي كنا نرى جداتنا و أمهاتنا – بالنسبة لجيل مواليد الستينات- تستعملها لإنتاج حاجيات المنزل من الافرشة و الاغطية و الشراشف ، و إذا ما تم الاكتفاء الذاتي ،يتم التصدير للسوق قصد الزيادة في ميزانية المنزل !

ثم تعددت الأواني و الأدوات كالطاجين المغربي الأصيل ،والمهراز القديم الخشبي و الحديدي ، وكذلك الغربال الذي لا زال في عمره بركة و لا زالت بعض الأسر المغربية تستعمله بأشكاله المتعددة حسب اختصاص كل منها .

كما تم تقديم آلة الرحى التي كانت تطحن القمح و الشعير القوت الشهير للمغاربة عبر التاريخ ،و كذلك شتى أنواع المغارف و الأكواب الطينية و أواني شرب الحساء المغربي “الحريرة “.
0 n def55
هذا غيض من فيض ، و لا يتسع المجال لوصف كل حال من أحوال هذا المعرض المميز ، لكن تتسع قلوبنا لتذوق هذا الجمال التراثي ، وعقولنا لطرح أسئلة منطقية وبديهية :

هل تنبه مؤرخونا إلى خطر انقراض هذا الكنز الأصيل ؟و متى يظل هذا التراث دون هيكلة علمية و أكاديمية و مهنية ؟ أما آن الأوان لدمج هذا العلم العتيد في المنظومة الدراسية التعليمية ؟

أسئلة ملحة تطل برأسها من نوافد المجهول نحو أصحاب الحل و العقد في التراث المغربي الأصيل !

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *