بعد الفقيد ريان.. ضرورة إنقاذ الإعلام الرسمي المغربي كذلك بوسائل أكثر من الجرافات؟

بعد الفقيد ريان.. ضرورة إنقاذ الإعلام الرسمي المغربي كذلك بوسائل أكثر من الجرافات؟

إبراهيم عقبة

واقعة الطفل الراحل ريان، التي تركت بصمات قوية وثقيلة على قلوب الشعب المغربي والعربي والعالمي ككل..

إلا أنها لم تمر دون أن تترك العديد من الملاحظات، أهما، أن الحادث أظهر ضعفا وعجزا كبيرين في الإعلام الرسمي العمومي إلى حد الإفلاس؟

لا يمكن لأي وسيلة إعلامية أن تخلف الموعد أو تسير عكس التيار، الشعب المغربي قاطبة و العربي، وحتى العالمي، كانوا يتابعون لحظة بلحظة قضية إنقاذ ريان ابن شفشاون ـ رحمة الله عليه ـ واشتد ذلك يوم أمس السبت 2022/02/05 حيث كان يوما حاسما شد أنفاس كل المتابعين من العالم أجمع.

في تلك الأثناء، أخذت وسائل الإعلام التي تحترم مشاعر المشاهدين، على عاتقها نقل الحدث من عين المكان و نقل كل ما يجري، ووضعت كاميراتها على الحدث مباشرة من عين المكان لحظة بلحظة، مع النقاش والتحليل واستضافة خبراء.. منها قنوات الجزيرة، ـ ثلاث قنوات للجزيرة ـ ليوم كامل، وألغت جميع برامجها طيلة اليوم.. و قناة العربية… أما على مستوى وكالات الأخبار، فكانت وكالة الأناضول تنقل البث مباشرة عبر موقعها الرسمي، و الأكثر من ذلك، أن وكالة رويترز التي تعتبر أكبر وكالة أخبار عالمية، كانت تنقل الحدث مباشرة ـ اللايف ـ عبر صفحاتها طيلة يوم السبت،وكالة فرانس برس، و الأسوشييتد برس.. وهلم جرا من وسائل الإعلام الوطنية والعالمية التي تحترم ضمير المشاهد، وتكون معه حيث يوجد وحيث أراد.

وللأسف الشديد، ونقولها بمرارة، وبدل أن نعتمد كمؤسسات إعلامية على إعلامنا الرسمي في أخذ الأخبار، كنا نأخذه من تلك الوكالات العالمية البعيدة منا على مستوى الجغرافيا، والقريبة منا على مستوى نقل الحدث؟

لنرجع إلى الإعلام الرسمي المغربي، وكالة المغرب العربي للأنباء، وهي الوكالة الرسمية للدولة، التي كان من المفترض فيها أن تكون مصدرا لبقية وسائل الإعلام الوطنية والدولية، وترسل قصاصات تتضمن بلاغات رسمية مرتين في اليوم على الأقل؟ لكنها كانت في ذيل القائمة، و كانت كلما نشرت مادة إلا ولسان حالها يقول، لا يوجد أي جديد، وترد بطريقة مبطنة على من تعتبرهم مشوشين؟

أما المسماة القناة الأولى والثانية، فكانتا تسبحان في بحر لجي خارج الكون، وكأن الحدث الذي استأثر واستنفر وسائل الإعلام العالمية لا يهمها في شيء، ولأن الوظيفة المنوطة بهما هي العمل بقاعدة “كم حاجة قضيناها بتركها”، اللهم بعد الأخبار اليتيمة والسخيفة التي تبث في نشرة الأخبار ـ التافهة وعديمة القيمة والجدوى، لأن المعلومة لم تعد تحتاج إلى كثير من الجهد حتى يتم نقلها للمشاهد.

و الرأي العام الوطني لم يعد ينتظر نشرات سخيفة ورديئة، لا طعمة ولا لون ولا رائحة لها، لكي يعرف ما يجري داخل الوطن؟

وهكذا أخلف الإعلام الرسمي الذي يستنزف الملايير من دافعي الضرائب، الموعد كعادته دائما، وأثبت أنه فاشل ولازال يحتاج سنوات ضوئية حتى يلتحق بالركب، و يحتاج إلى إنقاذه بوسائل أكثر من الجرافات عساه أن يستفيق من سباته ويعرف بأنه جعلنا أضحوكة أمام العالم؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *