بعد البرلمان الأوروبي.. الخارجية الأمريكية تصدر تقريرا أسود حول الحريات وحقوق الانسان والصحافة بالمغرب

لازال التقرير الذي أصدره البرلمان الأوروبي بتاريخ 19 أبريل 2023 تقريرا حول تراجع الحقوق و الحريات بالمغرب وهو ما أثار موجة غاضبة من الحكومة المغربية.. لم يهدأ حتى أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرها حول الحريات وحقوق الإنسان بالمغرب، لسنة 2022 والذي وصف بالأسود والتراجع الخطير..

التقرير الذي صدر في قرابة 42 صفحة، وهو موجود على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية..

ومن بين ما جاء فيه:

القضايا الهامة المتعلقة بحقوق الإنسان، تقارير موثوقة عن: التعذيب أو المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة من قبل بعض أفراد قوات الأمن، سجناء سياسيين؛ مشاكل خطيرة مع استقلال القضاء؛ التدخل التعسفي أو غير القانوني في الخصوصية ؛ قيود خطيرة على حرية التعبير والإعلام ، بما في ذلك الاعتقالات غير المبررة أو مقاضاة الصحفيين ؛ الرقابة والإنفاذ أو التهديد بفرض التشهير الجنائي للحد من التعبير ؛ التدخل الجوهري في حرية التجمع وحرية تكوين الجمعيات ؛ فساد حكومي خطير..

الحكومة اتخذت خطوات للتحقيق مع المسؤولين الذين يُزعم أنهم ارتكبوا انتهاكات لحقوق الإنسان وأعمال فساد ، لكن التحقيقات في انتهاكات الشرطة وقوات الأمن ومراكز الاحتجاز تفتقر إلى الشفافية وكثيراً ما واجهت تأخيرات طويلة وعقبات إجرائية ساهمت في الإفلات من العقاب..

السجناء والمعتقلون السياسيون وردت تقارير موثوقة عن سجناء أو معتقلين سياسيين. لم تعتبر الحكومة أي سجناء سياسيين وذكرت أنها اتهمت أو أدانت جميع الأفراد المسجونين بموجب القانون الجنائي.

الحكومة سجنت الأشخاص بسبب أنشطتهم أو معتقداتهم السياسية، باستخدام تهم جنائية مبررة مثل التجسس أو الاعتداء الجنسي.

في 23 فبراير / شباط ، أيدت محكمة استئناف الدار البيضاء الحكم بالسجن خمس سنوات بحق سليمان الريسوني ، الصحفي ورئيس تحرير جريدة أخبار اليوم.

اعتُقل الريسوني في عام 2020 بعد أن ادعى شخص على فيسبوك أن الريسوني اعتدى عليه جنسياً في عام 2018. وطعن الريسوني في الادعاء ، وأكدت جماعات ونشطاء المجتمع المدني أن اعتقاله كان لدوافع سياسية ويهدف إلى إسكات الصحفيين المستقلين.

أكدت منظمة فريدوم هاوس في تقريرها لعام 2022 Freedom in the World أنه منذ عام 2018 تمت محاكمة العديد من الصحفيين المستقلين على خلفية ما وصفته بـ “تهم مشبوهة تتعلق بالاعتداء الجنسي أو سوء السلوك المالي”.

و اتهم قاضي التحقيق الريسوني بـ “الاعتداء العنيف وهتك العرض والاحتجاز القسري” وأمر باحتجازه في سجن عكاشة.

و وصفت مراسلون بلا حدود محاكمته بأنها “ملطخة بالمخالفات” ، ولم يُسمح لمحاميه حتى بالاطلاع على لائحة الاتهام الصادرة عن قاضي التحقيق. ظل الريسوني في السجن حتى نهاية العام.

في 21 نوفمبر / تشرين الثاني ، أيدت محكمة الاستئناف بالرباط الحكم بالسجن ثلاث سنوات مع غرامة قدرها 5000 درهم مغربي (478 دولارًا) على محمد زيان ، وزير حقوق الإنسان السابق (1995-1998) ، والناشط الحقوقي والمحامي.

أمرت المحكمة بإعادة اعتقال زيان على الفور. حاكمت الحكومة زيان 11 تهمة، منها إهانة موظفين عموميين، ونشر مزاعم كاذبة ، والتشهير ، والزنا ، والتحريض على انتهاك الأحكام الصحية ، والتحرش الجنسي. وأثارت منظمات حقوق الإنسان مخاوف من أن اعتقال زيان ومقاضاته كان له دوافع سياسية وأفادت أن 20 من ضباط الشرطة اعتقلوا زيان مستخدمين القوة المفرطة بينما كان يصلي في مكتبه للمحاماة.

الفساد وانعدام الشفافية في الحكومة ينص القانون على عقوبات جنائية للفساد من قبل المسؤولين ، لكن الحكومة بشكل عام لم تنفذ القانون بشكل فعال.

في 20 ديسمبر / كانون الأول ، حكمت محكمة استئناف فاس على النائب السابق رشيد الفائق بالسجن 6 سنوات وغرامة قدرها مليون درهم مغربي (95800 دولار) بتهمة الفساد واختلاس المال العام. وحكم على شقيقه جواد الفائق رئيس مجلس محافظة فاس بالسجن ثلاث سنوات وغرامة قدرها 50 ألف درهم مغربي (4790 دولارا) بتهمة استغلال النفوذ ونقل ملكية أرض بشكل غير قانوني

ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها العالمي لعام 2022 أن السلطات واصلت عرقلة عمل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، وهي أكبر مجموعة مستقلة لحقوق الإنسان في البلاد. واجهت المنظمة بانتظام صعوبات في تجديد تسجيل مكاتبها ، مما أعاق قدرتها على القيام بوظائفها الأساسية..

وربما تكون الزيارة التي قام بها وزير الخارجية المغربي إلى أمريكا يوم 20 مارس من الشهر الجاري، واجتماعه مع الخارجية الأمريكية قد يكون للتهدئة من روعة التقرير الأسود الذي تم نشره حول الحقوق و الحريات و الصحافة بالمغرب..

وإن كان بلاغ الخارجية جاء فيه:

أن الزيارة تندرج في إطار المشاورات الدائمة الهادفة إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تربط المغرب بالولايات المتحدة، والتشاور بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

وسيعقد بوريطة، خلال هذه الزيارة، سلسلة من المباحثات في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، لا سيما مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن.