اليوسفية.. غياب التنمية يضع جماعة سيدي أحمد الكنتور في دوامة الفقر والعزلة القاتلة والتهميش (تقرير)

اليوسفية.. غياب التنمية يضع جماعة سيدي أحمد الكنتور في دوامة الفقر والعزلة القاتلة والتهميش (تقرير)
نور الدين الكيحل

جماعة سيدي أحمد الكنتور، هي إحدى الجماعات القروية التابعة ترابيا لإقليم اليوسفية جهة مراكش آسفي، وتبعد على مدينة اليوسفية ب: 8 كليومترات تقريبا.

عند دخولك لهذه البلدة، تستقبلك الأوحال والأزبال عند المدخل على مصب واد الصرف الصحي الذي تنبعث منه راوائح كريهة.

واقع التهميش والإقصاء يُرى رأي العين بالمنطقة، فمنطقة سيدي أحمد الكنتور خلال السنين السابقة ربما كانت أفضل وضعا من الوقت الحالي؟ فقد كانت تعرف رواجا اقتصاديا واجتماعيا مهما، بل كانت تُشد إليها الرحال من عدة مدن وبوادي، وما أكثر العمال الذين اشتغلوا في مناجمها، وكانت تمتص أعدادا هائلة من اليد العاملة من العديد من المناطق.

اليوم أغلقت المناجم، ودخلت منطقة سيدي أحمد مرحلة ركود اقتصادي صعب، لم يكن يتوقعه أي شخص، فقد عرفت المنطقة هجرة جماعية لمن استطاع إليها سبيلا، إلى عدة مدن داخل المغرب وخارجه.

ساكنة سيدي أحمد الكنتور، يظهر الحزن والأسى على وجوههم، و يشعرون بالحسرة والألم على منطقة كانت أيام زمان تعيش أحلى أيامها، فإذا بها اليوم تصبح عالة على الجهة ككل؟

أصحاب القرار لم يستطيعوا لحد الآن أن يقدموا لها غير الوعود السرابية، وهو ما جعل المنطقة شبه “منكوبة” تحتضر ببطء وفي صمت..
وفي تصريح لبعض المهتمين من أبناء المنطقة لصحيفة “بلا قيود”، فقد سجلوا باستياء شديد نهج مسيري الشأن المحلي هنا بالمنطقة اتجاه مشاكل الساكنة، مطالبين في نفس الوقت بمناقشة القضايا الحيوية التي تهم منطقتهم، وما أكثرها..

وفي نفس السياق، فبعض ساكنة سيدي أحمد الكنتور تنوه بالمجهودات التي تقوم بها السلطات الإقليمية التي حاولت وتحاول الدفع بالجماعة نحو مسار تنموي، إلا أن ذلك يصطدم بضعف مستوى التدبير… لبعض أعضاء المجلس الجماعي، حسب تعبيرهم.

وتطالب الساكنة بحرقة بضرورة الاهتمام بشبابها الذي يعيش العطالة، والذي يمثل 70% من الساكنة، وكذلك الاهتمام بالمرأة القروية وصحتها.
هذا الواقع الذي تعيشه جماعة سيدي أحمد الكنتور، جعلها تعيش العزلة القاتلة والتهميش والإقصاء، و تعاني تأخرا في شتى المجالات التنموية ،مظاهر التهميش والحرمان الذي تتخبط فيه جماعة الكنتور، عكرت صفو حياة الساكنة، وبالخصوص الشباب، إذ لم يتمكنوا بعد من الظفر بشغل يضمن لهم حياة كريمة، وحقهم في التنمية، وهذا ما دفع العديد منهم إلى القيام عدة مرات بتنظيم وقفات ومسيرات في اتجاه العمالة أو مركز القيادة للمطالبة بتوفير فرص الشغل؟

تناقضات كثيرة حسب تصريح أحد الحقوقيين، و يوضح أن هناك تناقض بين ما يتم الترويج له حول التطور الذي تعرفه بلادنا في شتى المجالات التنموية والاجتماعية والاقتصادية، وبين ما تعيشه ساكنة منطقة سيدي أحمد ،موضحا أن الوضع أصبح مقلقا ويتأزم يوما بعد يوم، ولهذا يحتاج حلولا عاجلة.

ورغم ما تبدله العمالة من مجهودات للنهوض بالمجال التنموي، هناك خصاص وعجز في توفير موارد مالية كفيلة بتحقيق طموحات الساكنة رغم قلتها..

بعض الجهات المهتمة بالمنطقة صرحت، بأنه للخروج من الأزمة الحاصلة، لابد من فتح مشاورات موسعة بين مختلف الفاعلين في مختلف المجالات، من أجل رفع التحدي وانتشال المنطقة من براتين التهميش والهشاشة التي تعيشها مند سنوات، وهو ماي يقتضي توسيع دائرة الإشراك في صياغة برامج تنموية ويشارك فيها مختلف شرائح المجتمع المدني، والاقتصاديين، والمستثمرين، والصناعيين…

يجب على الساهرين على الشأن المحلي بعقد شراكات، وتقديم محفزات قوية لجلب مستثمرين إلى الجماعة، وتوفير كل الدعم لهم، شريطة أن يتم تشغيل اليد العاملة بالمنطقة، و في نفس الوقت سيخلق رواجا اقتصاديا للجماعة. وكذا إنشاء مناطق صناعية.. كل ذلك يتطلب فقط عزيمة وإرادة..

إن وضع الجماعة يتطلب تدخلا عاجلا وجديا لإنقاذ منطقة سيدي أحمد الكنتور وانتشالها من العزلة المضروبة عليها، من أجل إعادة بريق الحياة والحيوية للساكنة، ولو في الحد الأدنى من متطلباتها.

تركت الجريدة ساكنة جماعة سيدي أحمد الكنتور، و الحزن و الغضب يخيم عليهم ينتظرون أملا يلوح من بعيد قد يأتي أو لا يأتي ليخرجهم من هذا الواقع الاقتصادي و الاجتماعي المتردي..

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *