الهجوم العنيف للمستشار الملكي فؤاد عالي الهمة على ابن كيران يخلق ردود فعل متباينة

الهجوم العنيف للمستشار الملكي فؤاد عالي الهمة على ابن كيران يخلق ردود فعل متباينة

أرشيف

القدس العربي : احتلت أخبار زيارة المستشار الملكي، فؤاد عالي الهمة، لرئيس الحكومة السابق عبد الاله بن كيران، صدارة الاهتمام السياسي في مغرب يعيش رمضانه على ايقاع أزمات متعددة واحتجاجات متصاعدة وان كأن ابرز عناوينها حراك الريف المندلع منذ اكثر من سبعة شهور دون افاق لاخماده قريباً، وهو الذي جعل زيارة الهمة لبن كيران وتسريب انباء عنها وبيان الهمة التوضيحي محل الاهتمام، لما يحمله كل ذلك من تفاعل خلف الكواليس، والبحث عن طرف، قد يساهم، في اخماد الحراك او على الاقل تطويقه خوفاً من اتساعه، بعد ان فقدت المؤسسات الدستورية ووسائط المجتمع من احزاب ونقابات ومنظمات أهلية مصداقيتها.

وتحدثت منابر إعلامية عديدة ومختلفة عن زيارة قام بها فؤاد عالي الهمة، لـ(خصمه) اللدود، رئيس الحكومة السابق عبد الاله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية وذلك في إطار «تحركات القصر الملكي للتعاطي مع مطالب حراك الريف».

وقال المستشار الملكي ليلة الثلاثاء، إنّ ما أثارته منابر إعلامية عن زيارته عبد الإله بن كيران، افتقد الكثير من الدقّة واضاف «تابعت بكامل الاستغراب والاندهاش الأخبار التي يتم تداولها بأنني التقيت عبد الإله بن كيران، بخصوص أحداث الحسيمة وعكس ما أوردته المصادر الموثوقة عن بن كيران، فأنا لم أزره كمبعوث من القصر الملكي». ولم يكتف الهمة بالبيان, فقد شن هجوما على ابن كيران ¸وأكد فؤاد عالي الهمة في بيان مكتوب وزعه على منبر بالعربية وآخر بالفرنسية، على أن «زيارة عبد الإله بن كيران تمّت في إطار شخصي محض، من باب الأَدَب و«الصّْوَاب»، بمنَاسبَة «الْعْوَاشْر» من شهر رمضان المبارك» و«كل ما في الأمر أنني أردت الاطمئنان على أحواله، خاصة أنه كان متعباً بعض الشيء، ولأنه أيضاً كثيراً ما يسأل عني، ويلومني لعدم زيارته أو الاتصال به».

وهكذا شن المستشار الملكي هجوماً عنيفاً على بن كيران محملاً إياه تسريب خبر الزيارة وموضوعها وقال «إذا كان بن كيران يريد استمرار الأوهام بالسكوت عن الحقيقة، والسماح بانتشار البهتان، فأنا أرفض أن يكون ذلك باسمي.. فأنا هو المبعوث المفترض؛ وأنا أنفي نفياً قاطعاً ما راج من أخبار، وأؤكد أننا لم نتطرق لأي موضوع يخص هذه الأحداث».

وقال اعتماداً على صفته كمستشار للملك محمّد السادس وعضو في الديوان الملكي «أعرف جيداً أن هناك حكومة واحدة عينها الملك، وأعرف جيداً من هو رئيس الحكومة، كما أنني لم أرد إحراج عبد الإله بن كيران، خاصة أن أحداث الحسيمة، كما يعرف الجميع، ابتدأت وتواصلت لبضعة أشهر خلال فترة رئاسته للحكومة».

والعلاقات بين فؤاد عالي الهمة الصديق المقرب للعاهل المغربي الملك محمد السادس، وزعيم حزب العدالة والتنمية عبد الاله بن كيران، عرفت توتراً متصاعداً منذ اعلان الهمة سنة 2007 اعفاءه من مهامه الوزارية كوزير بالداخلية وترشيح نفسه للبرلمان ثم تأسيس جمعية لكل الديمقراطيين تلاها حزب الاصالة والمعاصرة 2008، الذي اعتبر الهمة وهو ما لوحظ، ان مهمته الاساسية هي الدفع نحو مجتمع حداثي معاصرة وتطويق التيارات الاسلامية التي كانت امتداداتها، في المغرب وخارجه واضحة للعيان.

وشكل الهمة الهدف الرئيسي في حملات بن كيران ابان اندلاع حراك 20 فبراير الشبابي المغربي الذي جاء في سياق الربيع العربي 2011 والذي أعقبه على الصعيد المغربي اعلان عن اصلاحات سياسية واجتماعية ودستورية ومعها استقالة الهمة من حزبه والالتحاق رسمياً كمستشار ملكي.

وكان بن كيران الذي فاز حزبه في تشريعيات 2011 وترأس الحكومة، يلمح للهمة امام أي مازق يمر به تدبيره للشأن العام، وان كان بالواضح يتحدث عنه ايجاباً وبقيت المجاملة بينهما والاحترام في علاقاتهما، حتى عندما عرقلت مهمة بن كيران في تشكيل الحكومة 2017 بعد ان عاد حزبه لاحتلال المرتبة الاولى في انتخابات تشرين الاول/ اكتوبر 2016.

وقال محمد الناجي، الباحث السوسيولوجي، إن الزيارة التي قام بها فؤاد عالي الهمة، مستشار الملك محمد السادس إلى بيت عبد الإله بن كيران، ذات أهمية كبيرة بالنسبة لأي مراقب، ليس فقط بسبب مضمونها وإنما بسبب صفة الزائر والمنصب الذي يحتله داخل هرم السلطة في المملكة, كما أن النفي أعطى الزيارة أهميتها

وقالت ايمان اليعقوبي البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية «إذا كان الهمة قد زار بن كيران في إطار الصواب كما قال فكان الأحرى أن يحافظ على هذا الصواب وأن ينفي الخبر «بلا ما يضيع الأجر» منتقدة توجيه الهمة لومه لبن كيران، «كان عليه إخراج مدفعيته للصحافة التي أوردت الخبر لا في وجه بن كيران طالما أنها لم تكتب الخبر على لسان رئيس الحكومة السابق شخصياً» و»بن كيران لم يصرح بشكل رسمي بأي تصريح بخصوص مدلول زيارة الهمة له، وما تم تداوله المسؤول عنه هو وسائل الإعلام التي تحدثت عن الخبر».

وقال المحلل السياسي والإعلامي خالد الجامعي، «إن فؤاد علي الهمة، مستشار الملك محمد السادس، خرج في تصريحه الأخير ليقول لعبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة السابق، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، «دخل سوق راسك ومتبقاش دير السياسة وابتعد من (حزب العدالة والتنمية» و»كان يمكن للهمة ألا يصل لهذا المستوى من الرد، فقد ظهر وكأنه يصفي حسابات مع بن كيران، رغم أن هذا الأخير لم يصرح بأي شيء بهذا الخصوص وأن «هناك أشياء قد تكون وقعت بين الطرفين ولا نعرفها، وهي التي أوصلت الأمور إلى هذا الحد».

واوضح الجامعي ان الهمة أعطى تزكية لحكومة العثماني و»أراد التخفيف من الضغط الحاصل على هذه الحكومة بخصوص أحداث الريف، وتحميل بن كيران جزءاً من المسؤولية فيها، وذلك عندما قال إن الأحداث انطلقت عندما كان بن كيران في الحكومة».

واستبعد الجامعي ان يكون ما اثار الهمة هو الاستقبال الذي خصصه بن كيران في منزله لوالدي قائد حراك الريف ناصر الزفزافي، وما أثاره من جدل واسع وقراءات مختلفة، منها أن بن كيران يحاول الاستفادة من حراك الريف كما فعل من قبل مع حركة 20 فبراير، والضغط على الدولة وابتزازها من أجل العودة إلى موقعه في السلطة، وإظهار أنه حاميها (الدولة) من الانتفاضات الشعبية، وقال الأمر لا يعدو أن يكون لقاء بين صديقين يعرفان بعضهما من قبل».

واستغرب عبد العزيز أفتاتي، النائب البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية، والقيادي المثير للجدل، من بيان الهمة «الشديد اللهجة» ضد عبد الإله ابن كيران وقال إن بيان الهمة، الذي ربط زيارته لابن كيران بـ»الصواب» تضمن كثيراً من «قلة الصواب» لانه خرق واجب التحفظ الملزم به كمستشار للملك، وأصدر بيانا كله تهجم على أمين عام حزب سياسي، ورئيس حكومة سابق»، حيث أن البيان يريد إرجاع المغرب إلى مقاربة وزمن «الصدر الأعظم».

بلاقيود بلاقيود بلاقيود بلاقيود

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *