المجالس أمانات:
د.عادل حسين
حرية الكلمة و حرية الرأي و حرية التعبير و النقد و الانتقاد هي كلها قيم
و مبادئ ليست فقط تمثل البعد الفكري و التصور العام الذي يعمل الانسان ، عبر
مسيرته التاريخية و تفاعله مع أخيه الانسان و تفاعله مع الطبيعة ، أن يجعل منها غاية يسعى الى تحقيقها فقط ، بل هي أيضا محور جوهري تنبثق منها رؤية شاملة و مشروع يكون بديلا لما هو سائد في الحياة العامة للناس.
و هذا طبعا ، يسمى في العلم الحديث بالتخطيط الاستراتيجي ، الذي يعمل من خلاله الاطار الحزبي او غيرها من الأطر على اعطاء الاجابة الفضلى عن كل المسائل المتعلقة بالإنسان من ناحية ، و البحث عن جودة حياته و سعادته من ناحية اخرى
و من هنا تبقى ادوات و تقنيات التخطيط الاستراتيجي و ديناميكيته جزءا من المطبخ الداخلي للإطار الحزبي ، و من ثم تأخذ صبغة الامانة في عنق كل من يساهم فيه.
أما عملية تعرضه للنقد و التقييم فهي تبدأ منذ لحظة الشروع في بلورته و تجسيده في الواقع ، طبعا ، ممن هو جزء من العالم الخارجي و المهتم بالشأن العام في اطار سنة الاختلاف و قانون التدافع.
بذلك تتطور أدوات و ديناميكية التخطيط دون المساس بالأسس و الأعمدة التي ترتكز عليها اركان الاطار الحزبي .
أما في ما يتعلق بالعقلية المتوارثة سيما السرية ، في تعاطي العمل السياسي ، فهذا أيضا يمكن بلورته من خلال ما يعكس قوة ايمان الاطار الحزبي بما يؤمن به من القيم او المشروع الذي يدعو اليه ، يعني ان لا يضع نفسه في دائرة الضحية او يجعل الاخر يركنه دوما كضحية طالبا للقبول او التعايش معه…
و من هنا يمكن القول ، انه اذا كان في الموضوع ما يدعو الى الاختلاف ، في داخل نفس المطبخ ، فإما ان يستمر الاطار الحزبي في التدافع و حرية الكلمة اعتقادا منه هو الأصلح بالاتجاه التطور وفق السياق ، و اما ان ينسحب محترما الامانة من جهة ، و الشروع في انتقادها بموضوعية من الخارج كمواطن متحرر من الانضباط الحزبي من جهة اخرى …
و بذلك يكون في مستوى المعادلة ما بين المطبخ الداخلي ، الامانة ، و الكلمة الحرة كمواطن متحرر.