القواميس أو موت الشاعر حيا

القواميس أو موت الشاعر حيا
بقلم: شفيق بوهو

بالمناسبة، الشعر لا يكتب بالقواميس والمعاجم
والمستعصيات على الفهم.

هذه أدّت مهمّتها وتقعد الآن في مكتباتنا.

النظر إليها متعة بصرية..

هل تدعو المناسبة مناسبتها..؟

حصل معي ذلك؛ دُعيت ليلة سكرانة إلى بيت صديق شاعر.

وأنا بلا مأوى قار، فرحت لطفله ذي الأربع سنوات يعبث بجزء من “لسان العرب”.

لا بد أن ابن منظور فرح بفرح سلالته من شرفته العالية.

في الغد بحثت عن معنى الضيافة في اللغة العربية، فلم أجد سوى طفلٍ يعبث بالقصد من المعنى.

كان الشاعر الفلسطيني الكوني محمود درويش كلما استيقظ، وبعد أن ينتقم لحنين قهوة أمه المهروقة على ترابهما، يفتش فيها عن معاني كلمة ما، ولتكن ذكر البعوضة (وكل شعراء الدنيا يعتدّون بإعتداده بالشعر وبه).

ولا حق لها القواميس، وهي رهيبة، ومن طبعها سميكة
وثقيلة، مخيفة كالنحو، وقوية كلكمة “محمد علي كلاي” أن تُلقى هنا على الكراسي وهناك على الطاولات، و بين زجاجات النبيذ المعتّق أو الرديئ.

اللغة من طبعها في الشعر ثملة أو على الأقل نشوى بها
وبشاعرها أكثر..

اللغة تفطن للشاعر الذي يرطن بها، وكل زبناء الكتابة الحانية.

يعرفون ذلك، لذا لا تسعفهم؛ تُمضي معهم الليلة كما شاءوا لليلة أن تمضي..

اللغة مثلي لا تسكن لبشر و إن كان شاعرا.

اللغة متفوقة و ليست من إختراع البشر.

واللغة صاغها الأذكياء من البشر..

الشعراء أذكى من البشر.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *