القدوة الحسنة و أثرها على شخصية الطفل و المُجتمع

القدوة الحسنة و أثرها على شخصية الطفل و المُجتمع
الأستاذ : علي او عمو

يعتقد معظم المربين أن من واجب المربي أن يتحلى بكامل صفات المربى، لأن الإناء بما فيه ينضح كما يُقال.

وتشكل المدرسة محورا هاما في صياغة خُلُق الطفل و الشّاب، ولعل أنسب وسائل التربية تتحقق بالقدوة لأن الطفل يتلقى عن مربيه كل شيء، ويجعل من تصرفاته قِبلة يتَّجه نحوها..

وفي ذلك يقول الصحابي عتبة بن أبي سفيان لِمُعلِّم وَلَده: (ليكن أوّل إصلاحك لِوَلَدي إصلاحك لنفسك فإنّ عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت)، فالأطفال يتأثرون بالقدوة أكثر من الوعظ أو النصح الكثير المتكرر المُمِلّ، الذي يتّخذ أحيانا شكل محاضرات طويلة لا طائل من ورائها , فالقيم لا تفرض على الأبناء فرضاً و إنما تجذبهم إليها القدوة الحسنة والمَثَل الطيِّب، ويُؤكّد الكثير من الباحثين التربويين أنّ أوجه القدوة الحسنة متعددة ومن أهمها :
1_ العدل بين الطلاب سواء عند الثناء عليهم أو زجرهم.

2 _ التواضع واللين لكونهما يأسران قلوب الطلاب، لأنهم يهتمون بهذه الأمور كثيرا عكس ما يعتقد البعض، يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم:” اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم”.

وعلى العموم، فالطفل يتأثر بكل ما يسمعه من أقوال، وما يشاهده من سلوكيات، فلا يجب أن يُشاهد تناقُضاً في سلوكيات الأبوين، أو من مُعلّميه سواء في أقوالهم أو أفعالهم ، لِكون ذلك يُساهم مُساهمةً جدّ خطيرة في انحرافه، ويعطيه فرصة سانحةً لارتكاب أخطاء و سلوكيات لا يُحمَد عُقباها يستحيل علاجُها، فالطفل يحتاج بالضرورة إلى مشاهدة نماذج من الكبار تتحلى بالأخلاق الحسنة و الطيِّبة حتى يتشبّعوا بها لأنّ كلّ ما يراه الصغير في تصرُّفات و سلوكيات الكبير يعتبره شيئاً إيجابياً فيعمل على تقليد سلوكياته، لهذا فمن أوجب واجبات المعلم و الأبوين على الخصوص، مثلاً، الالتزام بوعودهم التي يقطعونها على أنفسهم تُجاه الطفل و لا يخلفونها مهما كانت الظروف، و تجنُّب خداعه أو غشّه و إشراكه في الحوار و احترام رأيه و الأخذ بهذا الرأي على مَحمَل الجدّ، لأن هذا من هذا الأمور التي تعلِّم الطفل كيفية النقاشات الناجحة التي تنتج عنها قرارات صائبة تأخذ في الحسبان آراء الجميع ومصلحتهم، إشراكه في الحوارات الأسَريّة وحل المشاكل وأخذ آرائه على محمل الجدّ. كما يجب على الوالدين تجنُّب الخصام بينهما على مَسمع و مرآى الطفل…

و بالقدوة الحسنة من قبل الفرد و المُجتمع تجاه النّشأ يُمكن خلق مُجتمع سوي خالٍ من كل الشوائب، من الكذب و الغش و الخِذلان و الرشى و الظلم و الجُور و الفساد و غيرها من السلوكيات المذمومة و المنبوذة التي هي سبب الانحلال و التدهور الخُلُقي المُجتمعي.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *