الشعب آخر شيء.. وآخر الشيء

الشعب آخر شيء.. وآخر الشيء

أحمد المعطاوي

صدق من قال في مقال جاء بجريدة بلاقيود: ” أن الحكومة والبرلمان أو أي جهة أخرى تعتبر أن الشعب آخر شيء يمكن التفكير فيه”

ففي ظل حكومتنا “الموقرة” الحالية، يجتاز الشعب المغربي إحدى أصعب مراحله حيث فِـتَن حكومته تتخطّــفه من كل جانب، وكأن هذا الشعب يمر على الصراط، بدءا من إستعراض عضلاتها عليه إذا ما هبَّ يطالب بأبسط حقوق حياة كريمة (عمل، صحة، تعليم، تربية، عدل في توزيع أرزاق هذه البلاد، ثم كرامة) ، أو التكشير عن أنياب أمخاخها الأنانية، أو الضغط على هدوء وسكينة شعب يحب العيش في دولة يعمها العيش الكريم والأمن والسلام،

ناسية أو متناسية أنها قد تكون تضغط على الزناد بلا أدنى إدراك، وما أدراك إذا ضغط على الزناد على الآخر..

في هذا الصدد، يروج على أرض الواتساب والجدار الأزرق، بحر من الصور والفيديوهات التي تشير وتنبه في آن واحد أن الشعب لم يعد ذلك المغفل، خلاصتها تحكي بدلالة أن الحكومة تحاول أن تشغل الشعب عن المطالبة بأكثر ما يهمه في أيامه الراهنة (بغينا الصحة بغينا السكن بغينا الخدمة..رجعو لينا ساعتنا بغينا غير الساعة القديمة..)، ببذر المسامير مقلوبة وخلق ساعات ما أنزل القانون بها من سلطان، وزيادات من فوقها زيادات إذا أخرج الشعب يده لم يكد يراها ولو في السابعة صباحا إذ ترك الصباح مكانه لليل ليتمد قليلا أو طويلا، ترك الصباح مكانه يا صديقي كمكره أخاك لا بطل

يبدو أن لسان حال الحكومة يعمل بالمثل: شعبك كالزجاجة إذا لم تشغلها بشيء شغلها الهواء، المثل بتصرف، الهواء القوي، الريح العاصف الذي سيزعج سيادتها، ويضيع عنها ربحها الوافر من اعتلاءها الكراسي المريحة

والشعب المغربي ينادي بعلو الصوت بالمثل المغربي الذي يقول ” العود لتحقرو يعميك”

وللتذكير، فلربما قد تنفع الذكرى من ألقى السمع وهو شهيد، هذا الشعب لم يعد ذلك القطيع أو تلك الذهنية الرعوية التي تجعله آخر شيء يمكن وضع اعتبار له، بل آخر الشيء ( الشيء هنا: هو الحكومة التي لا تفكر، والبرلمان الذي لا يقدّر في هذا الشعب بأنه قوّة القوّة التي بواسطتها يصولان ويجولان عبر المكان وعبر الزمان ) إذا تماديا في فن لامبالاتهما واستمرارهما في ارتجالاتهما واستهتاراتهما في قرارات تهم الشعب أولا وآخرا..

إنها تسعِّــر جذوات نارالشعب تحت ضغط الرماد بفعل ريح كل القرارات الأنانية المستفزة من حكومته “الموقرة”، اللّهمّ اجعلها بردا وسلاما على أرض وسماء هذا الوطن الجميل، وإنها الفتنة نائمة…

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *