الجديدة.. فدرالية الأحياء تصدر بيانا شديد اللهجة حول الأوضاع المأساوية التي تعيشها المدينة

الجديدة.. فدرالية الأحياء تصدر بيانا شديد اللهجة حول الأوضاع المأساوية التي تعيشها المدينة

تلقت صحيفة بلا قيود بيانا صادرا عن مكتب فيدرالية جمعيات الأحياء السكنية بالجديدة، أنه عقد اجتماعه العادي يوم الأربعاء 15/02/2023، للتداول في المستجدات والأوضاع العامة بالمدينة والتفاعلات الجارية، خصوصا ما تعلق بالخدمات الأساسية من أمن وصحة وبيئة وتعليم ونقل وبنية تحتية وغيرها من المواضيع والقضايا التي تدخل في صلب اهتمام فدرالية جمعيات الاحياء السكنية وترتبط بالحياة اليومية للساكنة.

و تطرق الاجتماع إلى الارتفاع الملاحظ لأسعار المواد الأساسية المرتبطة بالاستهلاك اليومي للمواطنين، حيث خلص إلى أن ما تعيشه المدينة هو نتيجة حتمية لعشرات السنين من الاهمال والفوضى وسوء التدبير، محملا المسؤولية للمجالس المنتخبة والنخب التي تعاقبت على مواكبة وتسيير الجديدة، و إلى بعض رجال السلطات المحلية الذين كانوا إما متواطئين او غائبين عن الاهتمام بما يجري.

و حسب البيان، أن فيدرالية جمعيات الأحياء السكنية، تعتبر أن مشاكل مدينة الجديدة كثيرة عميقة ومتعددة، منها ما هو هيكلي، وأخرى مفتعلة او ناتجة عن سوء التدبير و الاختلالات، يمكن ذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :

• غياب الحكامة والحكمة في تدبير التطور العمراني للمدينة، حيث اتسعت الجديدة بدون رؤيا استراتيجية، فأغلب الاحياء بالجديدة لا تتوفر على المرافق الأساسية من مؤسسات تعليمية وصحية ودور الشباب والثقافة وملاعب رياضية واسواق القرب والفضاءات الخضراء …الخ

• ضعف خدمات النقل والنظافة والأمن والبيئة… ورداءة أداء الإدارة ومختلف الخدمات الاجتماعية التي تهم المواطن بشكل مباشر.

• التعثر الملاحظ في إنهاء المشاريع الجارية كالمحطة الطرقية، وتهيئة الشوارع والطرقات والمدارات وعدم صيانة الموجود منها، حيث كثيرا ما كانت الجديدة مثار سخرية لكثرة الحفر بطرقها وشوارعها وارتفاع معدلات الجريمة وهشاشة التغطية الأمنية لأحياء المدينة، يضاف إليها ضعف خدمة النقل والأوضاع المزرية للمؤسسات الصحية ورداءة الخدمات بها

• غياب سياسة صارمة وسوء تدبير للشؤون العمرانية بالمدينة، حيث غالبا ما تتحكم اللوبيات في تصاميم التهيئة، ناهيك عن عدم تنفيذ المشاريع المقررة، مثل الفضاءات الخضراء التي تبقى حبرا على ورق (الشريط الاخضر –المنتزه المزمع انجازه مكان المطرح …) ، فأغلب الحدائق هو ما ورثناه عن الحقبة الاستعمارية ويوجد أغلبه في وضعية غير ملائمة.

• التطاول على الملك العمومي على جميع المستويات، بدءا من استغلال غير قانوني أو تفويتات بأثمان بخسة للفضاء العام وممتلكات المدينة، من طرف المجالس البلدية لبعض الشركات والمقاهي والخواص إلى انتشار واسع للتجارة العشوائية في غياب تنظيم صارم للمرافق التجارية التي تعيش وضعية مزرية (سوق الجملة –المـجزرة- اسواق الخـضر والفواكه والاسماك )، مما فتح مجالا واسعا للتجارة الغير مراقبة، وتهميش وافشال لأسواق القرب من طرف لوبيات التجارة السرية (الوحدة الثانية لسوق القرب بالسعادة كمثال صارخ على ذلك).

و يضيف البيان، أنه تأسيسا على ما سبق وعلى باقي ما طرح في اجتماع المكتب، فان فيدرالية جمعيات الاحياء السكنية:

تدعو إلى تضافر كل الجهود الصادقة وتحمل الجميع لمسؤولياته من مواطنين ومنتخبين وسلطات محلية ومجتمع مدني مستقل وجاد قصد إصلاح ما يمكن إصلاحه للرفع من جودة الحياة بالمدينة.

تطالب بإجراءات فعالة لتحرير الملك العمومي وتنظيف فضاء المدينة من الفوضى على أن تكون العملية شاملة ومستمرة تشمل الجميع بدون استثناء مع إيجاد حلول لكل ما هو عشوائي والضرب بيد من حديد على أيدي من يعمل على تشجيعه. كما تطالب بتدبير عقلاني ذا مردودية لشؤون المدينة خصوصا ما تعلق بالمخيم الدولي والمجزرة وسوق الجملة وفضاء المدينة… وضرورة تحمل المجلس البلدي لمسؤولياته في تدبير عقلاني للمدينة وملكها العمومي واستخلاص صارم لمستحقات الضرائب.

تطالب بإعادة الاعتبار للفضاءات العمومية والمساحات الخضراء ووضع برنامج لصيانتها والحفاض عليها وحراستها ويجب في هذا الصدد ان تتحمل المؤسسات الصناعية الملوثة لفضاء المدينة ومحيطها القسط الأكبر من مسؤولية بيئة المدينة وصحة سكانها كجبر للضرر وتعويض عن الخسائر التي تلحق بالإنسان والمحيط حالا وعاجلا بتمويل المنتزه المزمع إقامته على أرضية المطرح القديم وانجاز الشريط الاخضر موضوع مخطط التهيئة والشروع في حملة تشجير بأحياء وشوارع المدينة ومناطقها الفارغة
تطالب بوضع القاعات العمومية بدون تعقيدات إدارية وشكلية رهن إشارة الجمعيات لتنشيط الحياة الفنية والثقافية والجمعوية بالمدينة والإسراع بفتح مسرح عفيفي، ودار الجمعيات وتدبيرها بشكل تشاركي مع جمعيات المجتمع المدني.

تطالب بوضع حد للتردي الذي تعرفه خدمة النظافة وحمل الشركة المعنية على تطبيق بنود دفتر التحملات. مع إيجاد حل جذري للروائح المنبعثة من مطرح مولاي عبد الله والمؤسسات الصناعية بالجرف الأصفر.

تطالب بإعادة النظر في سياسة النقل بالمدينة كما وكيفا، بإضافة حافلات وخطوط جديدة وتنظيم قطاع سيارات الأجرة بفرض العداد وتسليم الرخص الا لمن يستحقها وحث السائقين على احترام زبائنهم.

تطالب بالشروع الفوري في صيانة الشوارع والازقة وإزالة الحفر التي تسيئ للمدينة وتلحق اضرارا فادحة بالسيارات والحافلات وتعرقل حركة السير مع ضرورة إعادة النضر في مخطط السير والجولان بالمدينة وتقوية التشوير الأرضي والعمودي.

تطالب بفتح تحقيق في مجمل التراخيص التي منحت في ظروف ملتبسة ووضع حد للأنشطة المختلفة التي تلحق الإضرار بساكنة الاحياء.

تعتبر أن مساهمة المواطنين هي القضية الأساس للنهوض بالمدينة وذلك عبر الاهتمام والمشاركة الواعية بالشأن العام والعمل المنظم عبر التأسيس لجمعيات الاحياء واتخاذ المبادرات الفعالة التي تهم تحسين صورة الفضاء العمومي وتزيين احياء المدينة بتعاون تام مع السلطات المحلية والمنتخبين والوقوف وقفة صارمة امام كل اوجه الفساد. وفي هذا الصدد يوجه مكتب الفيدرالية تحياته لكل من يقوم بمبادرات لتجويد الحياة بالأحياء والاقامات من سكان المدينة وجمعيات الاحياء واتحادات الملاك.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *