الجديدة.. استمرار معاناة الطلبة مع عدم وجود سكن بالحي الجامعي

الجديدة.. استمرار معاناة الطلبة مع عدم وجود سكن بالحي الجامعي
كوثر تاجدي

مع كل موسم دراسي جديد، يعاني الطلبة الوافدون من العديد من الأقاليم و الجماعات المحلية لمتابعتهم دراستهم بجامعة شعيب الدكالي في شتى التخصصات من ضيق السعة الاستيعابية للحي الجامعي بالجديدة..

فالسعة الاستيعابية ضيقة جدا، و لا تتجاوز في أكثر تقدير من 1400 طالب، في حين أن هناك ألاف من الطلبة الوافدين من مناطق بعيدة للدراسة بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة يجدون أنفسهم بدون سكن.

فجامعة شعيب الدكالي أصبحت تضم أقطابا في شتى التخصصات، كلية الآداب، العلوم، التجارة والتسيير، الهندسة، العلوم القانونية و الاقتصادية والاجتماعية..
فئة عريضة جدا من الطلبة تعاني أسرهم من ضيق ذات اليد، ويصطدمون بعدم وجود سرير لهم بالحي الجامعي، الشيء الذي يضيع عليهم متابعتهم للدراسة الجامعية، في غياب أي بديل توفره وزارة التعليم العالي أو المصالح المعنية.

و حتى من حالفه الحظ وحصل على سرير في الحي الجامعي، فإن انتقادات عدة توجه إلى الشروط المجحفة وغير المنصفة والتي تجعل فئة عريضة جدا من الطلبة خارج الحي الجامعي.

و نذكر على سبيل المثال، هناك شرط عدم دفع الضريبة لآباء الطلبة الذين يتقدمون بطلب الحصول على السكن بالحي الجامعي، ولئن كان هذا الشرط يصب في صالح الطلبة ممن ليس لهم دخل، إلا أنه مجحف جدا وغير منصف وغير منطقي ولا عقلاني؟

فالطلبة أبناء الذين يمارسون تجارة غير مهيكلة، من بقالة أو تربية الأبقار أو الفلاحة.. يقدمون تصريح بالدخل يتضمن “صفر” درهم؟ وهذا غير مقبول وغير ممكن على الإطلاق، لأن الذي دخله السنوي “صفر” درهم هم “الأموات”؟ ورغم ذلك يتم احتساب هذا النوع من التصاريح لدى اللجنة؟

وبحكم أن التجارة غير المهيكلة لا تشملها الضريبة، فإن أبناء ذوي الدخل المحدود في حدود 2000 درهم، وبحكم أنها تسلم لآباء فئة من الطلبة عن طريق البنك، فإن أبناءهم الطلبة يجدون أنفسهم خارج الحي الجامعي، رغم أن أولياءهم أقل دخلا بكثير من أبناء الذين يمارسون تجارة غير مهيكلة؟؟

الذين وضعوا ذلك الشرط، خدموا الأشخاص المخادعين والمحتالين على القانون، وضيعوا الفرصة على المحتاجين للحي الجامعي.

هيئات مدنية وحقوقية تطالب من العامل الإقليمي أن يعقد اجتماعا مع رئيس المجلس الإقليمي و رؤساء الجماعات المنتخبة، من أجل المساهمة في بناء ملحقة للحي الجامعي بالجديدة، ذات سعة استيعابية أكثر من الأولى من أجل تسهيل عملية التحصيل العلمي، لأن العديد من أولياء أمور الطلبة عاجزون عن البحث عن الإيجار لأبنائهم بالجديدة لمتابعة دراستهم الجامعية نظرا لضيق ذات اليد، مما يجعلهم يتخلون عن متابعة دراستهم؟

فالأولية يجب أن تعطى للتحصيل العلمي، و الذي يأتي بعده الصحة، فلا يمكن صرف الميزانيات في أمور أقل أولوية من التحصيل العلمي، ونترك الطلبة تتقاذفهم الفاقة والفقر؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *