استطلاع.. مدينة أزمور تعيش التهميش و اللامبالاة على جميع الأصعدة مع غياب التنمية

استطلاع.. مدينة أزمور تعيش التهميش و اللامبالاة على جميع الأصعدة مع غياب التنمية
تصوير وإنجاز : لحسن مرزوق

مدينة أزمور التاريخية و التي تبعد قرابة ( 17 كيلومتر شمال مدينة الجديدة) وهي تابعة لعمالة إقليم الجديدة، جهة الدار البيضاء سطات، أصبحت غارقة في مجموعة من المشاكل التي طفت على السطح، و هو ما دفع بالمئات من المواطنين بالمدينة إلى التنديد و استنكار هذا الوضع، و الخروج إلى الشارع للاحتجاج على الأوضاع المزرية التي وصلت إليها المدينة، و جعل العديد من شباب المدينة إلى اللجوء إلى الهجرة و ركوب قوارب الموت بحثا عن حياة أفضل…

بنيـــــــة تحتيــــة هشـــــة و مهترئة:
أول شيء تلامسه و أنت تجوب مدينة أزمور، هو ضعف البنية التحتية للشوارع، و كثرة الحفر بها، مع معاينة البطء الشديد في إتمام مشاريع متأخرة ، وهو ما يظهر جزء منه أمام ساحة محمد الخامس الذي يتم إعادة إصلاحه، ولازال لم ير النور بعد، وظلت مغلقة في وجه السكان و زوار المدينة لما يزيد عن 5 سنوات أو أكثر…

هذا الوضع الذي تعرفه مدينة أزمور هو ما أثار سخط الساكنة، حيث تعرف العديد من الطرقات و الأزقة وضعية صعبة، و يصعب معها التنقل وسط المدينة بواسطة وسائل النقل…

مشاريع متعثرة منذ سنوات بمدينة أزمور

احتـــــــلال المــــــلك العمومــــــي:

الترامي و احتلال الملك العمومي بأزمور، أصبح ظاهرة تؤرق الساكنة، فالسلطات المحلية عاجزة عن تحرير أهم الشوارع و الأزقة من فوضى الترامي مما يعرقل السير، ويحرم المارة من السير فوق الرصيف.

شارع محمد الخامس الذي يعتبر القلب النابض لمدينة أزمور، أصبح محتلا بالكامل من قبل الباعة الجائلين، و بعض المحلات التجارية، إذ لم يعد للمارة مكان سوى المشي على الطريق جنبا إلى جنب مع السيارات، وهو ما يشكل خطرا عليهم.

الشارع المؤدي إلى ضريح مولاي بوشعيب، بدوره أصبح عبارة عن ” جوطية” و فوضى عارمة للباعة الجائلين، و مرتعا لممارسة التجارة العشوائية، و مكانا للنشالين، و ممتهني الدعارة و الشواذ لممارسة أنشطتهم بكل أريحية أمام أنظار الجهات الأمنية المعنية…

المسجـد الأعظـم التاريخي مغلق إلى أجل غير مسمى:

عبر العديد من المواطنين بأزمور لصحيفة بلا قيود عن استيائهم العميق، حول إغلاق المسجد “الأعظم” المتواجد بالمدينة القديمة قبل دخول جائحة كورونا بذريعة إعادة إصلاحه، لكنه ظل مغلقا في وجه المصلين إلى وقتنا الحالي رغم ما يمثله من رمزية تاريخية..

مصادر، مطلعة تقول: أن المسجد نظرا لوضعه التاريخي، ورمزيته، فقد حلت به لجنة مختصة وتم وضع تصميم إعادة تأهيله على شاكلة المساجد العتيقة، حتى يظل رمزا من رموز المدينة، ووزارة الشؤون الإسلامية تعمل على إعادة إصلاحه في أقرب وقت..


نهر أم الربيـع، متنفس الساكنة يطاله الإهمال:

يعد نهر أم الربيع أحد الأماكن التي يخرج إليها السكان، حيث تعتبر متنفسهم الوحيد ولزوارها، في ظل غياب منتزهات و حدائق خضراء، وهو مكان يستحق الزيارة والتمتع بمناظره الخلابة، ويعد أحد الأماكن التي يقصد السياح والزوار..

لكن تهيئة ضفافه لم ترق إلى المستوى المطلوب، وحتى الإصلاحات التي حصلت، تمت بشكل مغشوش، ـ حسب ما يظهر من الصورة ـ .

و قد عاينت بلا قيود الممر المشيد على ضفاف نهر أم الربيع، وهو مهدد بالانهيار في أي لحظة، بسبب انجراف التربة، ما يجعل حياة المواطنين في خطر، مما يستوجب تدخل الجهات المسؤولة من أجل تدارك الأمر و إعادة إصلاح الأضرار الحاصلة…

ختــامــا:

لم تكن الاحتجاجات التي نظمها العديد من المواطنين، و جمعيات المجتمع المدني منذ شهر شتنبر الماضي من السنة الجارية عبثا، بل بسبب العشوائية و اللامبالاة التي تعرفها، و عدم القدرة على استقطاب مشاريع تنموية قادرة على تشغيل أبناء المدينة، الذين أصبحوا يفضلون ركوب قوارب الموت بدل البقاء تحت رحمة العشوائية، و المخدرات، و التسكع و البطالة…

ضفة نهر أم الربيع الخلابة، تعيش الإهمال

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *