إسدال الستار على الطبعة الثالثة لمهرجان مكناس بين تحقيق مكاسب والنقد البناء

إسدال الستار على الطبعة الثالثة  لمهرجان مكناس بين تحقيق مكاسب والنقد البناء

محمد الخولاني

أسدل الستار على فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان مكناس بمشاركة أمير الغناء العربي هاني شاكر ولطيفة رافت وايكو وأشكاين ومجموعة أخرى من الفنانين ، بين تضارب الآراء حول فقراته وتوقيته وتدبيره ومرد وديته على الساكنة والمدينة وانعكاساته وأثاره الإيجابية عليهما معا.

ويكاد يجمع الكل على أهمية فقراته وغناها وتنوع برنامجه وأهدافه العامة والخاصة والغاية من إقامته. كما يلتقي الجميع ويتفق على توقيته الغير المناسب بتاتا في فترة يكون التلاميذ والطلبة منهمكين في التحصيل والتحضير للامتحانات. والمواطنون منشغلون بعملهم، وخاصة بعد الساعة المشؤومة التي لازالت تداعياتها ترخي بظلالها على نفسية أغلبية المغاربة ، ينضاف إلى هذه الملاحظات ضعف الإشهار القبلي والتواصل والإتصال وإشراك كل الفعاليات والمؤسسات بما فيها السلطات الإقليمية والمحلية والمجلس الإقليمي إشراكا فعليا في التسيير وعلى أرض الواقع، وإسناد مهام لبعضهم وتحميلهم بعض المسؤوليات لتحفيزهم على البذل والمساهمة في إنجاحه وبامتياز، بدل التبني الانفرادي، لأن اليد الواحدة لا تصفق في كل الأحوال ، مع التحضير القبلي الجيد، كما يلعب الفضاء دورا هاما في إنجاح المهرجان، شأنه شأن الإعلام الذي كان من المفروض استغلاله بأسابيع للترويج لأنشطة المهرجان عبر القنوات والإذاعات والجرائد الورقية والإلكترونية.

من الطبيعي أن تتعرض كل مبادرة أو مهرجانا وخاصة إذا كان من تنظيم جهة سياسية تفتقد إلى التجربة الكافية للنقد والتقاط كل صغيرة وكبيرة ، لكن بإشراك جهات وشركاء أخرين تتقلص وتختفي سهام الانتقاد السلبي ويبقى النقد الإيجابي.

لكن الشيء المؤكد، أن المهرجان لم يعرف فشلا ذريعا ولا نجاحا باهرا ، ولكن حقق بعض الإيجابيات من ضمنها لم الفعاليات المدنية في منتدى الجمعيات وتجميعهم بمعرض للتعريف بأنشطتهم ، كما كان للجانب الثقافي وقع إيجابي من خلال الندوات الإشعاعية والمحاضرات ، وبخاصة ما تعلق بالتراث والمآثر التاريخية كهمزة وصل بين الماضي والحاضر.، فضلا عن تشجيع الطاقات المحلية الفنية في مجال المسرح والغناء والطرب الأندلسي والمديح والملحون لتربية الإحساس الجمالي والفني لدى الجيل الصاعد.

ويبقى على الجهات المسؤولة إداريا وترابيا تشييد فضاء يليق بالمدينة التي تحتضن عدة ملتقيات ومهرجانات وإخراج مشروعه إلى الوجود كما وعد رئيس الجماعة بذلك.

ويمكن القول أن المهرجان حقق بعض المكاسب، لكنه في المقابل أظهر بعض السلبيات التي يجب تلافيها مستقبلا من طرف الجهة المنظمة وإسناد تدبيره إلى أهل الاختصاص لضمان نجاحه بتفوق مع مراعاة أذواق كل الفئات العمرية والأسر دون إغفال الجانب التراثي الأمازيغي .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *