أكثر من 100 إصابة بلسعات الأفاعي والعقارب بإقليم سطات، تسائل وزارة الصحة

أكثر من 100 إصابة بلسعات الأفاعي والعقارب بإقليم سطات، تسائل وزارة الصحة
محمد جنان

مع حلول كل صيف ،يزداد قلق المواطنين بإقليم سطات من لدغات الأفاعي ولسعات العقارب التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على حياة الأشخاص خصوصا الرضع والأطفال في غياب تفعيل الاستراتيجية الوطنية لمحاربة التسممات، وعدم تقديم الإسعافات الأولية بمكان وقوع الحادث، ونقص الأدوية (اللقاح المضاد للسموم) ناهيك عن بعد المسافة الفاصلة بين المراكز والمستوصفات الصحية القروية والمستشفى الإقليمي بسطات.

فالأرقـام الصادمة في عــدد الوفيــات التــي تخلفهــا الحشــرات السامــة سنويا، وتقاطر عدد كبير من الأشخاص هذه الأيام على قسم المستعجلات من جماعات تابعة لإقليمي سطات وبرشيد بحثا على العلاج والأدوية المضادة للسموم التي تفتقرها بعض المراكز والمستوصفات الصحية؟

و أكدت مصادر “بلا قيود” أن عدد حالات ضحايا لسعات العقارب فاقت 100 حالة منذ بداية شهر يونيو إلى حد كتابة هذه الأسطر دون تسجيل وفيات وسط الضحايا الذين اختلفت أعمارهم ومناطق إقامتهم، وجمعتهم لسعات العقارب السامة التي وجدت ضالتها وانتشرت بكثرة مع الحرارة المفرطة التي تشهدها المنطقة ، الشيء الذي جعل المواطنون يدقون ناقوس الخطر ويطرحون العديد من التساؤلات حول استراتيجية الوزارة المعنية في مكافحة لدغات الأفاعي ولسعات العقارب خصوصا ونحن في فصل الصيف.

ويتساءل الرأي العام عن ماذا أعد المسؤولين لهذا الغرض؟ وهل استحضروا في برنامجهم عدد الأشخاص الذين يتعرضون للسعات العقارب والأفاعي؟ وهل جهزت الوزارة الوصية المراكز والمستوصفات المحلية باللقاح المضاد للسموم وسيارات الإسعاف وأطقم طبية مداومة لتكون جاهزة ومستعدة للقيام بالواجب الإنساني؟

أسئلة ومعها أخرى تقض مضجع مجموعة من الأسر التي تقاطرت على مستشفى الحسن الثاني للعلاج، وتعيد الأحزان إلى من اكتوت بفقدان أحد أفرادها نتيجة عدم وجود الإسعافات الضرورية والعناية اللازمة ، وتنتظر جوابا يلمسه المواطنون عند ذهابهم إلى أقرب مركز أو مستوصف صحي محلي لا قدر الله ،وبالتالي تفعيل شعار تقريب الخدمات الصحية من المواطنين.

وفي هذا الإطار، طالبت بعض الفعاليات الجمعوية من الجهات المختصة في اتصالات متفرقة بالجريدة بتزويد المستوصفات والمراكز الصحية باللقاح المضاد للسموم وسيارات الإسعاف وأطقم طبية مداومة لتكون جاهزة ومستعدة للقيام بواجبها الإنساني والمهني خاصة في هذا الفصل المعروف بالحرارة المفرطة، مع رش جنبات المقابر المحيطة بالأحياء السكنية بمبيد الحشرات السامة رحمة بهؤلاء من رعايا عاهل البلاد وبفلذات أكبادهم.

هذا وتبقى الحملات التحسيسية التي تتمحور حول فكرة الوقاية خير من العلاج حسب خبراء القطاع الصحي والفعاليات الجمعوية هي المخرج الوحيد لإنقاذ المواطنين من تلك العقارب والأفاعي، حيث ستمكن من تفادي 70% من اللسعات لكونها تكون على مستوى اليدين والرجلين وخلال الليل ،وستكون الجهات المختصة أمام مواجهة 30% فقط من اللسعات التي تتطلب المعالجة ،وهذه النسبة تنقسم إلى قسمين قسم يبقى مجرد لسعات لا تشكل أي خطر على المصاب وقسم يتحول من لسعات إلى حالات تسمم وهذه الحالات تمثل 10% وتتطلب عند وقوعها دخول قسم العناية المركزة وتكون فقط بالنسبة للمصابين الذين تكون أعمارهم أقل من 15 سنة أو لا تتوفر أجسامهم على المناعة الكافية.

وبدورنا نهمس في أذان المسؤولين على الصحة مرة أخرى ونقول لهم: إن منطقة الشاوية تعرف حرارة مفرطة ،الشيء الذي يجعل العقارب والأفاعي تتناسل وتتكاثر بشكل ملحوظ ومقلق، لذلك نتمنى أن تستحضر الوزارة عدد الوفيات سنويا الناتجة عن اللسعات وتقوم بدورها في التحسيس والعلاج، وتوفير اللقاح المضاد للسموم بإشراك فعاليات المجتمع المدني طبعا ، إنه نداء نوجهه باسم المواطنين نتمنى أن يجد الأذان الصاغية.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *