نقص العديد من التخصصات وندرة الموارد البشرية بالمركز الاستشفائي بدار بوعزة إقليم النواصر يعمق معاناة الساكنة
الدار البيضاء: حسناء حجيب
فبعد رصد جريدة بلا قيود في مقال سابق لمعاناة ساكنة الحي الحسني الصحية في غياب العديد من التخصصات بالمركز الاستشفائي الإقليمي ” مستشفى الحسني” بالحي الحسني..
تقف الجريدة اليوم على معاناة ساكنة دار بوعزة مع العديد من المشاكل “بالمركز الاستشفائي لصاحب السمو ولي العهد مولاي الحسن، و التي ترتبط أساسا بغياب الأطباء في العديد من التخصصات، كالتوليد والقلب و المفاصل والعظام والأعصاب، إلى جانب عدم الاستفادة من القسم المخصص للعمليات الجراحية، مع عدم استفادة النساء المعنفات من العلاج الطبي اللازم، وكذا من المساعدة الاجتماعية..
فحسب تصريح العديد من الساكنة، و رئيس فرع الهيئة المغربية للعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان بدار بوعزة-إقليم النواصر، فإن الوضع الصحي للساكنة بالإقليم، جد صعب ومتأزم، ويستوجب التدخل السريع لوزارة الصحة، للوقوف على الأسباب الحقيقية وراءه، خصوصا في غياب آذان صاغية داخل المستشفى؟
وحسب تصريح مصدر من داخل المستشفى نفسه، فإن هناك اختلال إداري على مستوى الاستقبال، يجعل عدم تكافؤ الفرص في الحصول على العلاج بقسم المستعجلات و كذا الشهادات الطبية.. مما يتسبب في فوضى عارمة بقسم المستعجلات.
و يضيف المصدر، أن غياب المُساعِدة الاجتماعية، لا يعود لعدم توفر المستشفى على مساعدة اجتماعية، وإنما مرده لتغيبها الكثير عن العمل، حيث أن الموظفة لا تحضر في مواعيد عملها، و ذلك راجع إلى ضعف التدبير و التسيير من قبل المدير ..
وأمام هذه التصريحات، ربطت جريدة بلا قيود الاتصال بالمندوب الإقليمي لوزارة الصحة بعمالة إقليم النواصر “مصطفى حجاجي، الذي بعد أن طرحنا عليه العديد من الأسئلة أحالنا على مدير المستشفى ” عز الدين لمنوني” باعتباره المخول للإجابة بشكل أفضل على جميع تساؤلاتنا! وبعد التواصل معه وإطلاعه على ما جاء في تصريحات وشكايات الساكنة والهيئة الحقوقية، وكذا بعض المصادر من داخل المستشفى.. أكد على أن “المركب الجراحي” بالمستشفى عاد للاشتغال بعد انقطاع بسبب تفشي كوفيد-19، وأنه يشتغل منذ أواخر 2022 بشكل مستمر وبدون انقطاع، ووفق برنامج أسبوعي منتظم، حيث يقوم فيه أطباء من جل التخصصات بعملياتهم الجراحية، كما قمنا بحملة جراحية استفاد منها سكان الإقليم، وذلك من أجل الرفع من عدد الخدمات ومؤشرات مردودية المركب الجراحي، فقمنا بحوالي 479 عملية جراحية لإزالة المياه البيضاء، إلى جانب أن هناك العديد من الإصلاحات على مستوى البنية التحتية، و استقدام العديد من المعدات الطبية.
وبخصوص النقص الحاد في الموارد البشرية في التخصصات الأساسية والحساسة، كالتوليد والقلب والأعصاب والمفاصل والعظام، أجاب ” مدير المستشفى”أن النقص هو أمر تعاني منه جل المستشفيات، مصرحا أن المستشفى يتوفر فقط على طبيب تخدير واحد يشتغل على مستوى إقليم النواصر كله، وأنه قريبا سيكون بالمستشفى طبيبة ولادة، و هناك مشروع لتوسعة المستشفى، ستموله المندوبية الجهوية للصحة بشراكة مع عمالة إقليم النواصر، و ستتحول طاقته الاستيعابية من 55 سرير إلى ما يفوق 130 سرير..
وعند سؤاله عن الفترة الزمنية لهذا المشروع، أجاب أنه لا يتوفر عليها..
وبالوقوف على موضوع الاختلالات الإدارية، نفى ” المنوني” مدير مستشفى “السمو ولي العهد الأمير مولاي الحسن” بدار بوعزة، أن يكون هناك أي اختلال إداري، وأن هذه التصريحات والشكايات تبقى مغلوطة وعارية عن الصحة..
و فيما يتعلق بالغياب غير المبرر للمساعدة الاجتماعية وتضرر النساء والأطفال ضحايا العنف منه، نفى ” لمنوني ” أيضا صحة ذلك و أن إدارة المستشفى لم تتوصل بأي شكاية مكتوبة تحمل معلومات عن صاحبها في الموضوع، مضيفا أنه ليس هناك أي تقرير سلبي في حق المساعدة الاجتماعية من طرف مرؤوسيها المباشرين، يفيد تغيبها المتكرر عن عملها بدون مبرر..
وفي ظل تهرب المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بإقليم النواصر من الإجابة عن تساؤلاتنا المشروعة، وعدم إجابة المدير الجهوي لوزارة الصحة بجهة الدار البيضاء- سطات، على اتصالات جريدة بلا قيود العديدة، للحصول على إجابات حول تساؤلات وشكايات جوهرية، سواء حول الخصاص الكبير في التخصصات التي تحتاجها الساكنة بشكل استعجالي، أو حول مدى انضباط إدارة المستشفى الإقليمي بدار بوعزة، للمعايير الصحية والتنظيمية.. تبقى المعاناة الصحية لساكنة المنطقة ، في تفاقم خطير وبشكل يومي؟
إن المدير الجهوي لوزارة الصحة بجهة الدار البيضاء –سطات ، من أدواره الأساسية، التفاعل الإيجابي مع معاناة الساكنة سواء المكتوبة والموجهة للجهات المعنية، أو المصرح بها لوسائل الإعلام..