مكناس .. فاعلون يتساءلون عن نوايا الجماعة في تنظيم اليوم الدراسي حول الاستراتيجية الثقافية
عبد العالي عبدربي
خرج المشاركون في اليوم الدراسي المنظم أخيرا بمقر القصر البلدي حمرية، من طرف جماعة مكناس حول اﻻستراتيجية الثقافية للمدينة، بانطباع مفاده أن هذه اﻷخيرة تُعِد طبخة في الخفاء من أجل الخروج بشركة يُعهد إليها بتدبير اﻷنشطة الثقافية بالمدينة، مستلهمين في ذلك تجربة احتضنتها العاصمة اﻻقتصادية، اعتبرها العديد من المتتبعين نموذجا صارخا للفشل في المهام التي أوكلت إليها، ومنها تلك المرتبطة بقطاع الرياضة.
مؤشرات كثيرة دفعت نحو تعزيز هذا الانطباع، منها الحضور المتميز للشركة التي أريد لها أن تكون نموذجا لما يُطبخ له، مع الإصرار على تقديم مسهب لما اعتبرته متدخلة باسم الشركة المذكورة نجاحات وعرض لمجالات تدخلها، حدث هذا في محطة عمل الورشات التي يُفترض أن يكون عملها موجها نحو الخروج بتوصيات تخدم الهدف الذي وضعه المنظمون. وليس تقديم عروض مفصلة. وﻻحظ مشاركون في أشغال اليوم الدراسي رغبة الجهة المنظمة في توجيه بعض التوصيات التي يُحتمل أنها أعدت سلفا، إلا أنها قدمت كما لو انها صادرة عن أشغال الورشات.
كل هذا جعل مشاركين استقت الجريدة آراءهم يتساءلون عن الإضافة التي ستقدمها شركة لقطاع الثقافة بمكناس تستلهم تجربة لن تزيد اﻷوضاع الثقافية بالعاصمة الاسماعيلية إلا استفحاﻻ، مؤكدين أنهم لسوا بحاجة إلى المزيد من التوصيات، التي نتوفر على كم وافر منها، منها ما وُضع على الرفوف منذ تجربة مكناس الكبرى التي ساهم فيها الجميع بحماس وحركية، وصولا إلى مرحلة التلاسن وتبادل اﻻتهمات بسرقة التوصيات في قطاعات تحتاج إلى العمل، كما لو أن خروج لقاء بتوصيات يُعتبر إنجازا ما بعده إنجاز.
ويذكر أن الوضع الثقافي بمكناس، يعرف اختلالات كثيرة من قبيل قلة استغلال المراكز الثقافية لدرجة اعتبرها البعض مراكز مسدودة، في حين يرى البعض الآخر أن المحسوبية تتحكم في منحها لهذه الجهة أو تلك، وهيمنة ثقافة الدعم، حيث يبقى دعم الجمعيات عبر تقديم منح من المجاﻻت التي تعرف محاباة وتوزيعا على أُسس حزبية، وكذا غياب استراتيجية للترويج للثقافة والفن داخل المدينة مع تسجيل غياب للمهنية في تنظيم اﻷنشطة الثقافية على قلتها، مع اﻹشارة هنا كذلك إلى التعامل التمييزي خاصة على مستوى تنظيم المهرجانات.
و أشار البعض إلى تنظيم مهرجانات نوعية، ربما حتى على المستوى الدولي، كمهرجان آلة القانون، لكنها في المقابل تُواجه بإجراءات تضايق عملها.
ويرمي المنظمون من وراء هذا اليوم الدراسي، إلى الخروج بتوصيات كفيلة بتعزيز وتقوية حضور الأنشطة الثقافية والفنية بمكناس، وذلك من خلال الانفتاح على مجموعة من الخبراء و المسؤولين في مجال الثقافة والإبداع والاقتصاد و منتمين لهيئات جمعوية و مؤسسات عمومية وشبه عمومية وخاصة، وذوي الاختصاص في المجال، الذين قدموا بأرضيات خلال عمل الورشات، ومكنت الحاضرين من الوقوف على موضوع هذا اليوم الدراسي من مختلف جوانبه.
ولأجل ذلك، انتظم المشاركون في ثلاث ورشات: ورشة السياسة الثقافية، ورشة برنامج ثقافي موحد بالمدينة ودور المراكز الثقافية، وأخيرا ورشة الثقافة والتنمية.