لا كرامة لعربي في زمن الوهن -الجزء الأول-

لا كرامة لعربي في زمن الوهن -الجزء الأول-
أحمد المعطاوي

1.
من لم يعرف أن الكرم من شيم العرب،
فهو جاهل أو حسود،
وورث المغربي العربي وقال:
يا أيها الناس علمنا الكرم.. وأوتينا الكرامة،
ومن لم يصدق فهو حقود،
فخلف العرب خلف، إتبع الخلف الشهوات
فأضاع الكرم.. ثم باع تحت جنح ظلام
الخوف والجوع والجهل ما أوتي من كرامة ،
لماذا أضاع الشقي الكرم، وباع المسكين الكرامة؟
.. ويبقى لا كرامة لعربي في زمن الوهن.

2.
في الوطن العربي الغني بالنفيس والناس، أنظر
ماذا أصبحت عليه كرامتي -أنا الإنسان العربي-
إنها أصبحت أصفار عز على اليسار..
فما غرك، يا من ضيع كرامة الجين الأصيل
في الوطن العربي الجميل، ف”يا عيب الشوم عليك”،
أنظر كيف ضيعت تلك السامية من أزهار الآس
.. ويبقى لا كرامة لعربي في زمن الوهن.

3.
كأحمد من الناس، كشاعر مجنون بها
بالحنق ملآى، أتتني تؤنبني إنها الكرامة
تقول:كيف لا تبكي بعين لا تراني بها، وأنا
التي كم آمنتك من خوف وكم أطعمتك من جوع
وإني أراك تنساني، وقد كنت بي شجاع القلب،
وبالغ الصولة والصولجان، فمن أنت الآن؟
أنت مجرد ذكرى، في عقل تاريخك المر
أنت جرح غائر، ويا له من جرح لا يداوى
وأراك قد طوقك البأس الشديد واليأس
وأراك أصابك جدا الوهن، وصرت كالشريد
وإن على ثراك الشريف، وكأنك بلا وطن
لقد مات أبي: الجين الأبي، يا سيدتي، وصار
البعيد يتجهمني، ويسوسني عنوة وبكل عنف،
بعدما كان يخشاني، ولقد سادني كل هذا الشقاء
وكل شقي، بحبي للدنيا وبكراهيتي للموت
.. ويبقى لا كرامة لعربي في زمن الوهن

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *