شركة الإتصالات أورنج تلتحقُ بجوقة المغردين خارج السرب, وتفرض على عملائها دارجة سخيفة عنوة…

شركة الإتصالات أورنج تلتحقُ بجوقة المغردين خارج السرب, وتفرض على عملائها دارجة سخيفة  عنوة…

إبراهيم عقبة

المتتبع للوضع العام الذي تتعرض له اللغة العربية بالمغرب بالخصوص يكاد يجزم بأن هناك حملة منظمة عابرة للقارات تسخر لها كل الإمكانات للقضاء على اللغة العربية ولجعل المغاربة ينسلخون عن أحد أهم الركائز التي تعتمد عليها الشعوب في النهوض بتقدم بلدانها…

وإذا كانت الأمم المتحدة قد صنفت اللغة العربية على أنها الرابعة عالميا ,حيث يعود الاحتفال باللغة العربية إلى إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 المؤرخ في 18 ديسمبر 1973، القاضي بإدخالها ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في المنظمة الدولية بعد مقترح تقدمت به كل من المغرب والسعودية وليبيا، خلال الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو.. فإن هناك أطرافا من الذين ينوبون عن فرنسا داخل بلادنا يقومون بهجمة شرسة ضد اللغة العربية ويحاربون كل إصلاح يمكن من خلاله التشبث باللغة الأصلية.. وليس هذا فحسب, فحتى وزير التعليم العالي عندما قال بأن اللغة الفرنسية غير مقبولة عالميا وبأن اللغة الثانية يجب أن تكون اللغة الانجليزية تمت محاربته..

وكلما شعرت الجهات المعادية للغة العربية بأنها تدخل عالمهم إلا وازداد غيظهم وكشروا عن أنيابهم وأخذتهم الهيستيريا والحمى وبدأوا يفكرون في حلول أخرى لجعل الشعب المغربي ينسلخ عن هويته ولا أدل على ذلك الأطروحة التي نوقشت مؤخرا باللغة العربية بكلية الطب بالبيضاء مما جعلها تنهي احتكار اللغة الفرنسية لعالم الطب..

 وقد تزايدت في الآونة الأخيرة الرسائل والأبحاث العلمية التي تناقش في كليات الطب المغربية باللغة العربية، على الرغم من أن اللغة المعتادة في تلك الكليات هي الفرنسية
واحتضنت كلية الطب بالرباط، قبل أيام، واحدة من تلك المناقشات، التي شهدت حضوراً مكثفاً لمتابعة أطروحة (رسالة) الدكتوراة، التي تقدم بها الطبيب عدنان العلوي الإسماعيلي، حول موضوع "الطب المجتمعي والصحة العمومية". وفي هذا الصدد يقول : رئيس جمعية تعزيز اللغة الوطنية أحمد عزيز بوصفيحة، والعضو بـ"الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية" ، قال إن التجربة أثبتت ميل الطلبة نحو اللغة العربية، وأنها الأقرب بالنسبة إليهم، متسائلاً: "لا أفهم لماذا لا يزال على الطالب المغربي أن يدرس الطب باللغة الفرنسية؟". 

ويأمل أساتذة الطب المشرفون على هذه الأطروحات، جعل تدريس العلوم الصحية منسجماً مع اللغة الرسمية، وأن يعمل هذا التوجه على زيادة مهارات الفهم لدى الطلبة، وتسهيل التواصل بين الطبيب الخريج والمرضى

هذا النجاح يقابل بتسخير الذين يتكلمون بالوكالة عن فرنسا بأن الأمر خطر.. وعليهم محاربة هذا الوضع من أجل طمس هوية الشعب المغربي..

وهكذا مع بداية السنة الحالية لاتكاد تتصل على رقم تابع لشركة الإتصالات "أورنج" إلا واستمعت عنوة إلى رسالة تتكلم بدارجة أقل ما يقال عنها أنها تمثل قمة السخافة, أمام مرأى ومسمع من الدولة.. حيث يستمع المتصل عنوة إلى عبارة " بغتي تسمع لعيط ليك هذ الرنة اضغط…" إنها قمة التحقير للشعب له تاريخه, وكأنها تخاطب مجموعة من البدو غير المتعلمين مع كامل الأسف هذه الدارجة التي لها أذنابها يدافعون عنها باستماتة من أمثال المدعو "عيوش" الذي يكافؤ بالمناصب وتسند إليه ضمن لجنة تحديد الإطار اللغوي العام للبلاد.. وقد سبق وأن أكد "فؤاد بوعلي" رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية على أن العامية التي تم اعتمادها في القاموس الصادر عن المدعو "عيوش" ليست "بعامية المغاربة ولكنها عامية العلب الليلية والحانات.. وذلك لتضمنها مجموعة من الألفاظ النابية".

ويحق لنا أن نتسائل؟ إذا اصبح أبناء الشعب المغربي لايتقنون اللغة العربية , فكيف السبيل للتعامل مع محركات البحت عبر الإنترنت حيث لاتجد للدارجة مكانا داخل عالم المعلوميات؟؟ وهذا أقل الأشياء؟ ثم ما هو السبيل للتواصل مع العالم العربي ككل؟؟ إن الشعوب لا تنهض إلا بلغتها, وهذا لا يعني عدم تعلم اللغات الأخرى , بل العكس, فتعلم اللغات الأخرى وخاصة الإنجليزية اصبح ضرورة ملحة دون التفريض في اللغة الأصلية للبلاد التي لابديل عنها.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *