سيدي بنور.. عندما تتحول عملية صرف منح برنامج التيسير إلى “نقمة”

سيدي بنور.. عندما تتحول عملية صرف منح برنامج التيسير إلى “نقمة”
سجيد عبد الواحد

لم تشفع تداعيات مخلفات آثار الجفاف للسنوات الفلاحية الفارطة وانعكاسها السلبي على الحياة اليومية لساكنة العالم القروي وماشيتهم لدى الجهات المسؤولة للتفكير الجدي لتسهيل عملية صرف منحة برنامج التيسير؟

فكلما انطلقت هذه العملية تنطلق معها معاناة المستفيدين بداية من التنقلات المتعددة والغير المبررة من دواوير العالم القروي إلى مدينة سيي بنور، مع ما يكلف ذلك من المصاريف المادية و المشاق في غياب وسائل التنقل ببعض الخطوط التي تربط هذه الدواوير بمدينة سيدي بنور، إضافة إلى الازدحام و الاختناق والاحتقان و التدافع أمام وكالات الصرف للتسابق من أجل الحصول على المراتب المتقدمة خوفا من الرجوع في اليوم الموالي، وأحيانا يتولد على ذلك الخلافات والملاسنات بين المستفيدين لغياب أي وسيلة تنظم العملية.

والادهى من هذا، أن أكثر المقبلين على وكالات صرف المنحة، هن نساء يتركن أشغال بيوتهن ورعاية أبنائهن ليرابطن أمام هذه الوكالات طيلة اليوم للحصول على منحة لاتساوي المشاق المادية و المعنوية التي يتكبدنها، مما اعتبره البعض إدلالا لشريحة مهمة من سكان العالم القروي التي تعد اللبنة الأولى في توفير الغداء اليومي للانسان وتربية الناشئة.

يقع هذا في عصر التكنولوجيا المعلوماتية و الرقمية و الاستراتيجيات الحديثة في تدبير المشاريع وتسيير الشأن العام في ظروف تطبعها الجودة و الحكامة، فما هو المانع من توزيع هذه المنح على مستحقيها في دواويرهم او المؤسسات التعليمية المنتمين إليها في إطار تقريب الخدمات من السكان ،أو برمجة المواعيد على المستفيدين تلافيا لاجترار التنقلات و الاختناق وبالتالي التخفيف عن المستخدمين المختصين بعمليات الأداء من ضنك الازدحام.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *