سطات.. مطالب بمحاربة سقي الخضروات و كلأ الأنعام من المياه العادمة

وإذا كانت سياسة السدود التلية ناجعة وبدأت تعطي ثمارها بإقليم سطات من حيث الحماية من الفيضانات وأخطار عديدة.. فإن مجرى واد بوموسى الذي تمر قنواته وسط المدينة في اتجاه المدخل الجنوبي لجماعة سيدي العايدي ،لا زال يشكل عائقا، بل ينتظر تدخل المسؤولين لمحاربة ظاهرة تغيير مجرى المياه العادمة القادمة عبر قنوات الصرف الصحي للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء للشاوية ،إذ يعمد العشرات من الفلاحين إلى تغيير مجرى المياه العادمة على مستوى قناة الصرف الصحي في تحد سافر، مما يؤدي إلى تجمع هذه المياه العادمة التي تصبح ملوثة وآسنة بهدف سقي الأراضي الفلاحية على امتداد مجرى الوادي سواء منها المخصصة للزارعة أو سقي الخضر والرعي وذلك بوضع أكياس بلاستيكية وحواجز من الأتربة واستعمال مضخات لضخ المياه الخاصة بالسقي ،الشيء الذي جعل الفعاليات المنتخبة تطالب بتفعيل محطة معالجة المياه العادمة المتواجدة بالمدخل الشمالي لمدينة سطات التي توقفت خدماتها لتقوم بمهمتها التي أنشأت من أجلها وبالتالي الحد من هذه الكوارث التي باتت تهدد المنتوجات الغذائية من خلال لحوم الأبقار والمواشي وكذا الحليب ومشتقاته، نتيجة تناولها تلك الأعلاف المسقية من المياه المشبعة بالمواد الكيماوية الخطيرة، في غياب أي رادع من الجهات المسؤولة التي عهد إليها بعملية المراقبة وحماية المواطنين من كل خطر، سواء سلطات أو مكتب السلامة الصحية والمنتجات الغذائية..

وللحد من انتشار المياه العادمة، قامت إحدى الشركات بالمنطقة الصناعية مؤخرا بإنشاء محطة لمعالجة المياه الملوثة عبر إعادة معالجة كميات هائلة من المياه المستعملة في الصناعة والتي كانت تفرغ في المجال الطبيعي ،وإعادة تدويرها بغية استعمالها في سقي المساحات الخضراء بالمدينة وضواحيها في انتظار أن تحدو باقي المعامل والشركات بالمنطقة الصناعية حدوها رأفة بالمواطنين الذين يتطلعون الى العيش وسط بيئة سليمة من جهة والحفاظ على البنية التحتية لقنوات واد بو موسى التي خصصت لاستقبال مياه الأمطار وليس المياه العادمة التي تحمل نفايات سامة ويتم استعمالها من طرف بعض الفلاحين في السقي لإنتاج خضر مشبعة بالسموم وعرضها للبيع في الأسواق.