السعار الذي اصاب الحمارة جراء اغتصاب جماعي مؤخرا

السعار الذي اصاب الحمارة  جراء اغتصاب جماعي مؤخرا

موضوع الدابة أو “الحمارة” التي أثير مؤخرا حول اغتصاب جماعي تعرضت له من قبل فئة من الشباب، وقد قيل أنهم تعرضوا لبعض الأمراض… لكن سوف أتناول الموضوع من زاوية أخرى علمية نفسية سيكوسولوجية..

يعتبر موضوع الجنس من الطابوهات أو المسكوت عنه في مجتمعنا العربي عامة و المغربي خاصة لأسباب عدة قد تكون سيكوسوسيولوجية أو دينية  ،أو عرفية..

اختلف مع من قالوا أن هؤلاء الأطفال أصيبوا بداء السعار  جراء ممارستهم  الجنس على حمارة، ابدا، فهم مسعورون اصلا ،يعني ان الحمارة لم تكن قط مسعورة و إنما العدوى اصابتها من هؤلاء، ولم لا ؟ و هؤلاء القاصرون نتاج لسعار اجتماعي ،نفسي،سلوكي..

ومن جهة ثانية اخرى أتفق مع الذين اشادوا بضرورة تكثيف الجهود لمحاربة هذه الآفة التي تنعكس سلبا على مجتمع برمته ،

 فحين نتحدث عن التربية الجنسية و ضرورة تفعيلها في مجتمعنا هذا ليس عارا أو عيبا و إنما هو تقويما لسلوكات بشرية ، باعتبار هذه التربية  ذلك النوع من التربية التي تمتد للفرد بالمعلومات العلمية والخبرات الصالحة والاتجاهات السليمة ، إزاء المسائل الجنسية بقدر مايسمح به نموه الجنسي والعقلي والانفعالي في إطار التعاليم الدينية والمعايير الاجتماعية والقيم الأخلاقية السائدة في المجتمع ، مما يؤهله لحسن التوافق السليم في مواقف التربية الجنسية التي تمكنه من مواجهة مشكلاته الجنسية في الحاضر والمستقبل مواجهة واقعية تؤدي إلى الصحة النفسية.

فالدافع الجنسي مثله مثل الدوافع البشرية الأخرى التي يسعى الإنسان لاشباعها كالشراب و الاكل  

إذن لم الحرج في الحديث عن ذلك ؟

هناك من يدعو لضرورة اعتماد التربية الجنسية كمادة تلقن في الصفوف الدراسية جميل جدا ،لكن الأجمل هو أن تلقن داخل البيوت و في سن مبكرة لدى الأطفال، لأن التربية كيفما كانت تلقن منذ الولادة ،يعني لا ننتظر بلوغ أطفالنا سن المراهقة لتوعيتهم ..

قد يختلف بعض الأشخاص معي في موقفي هذا ،لكن لنتأكد جميعا ان التربية الجنسية   لا تعني قط تلقين الطفل أو الفرد طريقة ممارسته الجنس ، أبدا، و إنما كما سلف الذكر معرفته بالقواعد التنظيمية للسلوك الجنسي..

لكن للأسف فاقد الشيء لا يعطيه ، كيف لبعض الآباء أن ينجحوا في هذا و هم يجهلون أسس هذه التربية. فعجز فئة من الآباء عن هذه المعرفة هو ما يؤدي إلى الانحراف الجنسي لدى الأطفال و المراهقين ،ناهيك ان موضوعا كالجنس يظل مسكوت عنه في الأسر المغربية ،بل العربية على العموم .

لنعتبر التربية الجنسية مرحلة متكاملة بين الأسرة و المدرسة، و لنجعل الثقافة الجنسية جزءا لا يتجزؤ من العملية التعليمية التعلمية .

نحن في حاجة ماسة لفرد سوي ،جدير بنا ان نجعل من أطفالنا أشخاصا سويين في المجتمع ،،

لا بد من تكاثف كل فعاليات المجتمع من مؤسسات تعليمية، مجتمع مدني،مجالس علمية ،جمعيات .. لإنقاذ العديد من الأسر المغربية ليس من العوز المادي و إنما من العوز الفكري  و ذلك بوضع برامج تأطيرية لنواة الأسرة المغربية ألا و هي الأم المغربية ، فكما قال الشاعر :

الأم مدرسة إذا اعددتها       أعددت شعبا طيب الاعراق   

حسناء أم عبد الله أستاذة تابعة لوزارة التربية الوطنية

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *