الزهايمر، تعريفه، مضاعفاته، بعض طرق العلاج منه

الزهايمر، تعريفه، مضاعفاته، بعض طرق العلاج منه

أسماء خيرهم الهاشمي

…كان بيننا النموذج والقدوة الحسنة والحكمة، تجاوز الثمانين سنة، وما زال يرتل القرآن الكريم صباحا ومساء بدون خطأ أو نسيان، إلى أن فاجأنا يوما بعدم استطاعته التوجه إلى الحمام،ونسيانه الكثير من الأشياء البسيطة وبعض الأشخاص أيضا، وإعادته للأحداث القديمة عدة مرات، والعصبية والصراخ، وينسى أنه أكل الوجبة ويطلبها عدة مرات.

إنه هو … ألزهايمر

هو مرض اكتشفه العالم الألماني (1864-1915) الطبيب (ألويس ألزهايمر) أطلق عليه اسمه سنة 1906 كان دكتوراً في الطب النفسي وطب الأعصاب بمستشفى للأمراض العقلية والعصبية بمدينة فرانكفورت وكان أيضاً رئيساً لمختبر التشريح : فقد اكتشف هذا المرض سنة 1901 لمريضة ألمانية تبلغ من العمر 51 سنة اسمها (أوغست ديكر) التي كانت تتعالج عنده لمدة خمس سنوات في عيادته الخاصة لعلاج الطب النفسي والأمراض العصبية بمدينة ميونيخ، لما توفيت السيدة (أوغست ديكر)، قرر الدكتور ألزهايمر بتشريح دماغها، حيث اكتشف عدة مشاكل على مستوى الدماغ، فقد وجد تشابك في الأعصاب الليفية مما جعله يقوم بأبحاث لمعرفة حقيقة هذا المرض الذي لم يكن يعرفه من قبل، فطور أبحاثه ليصل إلى تفصيل دقيق للمرض الذي سمي باسمه الزهايمر.

فينتشر هذا المرض بنسبة كبيرة للفئة العمرية الخامسة والستين فما فوق من (%2 إلى %4) وتصاب به الإناث أكثر من الذكور ويكثر بالوراثة (أقارب الدرجة الأولى).

الزهايمر هو مجموعة من الاضطرابات الدماغية التي تدمر الوظائف الذهنية التي تسبب للمريض صعوبات في تذكر الأشياء حيث يفقد الذاكرة بشكل تدريجي ويتفاقم مما يؤثر عليه سلبياً في مزاولة حياته الطبيعية والعملية. وذلك بسبب الانتكاس المعرفي والعاطفي كما انتكاس الحواس، فيتعرض لخلل حركي في الشم والسمع وحتى البلع. إنه حياة خارج دائرة الحياةإنه موت تدريجي، بحيث ان الانسان يعيش الموت قبل ان يموت.

إنه يسرق من المريض حياته وهويته وقدرته على التواصل وعلى الكلام والتفكير، ويجعل المريض لا يعرف من هو ولا يعرف الناس الذين كان يتواصل معهم.

من أسباب الإصابة بهذا المرض الخطير: التقدم في العمر والعوامل الوراثية وكذلك تأثير نمط الحياة والبيئة على الدماغ على المدى البعيد، كما يرى العلماء أن هناك أسباب غير معروفة.

ومن أعراض هذاالمرض ، بعض الهلاوس والتخيلات التي ليس لها أساس من الصحة مثل تخيله أن انسان سيقوم بقتله أوسرقته وكذلك كثرة النسيان والشرود ولا مبالاة والانعزال وبعض التقلبات المزاجية وسرعة التهيج والعدوانية وعدم الثقة في الاخرين،وإخفاء الطعام في بعض الأماكن،وفي بعض الحالات من المرحلة الأولى يستطيع المريض الحفاظ على بعض المهارات كالقراءة ورواية قصص والذكريات القديمة، كما يمكنه القيام ببعض الأعمال اليدوية لأن جزء من المخ الذي يخزن المعلومات يتأثر تدريجيا مع تطور المرض ولهذا يمكننا أن نستغل هذه المرحلة المعتدلة في المرض إلى المحافظة على قدراته للتمكن من مزاولة بعض المهارات الحياتية بشكل جيد ومقبول. من الفحوصات المساعدة لتشخيص مرض الزهايمر هو فحص الدم حيث تصل دقته إلى90 في المئة وكذلك هناك إختبارات طبيب (اختصاصي طب الأعصاب) أو طبيب علاج كبار السن (اختصاصي طب الشيخوخة) حيث يقوم بعدة اختبارات لتحديد مدى ضعف الذاكرة والقدرة على العمل في الحياة اليومية. وكذلك هنالك اختبارات معملية كتصوير الدماغ للتأكد من أن ليس هناك أمراض مشابهة الأعراض .

ثم هناك الاختبارات العصبية النفسية وكذلك اختبارالحالة العقلية لتحديد درجة القصور الإدراكي. كما أن هناك تصوير بالرنين المغناطيسي للمخ والتصوير المقطعي للكشف عن تجمعات بروتينات اميلويد لويحات مرتبطة بخرف ألزهايمر، والتصوير المقطعي المحوسب الذي يبين صورمقطعية للدماغ. فالباحثون والعلماء يحاولون إيجاد وسائل أخرى تشخيصية لاكتشاف مرض ألزهايمر مبكرا للحد من تفاقم المرض وتقديم بعض العلاجات الدوائية للتخفيف من حدة المرض.

هناك نوعين من العقاقير لعلاج الأعراض المعرفية (الكولينشيراز)(والميمانتين تاميدا) وفي بعض الحالات توصف أدوية لأغراض سلوكية والإكتئاب الذي يصاحب مرضى ألزهايمر. يقوم الأطباء بوضع خطط ومهارات لتساعد المريض ومن يقومون برعايته.

يجب على المريض اتخاذ القرارات المستقبلية قبل تفاقم المرض، لأن ذاكرة مريض ألزهايمر تكون دقيقة والذاكرة الحديثة تنعدم تقريبا والتعلم القريب يصعب عليه لأن هناك خلايا في الدماغ مسؤولة عن الذاكرة اسمها اللجين تم تشخيصها بالوسائل الدقيقة التي تبين نسبة استهلاك الأكسجين في الخلايا الدماغية.

للوقاية من مرض ألزهايمر على المريض تنمية ذاكرته بالقراءة والحفظ ،حيث تتأثر حجم الخلايا العصبية ويكون عددها أكبر ونشاطها أكثر. وكذلك الرياضة مع الأكل الصحي والمفيد للجسم.

على عائلة المريض معرفة المرض والمراحل التي يصل إليها. والتناوب على مساعدة المريض لتجنب الارهاق والضغوطات النفسية. كما أن زيارة الأقرباء والأطفال يساعد مريض ألزهايمر على التحسن مع تجنب زيارة الأشخاص الغرباء وتكون الزيارات محدودة حتى لانرهقه.

كما يجب استخدام لغة الاشارة البسيطة لمساعدة المريض على الفهم. وعدم الضحك عليه إذا أخطأ في المسميات أو نسي شيئا ما. ومن الواجب علينا عدم التأفف من المريض أو مخاطبته بكلام قاس إذا أهمل العناية الذاتية بل علينا أن نساعده في ذلك بالإبتسامة وتهوين الأمر عليه إذا تبرز عن نفسه أو تبول. وفي حالة غضبه أو هيجانه لابد من تهدأته وعدم الرد عليه بنفس النبرة بل ملاطفته وتغيير الموضوع الذي أثاره أو تقديم له بعض الطعام يشغله عن الموضوع مع استخدام كلمات لطيفة لمخاطبته.

أحيانا نجد المريض يحكي حكاية لعشرات المرات فما علينا فعله هو الإنصات له والابتسامة له، فهذا يساعده على تحسين نفسيته وإذا كرر السؤال عن شيء وأجبته وكرر مرة ثانية وثالثة علينا أن نغير الموضوع بلطف حتى لا يحس بذلك.

ففي المراحل الأولى للمرض يكون مريض ألزهايمر على وعي مما حوله، و لهذا علينا تجنب الحديث عنه وعن حالته مع الاخرين أمامه حتى لا يصيبه الاكتئاب الداخلي.

للمسنين حقوق وواجبات يجب علي كل دولة من تطبيقها في قوانينها، فأولها توفير العلاج والعناية المناسبة لهم كما أوصانا عليه ديننا الحنيف من قيم وتعاليم دينية ، تحثنا على البر بالوالدين واحترام سنهم والاستفادة من خبرتهم في الحياة وتوفير لهم جميع التسهيلات والمساعدات والجو العائلي .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *