الديمقراطية الغربية واقع معاش و تحقيقها في الشرق ضرب من المحال

الديمقراطية الغربية واقع معاش و تحقيقها في الشرق ضرب من المحال
ذ : علي او عمو

لما غابت الديمقراطية عن العالم التقليدي (العالم الثالث) أخذ يتهم الدول الغربية بالهيمنة و بسط النفوذ وعدم وفائها للحكم الديمقراطي التي تدعيه..

إن العالم الغربي عموما و بعضا من العالم الشرقي تربى منذ القدم على الديمقراطية الحقيقية، فالشعب هو الذي يحكم نفسه بنفسه عن طريق انتخابات نزيهة و شفافة ، خالية من أي شبهات تذكر، لا في شكلها و لا في مضمونها ، فإذا تأملنا مليا في عدد رؤساء أمريكا الذين تعاقبوا على الحكم منذ استقلالها ، يتضح لنا جليا أن أمريكا دولة ديمقراطية بامتياز ، و إذا راجعنا تاريخ إسرائيل ” العدو الوهمي ” للعرب نجد أنه شعب ديمقراطي رغم أنوفنا، فلنحص عدد رؤسائهم الذين توالوا على الحكم منذ نكبة الفلسطينيين ، لقد جاء هؤلاء بواسطة اختيار شعبي نزيه و شفاف، و كل ما ينطبق على أمريكا و إسرائيل في مجال الديمقراطية و حقوق الإنسان يسري على جميع الدول الغربية و بدون استثناء.

لقد عاشت هذه الشعوب في كنف الديمقراطية و حرية الرأي و التفكير ، و تربى أبناؤها على ذلك جيلا بعد جيل، فصنعوا لأنفسهم مجدا و عزة وكرامة ، و بقي العالم المتأخر يرزح تحت نير الديكتاتورية المقيتة، فظلت شعوبه تتجرع مرارة الفقر و التهميش و القمع و التجويع و الأمية و غيرها من أنواع المذلة و القهر و الدناءة؟

إنها سياسة خالية من أية رؤية مستقبلية للشعوب المنهوكة اللهم السعي الحثيث من الساهرين على شأنها للخلود على كراسيهم حتى أن يلقوا ربهم معززين مكرمين يعيشون في بحبوحة من العيش لا يبالون بالمحرومين من شعوبهم لأن تفقيرهم و تجهيلهم هو سر بقائهم، و كل معارض للوضع مآله تلفيق التهم تارة بالإرهاب و تارة أخرى بالتطرف الديني..

و حامي هؤلاء هي أمريكا و الغرب عموما، لأن مصالحها مرتبطة ببقائهم و وجودهم في هرم التسيير و التدبير ..

و هنا تتهم الشعوب المتأخرة الغرب بعدم احترام الديمقراطية و حقوق الإنسان ناسية أنها تمارسها في بلدانها إيمانا منها أن الديمقراطية داخل بلدانها هو السبيل الوحيد للرقي و التقدم و تحقيق أهداف شعوبها و ضمان حقوقهم في الحياة الكريمة و العيش الرغيد..

و نافلة القول: إن الشعوب الغربية عاشت و لازالت تعيش في ظل ديمقراطية حقيقية لا تشوبها شائبة، و قد ضمن لها الساهرون على تدبير شؤونها كل مقومات العيش الكريم من عدالة اجتماعية و حرية في الرأي و التعبير عنه…

و لهذا أصبحت سادة الشعوب و رائدتها و ستبقى كذلك لأنها أدركت و منذ القدم أن التنمية لا تتحقق إلا بالاستثمار في مواردها البشرية التي هي كنز كل الشعوب الحرة الأبية…

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *