الحوز.. دوار تفكاغت جماعة أمغراس المنكوب بدون مياه الشرب ولا مكان لقضاء الحاجة
بلا قيود
لازال سكان دوار تفكاغت جماعة أمغراس إقليم الحوز يعانون من نقص بعض الخدمات التي تعتبر من أدنى أبجديات الحياة؟
هذا الدوار المنكوب كغيره من المناطق التي ضربها الزلزال، و فقد 107 شخصا كلهم قضوا في الزلزال، مع انهيار كامل للدوار .. ولئن كان هذا قضاء الله وقدره، ولا أحد من البشر يستطيع إرجاع الأرواح، فإن توفير الحد الأدنى من ظروف العيش الكريم يتحملها المسؤولون وكل من يستطيع إلى ذلك سبيلا.
وحتى لا نعمق الجراح، فنترك التفاصيل التي عاشها ساكنة الدوار بعد الفاجعة، ونركز على الوضع الحالي:
في اتصال هاتفي أجراه بعض الساكنة مع صحيفة بلا قيود مساء اليوم الأحد، الذين أكدوا أن أكثر من 300 شخص بدون ماء الشروب، والمتوفر من قارورات المياه التي جاء بها المتطوعون، لا تكفي سوى 10% من الساكنة، وأن قرابة 90% ليس لها ماء الشروب، وأن الخزان الذي وفرته الجماعة انتهى مدة من الزمن، والشاحنة التي تحمل صهريجا التابعة للجماعة أتمت حمولتها وظلت متوقفة، وهو السؤال المحير، فبدل من أن يذهب السائق لجلب المياه، ظلت متوقفة بجانب الخيام؟ هذه المادة التي لايمكن الحياة بدونها، ولا تحتمل التماطل في توفيرها للساكنة؟
وليس مياه الشرب فقط، فهناك نسوة، وأطفال صغار لا يجدون مكانا لقضاء الحاجة، مما يتطلب توفير مراحيض متنقلة، أو العمل على حفر مكان يمكنه استيعاب حاجيات المتضررين، فمن العيب ترك الناس بدون خدمات تعتبر من ضرورات الحياة؟ والناس هناك عاشوا قبل الزلزال، ويعيشون وضعا يسوده الأدب واحترام العائلة، ولا يمكنهم تحمل وضع لا يجدون معه مكانا لقضاء الحاجة؟
بدورها المخلفات، من الأكل و غيره تنتشر بشكل كبير، فبعد رائحة البهائم والأغنام التي نفقت جراء الزلزال، تجد الساكنة نفسها أمام انتشار الأزبال، والنفايات والتي تتفاقم رائحتها كلما ظلت في مكانها، مما يتطلب معه التدخل لتوفير شاحنة ولو في ظرف ثلاثة أيام على الأقل لنقل تلك النفايات والمخلفات الناتجة عن الأكل والاستعمال الحالي.
الحمل ثقيل على السلطات، وهذا لا يشك فيه أحد، لكن كذلك الساكنة لا تريد وضعا من خمسة نجوم، فهي تطلب أدنى أبجديات ظروف العيش، ماء الشروب، مرحاض أو إنشاء حفر بعيدة من الخيام المنصوبة، ونقل الأزبال و لو مرتين في الأسبوع على الأقل حفاظا على وضع بيئي سليم..
السكان أكدوا للجريدة، أن عامل الإقليم ومعه العديد من رجال السلطة ورئيس الجماعة، زاروا دوار تفكاغت جماعة أمغراس بعد زوال يوم أمس السبت، وأعطى تعليماته لرئيس الجماعة بأن يقوم بواجبه في توفير ضروريات الساكنة، لأن الجماعة حصلت على الدعم – حسب ما صرح به أحد الساكنة أن عامل الإقليم قالها لرئيس الجماعة – إلا أنه لا شيء حصل إلى حدود كتابة هذه الأسطر من مساء اليوم الأحد..
و أمام هذا الوضع الصعب، يناشد السكان كل الجهات المسؤولة التدخل العاجل والفوري لتوفير ولو الحد الأدنى من ضروريات الحياة الملحة، رأفة ورحمة بالساكنة المحاصرة والمعزولة..
وقد أكد أحد السكان للجريد، أنه لولا التضامن من قبل المواطنين لكان الوضع أشد إيلاما للساكنة..