الجديدة: عندما يمارس موظف أو مسؤول البلطجة ؟
بلاقيود :
ظاهرة خطيرة وغريبة جدا يمارسها بعض الموظفين أو المسؤولين الذين تعودوا على الإصطياد في الماء العكر، و العيش من الإبتزاز، فما إن تقترب منهم وتضربهم في الجهة التي توجعهم حتى تثور ثائرتهم ويستعملون ضدك كل الأسلحة غير المشروعة، فعندما تمارس وظيفتك كصحفي وتكتب على جهة معينة فالقانون واضح لاغبار عليه، القضاء كفيل بإنصاف المتضرر من تلك الكتابات التي لاتستند على دليل..
المشكل أن الميدان الوحيد في هذا البلد الذي يعرف تسيب وفوضى هو الصحافة، كل من هب وذب أصبح صحفي، يكفي إنشاء موقع إلكتروني وهاهو يعلن نفسه صحفي، والسمة البارزة للبعض منهم ممارسة الإبتزاز ومنهم من أصبح “شاعرا” يقول “الشعر” في حق المسؤولين لكسب ودهم والتقرب منهم، ومنهم من يريد تطبيق قولة أولئك الشعراء الذين كانوا يمدحون سيف الدولة ويقول لحاشيته: “اعطوه ألف دينار” وهناك من يقدم الخدمات تلوى الأخرى رغم أنها لم تطلب منه.. “كاري حنك” وخفي عليهم أن الدائرة ستدور عليهم.. وهذا كله طبعا ماكان له أن يستمر لولا مساهمة المسؤولين في ذلك، لأنه عندما يتقدم أمامك شخص لايتوفر على صفة الصحفي المنهي ويقوم بالتصوير العلاني ويعطيه تصريح دون أن يكون مخولا لذلك أو لديه الترخيص من الجهات المختصة فهنا نقول: أن الإدارة المغربية لها يد في ذلك.. والمسؤولين لم يقوموا بواجبهم
مناسبة هذا الكلام :
أنه عندما يقف صحفي مهني لايخاف في الله لومة لائم أمام إدارة معينة للحصول على حقه المشروع في المعلومة طبقا للمادة 6 من قانون الصحافة والنشر رقم 88/13 بحيث تنص المادة 6 على أنه: ” يحق للصحافيات وللصحفيين ولهيئات ومؤسسات الصحافة الولوج إلى مصادر الخبر والحصول على المعلومات من مختلف المصادر… تلتزم الإدارة العمومية والمؤسسات المنتخبة والهيئات المكلفة بمهام المرفق العام بتمكين الصحافي من الحصول على المعلومات وفق الآجال المقررة قانونا تحت طائلة الجزاءات المنصوص عليها في التشريع الجاري به العمل”
فعندما يقف أمام جهة معينة في إطار عمله فلا يميزون بينه وبين “الشعراء” الذين ينشدون لهم “الشعر” أو الذين تعودوا على ممارسة الإبتزاز… هنا يقع المشكل، وعندما يقوم الصحفي المهني بعمله تثور ثائرة تلك الجهة التي لاتقبل النقد، ويزيد من اشتعالها أصحاب الحسنات المنتحلين لصفة الصحفي بحيث يريد التقرب منهم على حساب المهنية..
ما وقع مؤخرا يصب في هذا الإتجاه، كانت هناك عمليات تجري بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس تتعلق بتسليم عدد هائل من الشهادات الطبية مجاملة وكان ضحاياها بالآلاف كتبنا في الموضوع لم يقع لنا ملل وبعد فترة من الزمن تدخلت ادارة المستشفى – مشكورة على خطوتها -ووضعت حدا للعربدة التي كان ينهجها بعض عديمي الضمير وهم قلة طبعا لأن هناك عدد من الطبيبات والأطباء لايسلمون الشهادة الطبية إلا لمستحقيها مهما كانت المساومة.. وهكذا بعد أن أصبح أطباء قسم المستعجلات ليس من حقهم إعطاء الشهادات الطبية، بدأنا نتلقى وابلا من السب البذيء والشتم و التهديد والوعيد من قبل أحد الأطباء المعروف لدى الجميع بما كان يقومه به في قسم المستعجلات..
القضية الأخرى هو البناء العشوائي وما أدرلك ما البناء العشوائي, حيث وجدتها بعض الجهات فرصة سانحة للإستغناء على حساب حرق البلاد والعباد، وكتبنا ولازلنا عن هذه الآفة الخطيرة ، أولاد افرج الحوزية مولاي عبد الله.. بدأ يصلنا وابلا من السب والتهديد ووصل الحد بأحد أعوان السلطة أن اتصل هاتفيا وكال كل الكلام الساقط والبذيء.. كلام السفهاء و قاموس المناخير..
و عندما تطرقنا في مادتين إلى مركز درك سيدي بوزيد في إطار مهمتنا حيث نتلقى الشكاوى العديدة من المواطنين ضحايا تصرفات مركز الدرك الملكي كان اصحاب الحسنات الذين تكلفوا بالمهمة وبدأوا يبحثون عن صاحب المقال من هو؟
القاسم المشترك بينهم هو البحث المكثف عن كاتب تلك المقالات، و هل لديه ملفات تمكنهم من وضع اليد عليه ؟ وهل يذهب إلى الأماكن المشبوهة ؟ أو يقوم بالإبتزاز؟ أو يشرب الخمر….؟ نقول لهؤلاء خسئتم وخسأ ظنكم، لا، أبدا لاهذا ولاذاك، وأقول لكم وبصوت عال : ” أنا بيتي من حديد ويا رياح فهُبي” نعم، يحق لهم قول ذلك، لأن الميدان فسد واختلط فيه الحابل بالنابل ولكن يوجد الإستثناء، ولن أبرح الأرض حتى أضع حدا لعدد من الممارسات الغير القانونية ما استطعت إلى ذلك سبيلا، نمارس مهمتنا الدستورية
بالإضافة إلى أن هناك جهات تبحث على “بلطجية” دون معرفة العواقب الوخيمة عندما ينقلب السحر على الساحر ويتم توقيفهم..
فهل نحن أمام مسؤولين وموظفين أم أمام “بلطجية”
القانون واضح، من اعتبر نفسه أننا افترينا عليه فليلتجأ إلى المحكمة، الوحيدة الكفيلة بإنصافه، أما أعمال البلطجة فإنها لم تُرهبنا ولسنوات عديدة خلت، وسلكها مع كاتب تلك المقالات العديدون وكان مصيرهم السجن ولله الحمد، لأن سنة الله ، أنه ما انتصر الباطل على الحق، أما الآن فلن ولم نُرهب، ولن ولم نحيد عن خطنا التحريري المعهود، فليخسأ المتآمرون والبلطجيون.
جميع حقوق النشر محفوظة لموقع بلاقيود